تواصل «الوطن» نشر نص التحقيقات فى قضية «أنصار بيت المقدس» المتورطين باغتيال 40 من ضباط وأفراد الجيش والشرطة، واستهداف مديريات أمن القاهرةوالدقهلية وجنوب سيناء، وبعض المقار الشرطية فى الأشهر الأخيرة.. وتقول التحقيقات إن التنظيم أنشئ عقب ثورة يناير بتواصل المتهم الأول توفيق فريج «هارب» مع أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، وألوية الناصر صلاح الدين فى قطاع غزة.. واتفق عناصر التنظيم مع الرئيس المعزول محمد مرسى على عدم ارتكاب جرائم إرهابية فى عهده، وأن هدفهم كان الهجوم على المنشآت الشرطية والعسكرية واستهداف قوات الأمن والمصالح الحكومية والمجرى الملاحى لقناةالسويس. وتنشر «الوطن» فى هذه الحلقة اعترافات المتهم الثانى فى القضية محمد على عفيفى بدوى ناصف، فى التحقيقات التى جرت بإشراف المستشار تامر فرجانى المحامى العام الأول لنيابات أمن الدولة، والمستشار خالد ضياء الدين المحامى العام، وترأس فريق التحقيق أيمن بدوى رئيس النيابة، وباشر التحقيق إسلام حمد وكيل أول نيابة أمن الدولة. يقول المتهم الثانى فى التحقيقات إنه تولى مسئولية تأسيس وإنشاء وإدارة جميع الخلايا العنقودية المتفرعة من الجماعة بكافة أنحاء الجمهورية، خارج نطاق سيناء ومدن القناة، وشارك فى عدد من العمليات العدائية التى نفذتها الجماعة قبل أفراد الشرطة والقوات المسلحة والمسيحيين، كما أصدر تكليفات لأعضائها بتنفيذ عمليات أخرى، مؤكداً علمه بوقائع أخرى ارتُكبت بمعرفة أعضاء الجماعة. وقال إنه فى غضون شهر أبريل 2011، وعلى إثر إنهاء اعتقاله التقى المتهم الثالث محمد بكرى والمتوفى محمد السيد منصورى المكنى ب«أبو عبيدة»، والسابق تعرفه عليهما أثناء فترة اعتقالهما، فاتفقوا على التواصل مع عدد من معتنقى ذات الأفكار بسيناء، وتمكنوا من لقاء المتهم الأول توفيق محمد فريج زيادة مكنى «أبو عبدالله» زعيم جماعة أنصار بيت المقدس، والمكنى «أبو عماد» مسئول التواصل والعلاقات ومتابعة الإعلام بالجماعة، واتفقوا خلال اللقاء على تبعيتهم لجماعة أنصار بيت المقدس وتأسيس ذراع لها بمنطقة الوادى، المحافظات جميعها عدا سيناء ومدن القناة، عن طريق تكوين عدد من الخلايا العنقودية تعمل كل منها بمعزل عن الأخرى، تكون مهمتها تخفيف العبء عن الجماعة فى سيناء، وذلك بتنفيذ عمليات عدائية ضد أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما وإعداد عناصر انتحارية يتم الدفع بهم لتنفيذ عمليات أخرى وتقديم الدعم اللوجيستى للجماعة فى سيناء متمثلاً فى أماكن لإيواء عناصر الجماعة بسيناء حال وجودهم خارجها وتوفير عناصر للجماعة فى مجال الإعلام. وأضاف أنه عقب ذلك اللقاء تولى إمارة الجماعة خارج سيناء ومدن القناة وبايعه المتهم الثالث والمتوفى محمد السيد منصور على السمع والطاعة، فعينهم أعضاء لمجلس شوراه، ثم انطلقوا فى تجنيد واستقطاب عناصر للجماعة من معتنقى ذات الأفكار التكفيرية، وبدء تكوين خلايا من تلك العناصر بعد إجراء فترة اختبار لهم للوقوف على مدى التزام كل منهم بالبرنامج المعد لذلك، ومدى سمعه وطاعته فى تنفيذ الأوامر والتكليفات. وأوضح أنه اختص بالمتابعة والإشراف على الخلايا بالمحافظات، عن طريق التواصل مع مسئول كل مجموعة منهم دون علمه بكافة أعضائها وفقاً لأمنيات الجماعة وإصدار التكليفات العامة بالعمليات العدائية التى تنفذ ضد القوات المسلحة والشرطة والمسيحيين، وكذا المتابعة والإشراف على الخلايا المتخصصة بالجماعة، وأنه أعد محوراً أمنياً لأعضاء الخلايا لاستحالة ملاحقتهم، تمثل فى عدم التعامل بالاسم الحقيقى حتى مع قادتهم، والدأب على استعمال الأسماء الحركية فيما بينهم وقطع كافة علاقاتهم السابقة وتغيير هواتفهم المحمولة، وعدم الصلاة فى مساجد معينة، كما أعد لهم محوراً فكرياً تمثل فى دراسة فقه الجهاد تمهيداً لتنفيذ أغراض التنظيم، ومحوراً عسكرياً تمثل فى تدريبات عسكرية بسيناء. وأضاف أنه تمكن من تكوين عدد من الخلايا الجغرافية، الأولى بالمنصورة بمحافظة الدقهلية، والثانية بمحافظة كفر الشيخ والثالثة بمحافظة الشرقية. والرابعة بمدينة 6 أكتوبر، تأسست منتصف 2012، وتلقى أعضاؤها تدريبات عسكرية بسيناء ثم سافروا للقتال فى سوريا. وأكد أنه أصدر تكليفات بتدريب 6 من أعضائها على استخدام الأسلحة الآلية بمحافظة الشرقية بناءً على طلب من المتهم 123. والخامسة بالجيزة وأُسست فى النصف الأول من عام 2013. والسادسة بمحافظة الفيوم وتولى المتوفى محمد السيد منصور مسئولية الإشراف عليها والسابعة بمحافظة قنا وتولى المتوفى محمد السيد منصور الإشراف عليها، وتم تأسيسها بداية عام 2013. والثامنة بمنطقة المطرية فى القاهرة. واعترف المتهم أنه كون خلية المهندسين واعتمد فى تكوينها على ذوى الخبرة الهندسية من أعضاء الجماعة، الذين يتولون تصنيع الدوائر الإلكترونية للتفجير، وأن لقاءاتهم واجتماعاتهم تجرى بوحدة سكنية خاصة بالمتهم 54، وأنهم توصلوا لتقنيات خاصة فى تصنيع الدوائر الإلكترونية للتفجير، منها ما يسمى دائرة الشباك ويجرى بها التفجير عن بُعد باستخدام الهاتف المحمول عن طريق الاتصال بالهاتف الموصل بالعبوة المفجرة، ويتم الرد تلقائياً ثم إدخال رمز الشباك لإحداث التفجير، وتقنية أخرى هى ضبط الدائرة للتفجير فى توقيت محدد سلفاً، يصل لمدة شهر لاحق. والثالثة الخلية الكيميائية واختص أعضاؤها بإجراء التجارب لتصنيع أفضل المواد البادئة للتفجير، ولقاءاتهم واجتماعاتهم تجرى بوحدة سكنية خاصة بالمتهم السابع والعشرين وسام مصطفى سيد حسين بمدينة العاشر من رمضان. وقال إن بعض عناصر التنظيم اتخذت مزرعة بمنطقة العادلية ببلبيس فى الشرقية مقراً لإيواء عناصر الجماعة ومخزناً للأسلحة والمفرقعات وتجهيز السيارات المفخخة، وأن من بين ما خُزن بتلك المزرعة قاذف «آر بى جى»، وعدد 33 صاروخ كاتيوشا أحضرها المتهم الأول فى غضون شهر أكتوبر 2013 وأنها احترقت بما تحويه. وأضاف أن الجماعة اعتمدت فى تمويلها على أموال أمدها بها المتهم الثانى والثمانين بعد المائة محمد أحمد العدوى شلباية حركى «عادل» تمثلت فى تحويلات مالية من المملكة العربية السعودية بإجمالى مبلغ مليون وسبعمائة ألف جنيه أُنفقت على أوجه نشاط الجماعة من احتياجات وأسلحة وغيرها وعلى عناصر الجماعة الهاربة، علاوة على مبلغ خمسين ألف جنيه أمده بها المتهم الأول. وأنه اعتاد التردد على المتهم الأول بسيناء لتنسيق أمور الجماعة فيما بينهما. وأضاف أنه شارك فى تفجير موكب وزير الداخلية محمد إبراهيم فى غضون شهر سبتمبر 2013 وأبان تفصيلاً لتلك الواقعة أن المتهميْن التاسع والعاشر رصدا قبل عشرة أيام من ارتكاب الواقعة ركب وزير الداخلية وخط سيره وتحركاته ثم أعدا مقترحاً لقتله تضمن تنفيذه بواسطة أحد الانتحاريين المتوفى / وليد محمد محمد بدر وعرضا مقترحهم على المتهم الأول فأرسل للمتهم للقائه بمحافظة الإسماعيلية وأخبره باعتزامه تنفيذ الواقعة باستخدام سيارة مفخخة واتفق معه على تجهيز مزرعة المتهم السابع والثلاثين وإعدادها لاستقباله والسيارة ليتم تجهيزها بالمواد المفجرة هناك، ونفاذاً لاتفاقهما حضر إليه بالمزرعة المتهمُ الأول ورفقته مسئول تجهيز السيارات بالمتفجرات السابق تدربه على تجهيز المفرقعات بألوية الناصر صلاح الدين بقطاع غزة ووُجد رفقتهم المتهمون الثانى عشر والسادس والثلاثون والمتوفيان محمد السيد منصور، ومحمد محسن على، وتم تجهيز سيارة ماركة هيونداى جيتس سماوى اللون بمائة وعشرين كيلوجراماً من المواد المفرقعة مستخدماً ست عبوات موجهة كل منها تحوى عشرة كيلوجرامات من مادة «تى إن تى»، وبرميل كبير الحجم يحوى ستين كيلوجراماً أخرى من المواد المفرقعة المصنعة شعبياً، ثم توجه المتهم الأول للقاء المنفذين ليلة التنفيذ لترتيب الأمر معهم. وأضاف أنه صباح يوم الواقعة توجه المتهم والمتهمان الأول والثانى عشر والمتوفى محمد السيد منصور بالسيارة المجهزة بالمفرقعات، والتقوا المتهمَيْن التاسع والعاشر، والمتوفى وليد محمد محمد بدر بمدينة العبور وسلموا الأخير السيارة المفخخة، وأرشده المتهم الأول على التعليمات الخاصة وتوقيت تفجير السيارة وكلَّف المتهمُ الأول المتهميْن التاسع والعاشر بتصوير الواقعة حال ارتكابها، ثم انطلق المتوفى وليد محمد بدر مستقلاً السيارة المجهزة يسبقه المتهمان التاسع والعاشر متوجهين صوب شارع مصطفى النحاس بمدينة نصر فى انتظار ركب وزير الداخلية، وما إن شاهد المتوفى وليد محمد بدر السيارة استقلال وزير الداخلية حتى أحدث الانفجار وحال دون قتل وزير الداخلية تعجله فى التفجير مدة لا تجاوز ثانيتين خلافاً للتعليمات المتفق عليها، وأعقب ذلك إحضار المتهمَيْن التاسع والعاشر مشهداً مصوراً للواقعة. واكد قيامه والمتهمين الثالث، والسادس والعشرين، والسابع والعشرين، والثامن والعشرين، والمتوفيين فهمى عبدالرؤوف محمد ومحمد محسن على بقتل محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطنى وأبان تفصيلاً لتلك الواقعة أنه أصدر تكليفاته للمتهم الثالث بجمع معلومات عن ضباط قسم التطرف الدينى بقطاع الأمن الوطنى تمهيداً لقتل أحدهم، ونفاذاً لذلك جمع الأخير معلوماتٍ عن بعضهم وأخبر المتهمَ برصده تحركات المجنى عليه ووقوفه على شخصه وسيارته وأوقات غدوه ورواحه فكلفه المتهمُ بقتله. وأضاف فى التحقيقات أنه تنفيذاً لذلك حاول المتهم الثالث قتل المجنى عليه محاولتَيْن باءَتا بالفشل، وعلى أثر ذلك اجتمع المتهمُ فى 15 نوفمبر الماضى بالمتهمين الثالث، والحادى عشر، والسابع والعشرين بمقهى بميدان الساعة بمدينة نصر واضعاً مخططاً لقتل المجنى عليه باستخدام ثلاثة أسلحة آلية معيِّناً للتنفيذ المتهمِين والمتهمَ السادس والعشرين والمتوفيَيْن فهمى عبدالرؤوف محمد، ومحمد محسن على، والتقى المتهمُ المعيَّنين للتنفيذ وحضر اللقاء المتهمُ الثامن والعشرون كتكليف المتهم الثالث لمساعدتهم فى الهرب، وتنفيذاً لذلك أحرز المتهمُ والمتوفيََّان فهمى عبدالرؤوف محمد، ومحمد محسن على، كلٌٌّ، سلاحاً نارياً بندقية آلية واستقلوا سيارة سوداء قادها المتهم الثالث، واستقل المتهم السابع والعشرون سيارة فضية قادها المتهم السادس والعشرون، وتوجهوا صوب مسكن المجنى عليه بينما انتظرهم المتهم الثامن والعشرون بسيارته فى مكان اتفق عليه ، فكمن المتهمُ ومرافقوه بالسيارة على مقربة من مسكن المجنى عليه، بينما كمن المتهمان السادس والعشرون والسابع والعشرون، أمام المسكن يرقبان مغادرة المجنى عليه، وما إن أبصروه حتى غادرا المكان متصلين بالمتهم الثالث، فقاد الأخير السيارة متتبعاً سيارة المجنى عليه حتى لحقها وحاذى جانبها الأيسر، فأطلق المتوفيان فهمى عبدالرؤوف محمد ومحمد محسن على صوب المجنى عليه وابلاً من الأعيرة النارية فأردوه قتيلاً. وأضاف أنه فى الإطار ذاته أصدر تكليفات لعناصر خلاياه بارتكاب عمليات عدائية ضد المسيحيين وأموالهم وممتلكاتهم، ونفاذاً لتلك التكليفات تمكن المتهمان الثالث، والخامس عشر، والمتوفيان سمير عبدالحكيم إبراهيم، ومحمد سيد محمود فى غضون شهر رمضان الماضى من سرقة سيارة هيونداى جيتز سماوى اللون كرهاً عن مالكها عقب تيقنهم من اعتناقه المسيحية برؤيتهم صليباً معلقاً بسيارته فاستوقفوه مشهرين أسلحة نارية فى وجهه، وتمكنوا من الاستيلاء على السيارة، وسرق أعضاء الجماعة سيارة أخرى من النوع ذاته. وأكد فى التحقيقات قيام المتهميْن الثالث عشر، والرابع عشر، والمتوفى محمد محسن باستهداف كنيسة العذراء بمنطقة الوراق بمحافظة الجيزة بأن استقل أولهم سيارة متسوبيشى لانسر فضى اللون لتأمين الطريق أمام خط سير المتهم الرابع عشر والمتوفى حال استقلالهما دراجة بخارية قيادة أولهما وخلفه المتوفى محرزاً سلاحاً آلياً، وما إن مروا أمام الكنيسة أطلق المتوفى أعيرة نارية من سلاحه الآلى صوب الأشخاص الموجودين أمامها ولاذوا بالفرار وخلفوا وراءهم قتلى وجرحى. وأنهى بعلمه من المتهم الأول بوجود تنسيقٍ وتعاونٍ عسكريٍ كامل بين جماعة أنصار بيت المقدس وكتائب الفرقان، وفى ذلك الإطار تسلم من المتهم الأول قاذف «أر بى جى» أخفاه بمزرعة المتهم السابع والثلاثين إلى أن كلفه بتسليمه لعناصر من كتائب الفرقان لاستهداف محطة الأقمار الصناعية بالمعادى، ونفاذاً لذلك توجه والمتهم الثانى عشر لمدينة العبور والتقيا بعنصرين من كتائب الفرقان سلمهما القاذف، وأمّنا طريقهما حتى منطقة المعادى حيث استهدفت تلك العناصر محطة القمر الصناعى.