«ده مرسى ومبارك ما عملوهاش.. تيجى منك انت يا محلب؟».. حدث الرجل نفسه، كاد أن يُجن وهو يستمع لحديث زملاء طابور البنزين، الذين ملوا انتظار سيارة البنزين، فقرروا أن يملأوا الفراغ بحديث حول الأسعار التى أخذت فى الزيادة من بعد الثورة، والدعم الذى سيغادر مستحقيه، والزيادة التى سيتم تطبيقها فى أسعار كل شىء، من البنزين إلى الغاز ومنه إلى الكهرباء والمياه. ملل الانتظار فى الطابور والتأخير عن مواعيد العمل دفع أشرف للتفكير جدياً فى تغيير نظام تشغيل سيارته من بنزين إلى غاز.. «باحط كل يومين 10 لتر بنزين 92، ده هيبقى خراب بيوت لو فعلاً رفعوا الأسعار، فقلت آخدها من قصيرها أحسن واقلب العربية». تصرف أشرف وجد من يشجعه ومن يحذره منه، لكنه وفى أول شهور التغيير لاحظ الفرق: «كنت بافوّل العربية بأكتر من 70 جنيه، الغاز مش بياخد فلوس كتير وصديق للبيئة، ومش بادفع فى الشهر أكتر من 30 جنيه، صحيح محطاته زحمة شوية بس مضمونة ومفيش حاجة اسمها مفيش بنزين يا أستاذ، أو استنى العربية لما تيجى». فرحة أشرف بانتهاء أزمته مع «البيت التانى» حسب وصفه لسيارته لم تدم كثيراً، فبعد أقل من شهرين فوجئ بتلف ماتور السيارة، تذكر حينها نصائح أصدقائه بأن الغاز يضعف السيارة ويقلل عمر الماتور.. «الواحد مش عارف يعمل إيه، اللى وفرته فى شهرين دفعته فى ماتور جديد.. حسبى الله ونعم الوكيل فى الحكومة». «للغاز أضرار جسيمة على السيارة، منها أنه يقلل من عمر الماتور يعنى لو هتعمل عمرة كل سنة هتعملها كل 6 أشهر، رغم أنه يقلل خطر تلوث البيئة»، بحسب خالد همت، مهندس بإحدى شركات البترول.