يهوى بعض عملاء الإخوان من «نحانيح النخبة» ترديد مقولة إن المشير عبدالفتاح السيسى سيكون جزءاً من المشكلة وليس الحل، وإن انتخابه رئيساً للجمهورية سيزيد من تعقيد الأمور.. لا يملون من تكرار مثل هذه الأكاذيب أملاً فى عودة الجماعة أو الضغط على الشعب المصرى ليرفض وصول «السيسى» للحكم.. ونسى هؤلاء أن المشير ومجلسه العسكرى وجيشه كانوا هم الحل لأكبر مشكلة كانت يمكن أن تواجه مصر حينما احتشدت الملايين فى الشوارع بينما الرئيس العابث والمضلل المنتخَب يهدد بالدم مع أهله وعشيرته ويعتمدون على الدعم الخارجى سواء كان من أمريكا أو قطر أو تركيا أو حماس أو التنظيم الدولى، فتدخل الجيش ليحمى المصريين وإرادتهم ويواجه الإرهابيين والخونة، وكشفت الجماعة بعدها عن وجهها القبيح، فكان لا بد من استئصال أفكارها من الجذور. حسناً فعل المشير السيسى حين أعلن أمس الأول فى حواره مع الإعلاميين إبراهيم عيسى ولميس الحديدى عن أن عهده لن يشهد وجود جماعة الإخوان، فقد خشى البعض أن يتأثر المرشح الرئاسى الأوفر حظاً ببعض رواد «المياعة» الذين يفضلون اللعب على كل الحبال ويطلبون المصالحة، ولا أعرف كيف يطرحون مثل هذه الأوهام فى الوقت الذى حظرت فيه السعودية جماعة الإخوان، وهى الممول الأكبر لها عبر التاريخ، بينما تدرس بريطانيا حظرها وهى الحاضنة والراعية للجماعة منذ الاحتلال، فى حين أن مصر هى أكثر من دفعت ثمن «التمويل والرعاية» من دماء أبنائها وثرواتها وأمنها القومى وتقدمها الديمقراطى ونموها الاقتصادى. الدعوة إلى المصالحة هى حركة خبيثة روّجها البعض لفصل المشير عن جماهيره، وبالتالى يجب الآن تجاوزها وعدم الحديث عنها مرة أخرى، ويكفى أن «السيسى» تعرض لمحاولتى اغتيال حتى الآن، كما كشف فى حواره.. فهذه الجماعة ثغرة فى جسد الوطن بأفكارها، بداية من التجارة بالدين الإسلامى، مروراً بالتحالف مع الإرهابيين وجماعات العنف، وصولاً إلى الاستقواء بالدول الأجنبية لهدم الدولة والجيش. مما لا شك فيه أن تصرفات عصابة الإخوان الإرهابية الخائنة بعد ثورة 30 يونيو قد زادت من شعبية «السيسى»، بل وزاد معها أمل الناس فيه لتخليصهم من هؤلاء، خاصة أن الرجل يعلم ما لا يعلمه المواطن المصرى البسيط من مخططات الجماعة وتمويلاتها وعلاقاتها.. كما أن «السيسى» هو الأقدر على مواجهة مؤامرات أمريكا والاتحاد الأوروبى وتركياوقطر وحماس للنيل من الدولة المصرية.. والمؤكد أن شعبية «السيسى» الجارفة، وتوافق الشعب عليه، ستكون الورقة الأولى فى استعادة استقلال القرار المصرى، فلا يمكن لرئيس نجح بنسبة ضئيلة أن يواجه القوى العظمى، فالشعب هو الحامى، كما أن هذا الشعب هو القادر -إذا أحبه رئيسه كما فى حالة السيسى- أن يفعل المعجزات سواء فى الداخل أو الخارج. لقد أصبح «السيسى» رمزاً لثورة 30 يونيو وأهدافها، وأبرزها استعادة الاستقلال الوطنى وعودة مؤسسات الدولة وهيبتها، وسيكتب التاريخ أن «الشعب والسيسى» قضوا على أخطر جماعة إرهابية فى تاريخ مصر، أما أفرادها فقد فتح «المشير» لهم من قبل فرص المشاركة ما داموا لم يدانوا قانوناً، ولكن بشرط ابتعادهم عن تنظيم الجماعة وأفكارها وأغراضها، وبالتالى من حق أعضاء الجماعة أو المتعاطفين معها المشاركة فى المستقبل بأسس وقواعد الدستور الجديد، وليس بمبادئ مكتب الإرشاد، أما الذين يعزفون لحن المصالحة فقد حسم المشير أمره، ومن يريد تأييده فالانتخابات مقبلة، ومن يرفض فعليه تزكية مرشح آخر أو يذهب ليعبر عن رأيه فى «الجزيرة» ليحصل على الثمن. ■ لقد انتهت جماعة الإخوان، ووجود «السيسى» فى رئاسة الجمهورية يمثل إصراراً من الشعب على تشييع جثمانها، فلا يمكن للمصريين أن يُسرَقوا مرتين. وأتذكر مقولة صديق لى بعد نجاح د.محمد مرسى، «ممكن أنزل مرتين فأكتشف سرقة سيارتى، أما أن أنزل فأكتشف أن بلدى اتسرقت...؟!».