قضى يومه منتظرًا لموعد التاسعة، استعد جيدًا للمتابعة، أغلق هاتفه المحمول، نبّه أحفاده للعب خارج الغرفة بعد أن أصر أن يجتمع مع أولاده لينتظروا معه "الموعد المنتظر"، 22 عامًا قضاها إبراهيم عمار أبوشادي، بعيدًا عن مصر، غربته في الإمارات لم تجعله ينسى بلده "دخلت دبي لما كانت صحرا وخرجت منها وهي جنة"، بعد شهور قليلة من ثورة يناير قرر أن يعود إلى "الغالية"، بحسب وصفه، "كل الجنسيات تدخل دبي وتموت فيها إلا المصري تفضل مصر في قلبه مهما بعد ولازم يرجعلها"، رغم العودة المبكرة بعد ثورة يناير فإن الحاج إبراهيم لم يشارك في الانتخابات الرئاسية الأولى "دي كانت مسخرة هي دي كانت انتخابات"، لكن هذه المرة الأمر يبدو مختلفا "المشير السيسي ده المهدي المنتظر بتاع مصر اللي هيعدل الدنيا اللي باظت من أكتر من 30 سنة"، حوار المشير مع الإعلاميين لميس الحديدي وابراهيم عيسى كانت فرصة الرجل كي يتأكد أن اختياره المبدئي للرئيس القادم صحيح "الراجل ما بيتكلمش كتير وكل كلمة عنده بحساب وماوعدش بحاجة هو قال هاشتغل وتشتغلوا، هاعمل وهاتعملوا، هافكر وهاتساعدوني لكن لا قال نهضة ولا قال من أجلك انت". لم يهتم الرجل السبعيني بأن المشير لم يحدد فترة زمنية للتغيير ولم يضع مدى زمنيًا لتقييم أدائه "وإحنا استفدنا بإيه من ال100 يوم بتوع مرسي وال30 سنة اللي قبليهم لمبارك الراجل ده مش بتاع كلام ده واحد شايف ومحدد هو هيعمل إيه". محاولتا الاغتيال التي تعرض لهما السيسي بعد 30 يونيو كان أكثر ما لفت انتباه الحاج إبراهيم "الناس اللي بتقول هو ليه مش بينزل الشارع، لو انتم مش خايفين عليه إحنا خايفين ومستكفيين بالبرامج والتليفزيون".