تبدأ قنوات روسية بعرض الفيلم الروسي الجديد "شوغالي" والمقتبس من قصة واقعية لعالم اجتماع روسي وصل إلى العاصمة الليبية طرابلس في مهمة إنسانية، ليتم اختطافه واعتقاله هو ومترجمه وزجهما في سجن معيتيقة من قبل الميليشيات الإرهابية، في المدينة دون توجيه أي تهمة رسمية لهما. وفي ظل تفشي فيروس كورونا في العالم ومواجهة الدول الحثيثة للوباء الذي سببه هذا الفيروس الخبيث امتلأت المستشفيات بالمرضى ووصلت المراكز والمعاهد الطبية ليلها بنهارها لإيجاد لقاح مناسب يساهم في القضاء على المرض وإنقاذ البشرية. ومن إحدى الصعوبات التي تواجه المراكز الطبية في العالم عدم كفاية أجهزة التنفس الاصطناعي التي تساهم في عملية إنقاذ المرضى واحتواء المرض، وليبيا بالطبع ليست استثناء وتم تقديم مساعدات عديدة لها من أجل مجابهة الوباء وآخرها كانت المساعدة التي وصلت إلى بنغازي والتي تضمنت أجهزة التنفس الاصطناعي المذكورة آنفا، حيث تم تسليم الشحنة بإشراف رئيس المجلس الطبي الدكتور أحمد بورتيمة مفتاح رئيس مجلس إدارة جهاز الإمداد الطبي في الحكومة الليبية المؤقتة، وتم تمويلها وتسليمها من قِبل ناتاليا شوغالي زوجة مكسيم شوغالي. وكتبت: "مرحبا، اسمي ناتاليا شوغالي، أنا زوجة مكسيم شوغالي، عالم الاجتماع الروسي الذي اختطفه الإرهابيون في طرابلس، حدث هذا بالضبط قبل عام، في 17 مايو 2019، أريد اليوم تسليم 40 جهاز تنفس صناعي إلى نساء وأطفال ليبيا لإنقاذهم من فيروس كورونا، تم جمع هذه الأموال بعد بيع حقوق فيلم شوغالي، الذي يحكي عن مصير زوجي". وكانت زوجة شوغالي قد رهنت حياتها لمساعدة المحتاجين وتبذل الغالي والرخيص من أجل توفير بعض من الرعاية لجميع من يحتاجها، وأما بالنسبة لزوجها عالم الاجتماع الروسي مكسيم شوغالي فقد وصل ليبيا برفقة الطبيب والمترجم سامر حسن علي سويفان بعد التنسيق مع السلطات الليبية لإجراء بحوث واستطلاع رأي الشعب الليبي بالوضع الليبي الراهن لمعرفة حقيقة الأزمة وتقديمها للعالم لإيجاد الحلول المناسبة. وبينما كانا يجولان شوارع العاصمة للقيام بعملهما بشكل طبيعي في ميدان الشهداء واستطلاعهما لرأي العامة اختطفهما مسلحون واقتادوهما إلى سجن معيتيقة، وتبين فيما بعد أن ما يسمى ب "ميليشيا الردع" التابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق الوطني هي المسؤولة عن اختطافهما. واللافت في هذا الفيلم هو تأكيده حقائق مثيرة، حيث تسيطر على السجن ميليشيا الردع، بقيادة إرهابي مرتبط بتنظيم القاعدة يدعى عبدالرؤوف كارة، جميعهم متخصصون بتعذيب المساجين والاتجار بالبشر. وأكدت زوجته أنها لم تشاهد الفيلم وتتطلع لمشاهدته مع زوجها بعد فك أسره وتؤمن بأن أعمالهما الخيرية سوف تلقى صداها وتؤثر بشكل إيجابي في حل الأزمة الليبية وال 40 جهازا المقدمة يُمكن أن تكون أطواق نجاة ل 300 طفل ليبي من خطر كورونا ليكبروا وينعموا بصحة جيدة ويساهموا في بناء ليبيا. وبحسب منتج الفيلم، سيرجي شيغلوف، فإن الأهمية الرئيسية للعمل تكمن في أن يدرك الناس في جميع أنحاء العالم أن هناك دولا يسودها انعدام القانون والعنف. ونقلت وسائل إعلام روسية عن شيغلوف قوله: "لقد عملنا من أجل إنقاذ الإنسان، وكان هذا بالفعل شعار فريقنا، عملنا طوال 48 يوما لمدة 14 ساعة في اليوم، من طاقم الفيلم إلى مرحلة ما بعد الإنتاج، لم يكن هناك شخص غير مبال في الفريق".