علاء الخضيرى المحامى والفقيه الدستور عصام الإسلامبولى يرى أن الرئيس القادم هو رئيس ثورى بامتياز سواء كان السيسى أم صباحى، لأن برنامجهما مبنى على أهداف ثورة 25 يناير و30 يونيو، مشيرا إلى أن جمال عبد الناصر هو الرئيس القادم لمصر وبالطبع ليس ناصر الخمسينيات بل ناصر القرن الواحد والعشرين، فالسيسى وصباحى يرتديان نفس القميص سواء كان بالبدلة العسكرية أم المدنية لأن الأفكار واحدة، وأضاف فى حواره ل«الأهرام العربى» أن الاختيار الآن بين الفل والياسمين بعد أن كان بين الكوليرا والطاعون وإلى نص الحوار. هل أنت المستشار القانونى لحملة صباحى باعتبارك محاميه الأصيل؟ رفضت أن أكون المسشار القانونى لحملة حمدين صباحى برغم أنى محامية لفترة طويلة جدا، وتربطنى به علاقة إنسانية منذ 40 سنة، ولكنى كنت أخشى من قرار ترشح حمدين، لأن بعض أنصاره من الشباب الطموح وقع فريسة إغواء معاداة القوات المسلحة والجيش فتبدو الصورة وكأن الناصريين يحاربون الجيش المصرى الذى هو جزء ومكون أساسى للدولة المصرية، وهو جزء من دولة عبد الناصر، وهو جيش محترم لا مثيل له فى العالم لأنه جيش وطنى بامتيازوخشيت أن يرفع بعض أنصار حمدين الشعار الفاسد الذى أطلقه الإخوان «يسقط حكم العسكر»، وكأن مصر من الدول اللاتينية أو جمهوريات الموز، فالكلام عن المرشح المدنى كلام من قبيل الهرطقة السياسية، فعبد الناصر لم يرتد البدلة العسكرية منذ تقلده لمنصب رئاسة الجمهورية حتى وهو يتفقد القوات المسلحة والدولة المصرية كانت مدنية سواء فى عهد ناصر أو حتى السادات ومبارك كلهم قادة خلفيتهم عسكرية، لكن مصر أبدا لم تكن عسكرية واللعب على هذا الوتر يخدم الأعداء ويضع الجيش والثورة فى مواجهة برغم أن الاثنين واحد فالجيش المصرى هو صاحب الثورة فى 52 وهو شريك الثورة فى 25 يناير و30 يونيو، وحمدين زعيم ثورى، والسيسى شريك أساسى فى ثورة 30 يونيو وكثير من المصريين يدرك بحسه الوطنى أنه قائدها ولولا الجيش المصرى وقيادته الوطنية لدخلت مصر فى حرب أهلية لا يعرف مداها إلا الله ولم تقبل كرامة الجيش أو نخوته أن تسيل دماء المصريين فى الشوارع، وأن تحكم مصر بميلشيات الإرهاب ويقف الجيش يتفرج بل تلقى الضربة والرصاص بدلا من الشعب المصرى. كيف ترى المنافسة بين المشير السيسى والسيد حمدين صباحى؟ فى الحقيقة أن المرشحين المتنافسين على مقعد الرئاسة فى مصر الآن لديهما كثير من الأشياء المشتركة، وأهمها من وجهة نظرى أنهما يتنافسان على أفكار ومبادئ جمال عبد الناصر، وتلك ميزة ومكسب مهم للشعب المصرى، ودليل على أن الثورة المصرية تسير فى الطريق الصحيح وبوصلتها نحو مرفأ الوطنية الحقيقية وقد قلت سلفا وقبل أن يترشح أحد إن صوتى للمرشح الذى يعلن استقلال القرار الوطنى وينهى التبعية لأمريكا التى أغرقنا فيها الرئيس السادات الذى سلم مصر لأمريكا وأنهى البعد الاجتماعى بالانفتاح الاقتصادى، وزاد الطين بلة حينما عقد صفقة مشبوهة مع الجماعات الإسلامية ووضع يدها فى يده لإقصاء التيار القومى واليسارى من الجماعات، فالسادات هو المسئول عن وصول الإخوان للسلطة فى مصر وليس المجلس العسكرى أو حتى مبارك، فهو من وضع نواة للفاشيست الدينى من جديد بعد أن كادت تختفى فى أواخر عهد عبد الناصر. عبد الناصر القائد العسكرى متمثلا فى السيسى وعبد الناصر القائد الشعبى متمثلا فى حمدين صباحى هما ابنان لرجل واحد، ولكن كلاً بطبيعته ونجاح عبد الناصر «أ» و «ب» هو نجاح للثورة المصرية وكل الخيارات التى رفعها عبد الناصر كانت الخيارات الصحيحة، وهزيمة 67 كانت ضربة لمشروع عبد الناصر، كما تم ضرب مشروع محمد على فى نوارين 1848. كيف ترى المنافسة فى الانتخابات الرئاسية الآن وفى الانتخابات السابقة؟ فى الانتخابات السابقة وصلنا للاختيار بين السيئ والأسوأ فى مرحلة الإعادة حتى إن البعض اعتبر الاختيار ما بين مرسى وشفيق، كالاختيار بين الكوليرا والطاعون ورأينا عاصرى الليمون الذين لعبوا لمصلحة الإخوان، فكانت الكارثة بفوز مرسى، لكن الاختيار حاليا ما بين السيسى وصباحى لا شك أنه اختيار بين الفل والياسمين، والفائز هو الشعب المصرى الذى يجب أن يخرج فى الانتخابات الرئاسية كما حدث فى 30 يونيو وكما خرج للاستفتاء حتى تظهر إرادته الحرة في من يحكمه. لمن ستصوت فى الصندوق للفل أم للياسمين على حد وصفك؟ صوتى للبرنامج الذى يخرج مطابقا لثورة 25 يناير و30 يونيو، وفى الحقيقة برنامجا السيسى وصباحى متشابهان إلى حد كبير جدا ولو ممكن أعطى صوتى للمرشحين لفعلت فحمدين صديقى، وأعرفه والسيسى زعيم وطنى لايختلف عليه. حمدين كان متردداً فى الترشح، ولكن ضغوط الشباب هى التى اضطرته للقبول فهم الذين وقفوا إلى جواره فى الانتخابات السابقة ولم يخذلوه وهو قررالترشح بعد بدأت الثورة تتآكل ويقفز عليها الحالمون والمغامرون. لكن البعض يظن أن ترشح حمدين صباحى هى مسألة للديكور الانتخابى؟ بالطبع هذا لا يليق وحمدين صبحى أكبر بكثير من هذا الهراء فهو قامة وطنية له تاريخ من النضال والكفاح الطويل والمحترم، وهو من أنبل الشخصيات التى عرفتها فى حياتى سواء على المستوى السياسى أو الاجتماعى وقد اعتقل 17 مرة ورأيته مضروبا وحليق الرأس فى سجن طرة لتضامنه مع الفلاحين عام 98، ولكن هناك الكثير من الحاقدين والجاحدين الذن ليس لديهم قيم أوكاريزما صباحى التى خلقت شعبيته وحتى لو اختلفت معه فلا يدير لك ظهره بل يتقبلك ويظل صديقا وفيا لك. وجهت العديد من الانتقادات إلى لجنة الانتخابات الرئاسية لماذا؟ لكن تشوب عملة الانتخابات الرئاسية مخالفة صارخة وجريمة واضحة هى جريمة انتهاك الدستور من خلال تحصين قرارات لجنة الانتخابات الرئاسية من الطعن عليها أمام القضاء من خلال المادة "7 فى قانون الانتخابات الرئاسية، التى تخالف نص المادة 98 من الدستور المصرى التى تنص على عدم تحصين أى قرار من الطعن عليه أيا كانت الجهة التى أصدرته، وكان يجب النص على عرض قانون الانتخابات الرئاسية على المحكمة الدستورية العليا قبل صدوره لتلافى هذا العوار وتحصين منصب الرئاسة من الشكوك والشبهات، وللحقيقة فإن بعض مؤيدى المشير السيسى يسيئون إليه أكثر من أعدائه لأنهم يتطوعون بأشياء ونصائح لا يستفيد منها المشير بل تخصم من رصيده، والكل فى مصر يعلم مدى الشعبية الجارفة للمشير السيسى الذى صار بطلا شعبيا عقب ثورة 30 يونيو لأنه حسم الأمر وأنهى حكم جماعة الإخوان الفاشى. وللأسف الشديد فقد بدأ يظهر ترزية قوانين للنظام الجديد وهو الأمر الذى عانينا منه سواء مع نظام مبارك أو حتى نظام مرسى، وهؤلاء يبررون الأخطاء ويستخدمون القانون والدستور وفقا لتصوراتهم وتلك جريمة وهؤلاء يريدون أن يحجزوا مقاعد لهم فى مقدمة صفوف النظام الذى يتشكل وهؤلاء الخطر الحقيقى على أى نظام. كيف ترى هجوم بعض وسائل الإعلام على حمدين صباحى على الرغم أنه ينتمى لمهنة الإعلام فهو صحفى؟ لا أستشعر خيرا من كثير من وسائل الإعلام، خصوصا الإعلام الخاص الذى يبدو أنه حسم أمره بالوقوف إلى جانب مرشح معين وأيضا من بعض الحواريين الذين بدأوا برشق السيد حمدين صباحى لمجرد أنه مارس دوره الطبيعى كمواطن مصرى وزعيم سياسى فى الترشح للرئاسة، ويكفى صباحى أنه أعلن ترشحه بصراحة دون انتظار لقرار المشير السيسى، فى الوقت الذى لم يجرؤ أحد على الترشح أمام المشير، والكثير منهم آثر الانسحاب خشية المنافسة مع المشير السيسى الذى يتوقع اكتساحه للانتخابات الرئاسية. من تتوقع أن يحسم الانتخابات الرئاسية وكم نسبة فوزه فى تقديرك؟ أتوقع فوز المشير عبد الفتاح السيسى بنسبة 75 % مقابل 20 % لصباحى والباقى للآخرين. هل تتوقع أن يكون هناك مرشح لتيار الإسلام السياسى بعد انسحاب أبو الفتوح؟ أتوقع هذا تماما وقد نفاجأ فى اللحظات الأخيرة بمرشح أو اثنين من التيار الإسلامى قد يكون من بينهما الدكتور العوا وقد يدفعون بمرشح من غير هذا التيار من خلال صفقة انتخابية للادعاء بتزوير الانتخابات والهجوم على مصر من خلال بيانات كاذبة عن منعه من التحرك والتواصل مع الجماهير. كيف ترى دعوات المصالحة مع الإخوان ومن بينها إشارة المشير السيسى فى خطابه للترشح؟ السيسى لم يقل مصالحة مع الإخوان، ولكنه كان يقصد المصالحة الوطنية عموما وهو قصر هذا على من لم يحمل السلاح أو تلوثت يده بالدماء ولو السيسى قبل المصالحة مع الإخوان، سأكون أول من يقف ضده فلا يجرؤ أحد فى مصر الآن على هذا حتى لو كان المشير السيسى، لسبب بسيط أن الشعب سينظر للمصالحة مع الإخوان على أنها خيانة وطنية والحديث عن المصالحة يفيد الإخوان أكثر من غيرهم ويؤكد نظرية الانقلاب التى يتبنوها. وهناك كثير من الأسئلة الحائرة فى ذهنى ومنها لماذا حتى الآن لم تتم مراجعة قرارات مرسى بالعفو عن الإرهابيين؟ ومنها لماذا لا يقبض على أنصار الجماعة ورموزها التى تعقد مؤتمرات صحفية وتحرض على العنف؟ كيف ترى الضغوط الدولية على مصر الآن وكذلك لو فاز المشير السيسى؟ هناك مقولة خالدة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وهى طالما الغرب يعادينا فنحن على صواب والضغوط الدولية تراجعت بشدة لأن ثورة 30 يونيو اختارت الصناديق لتأكيد شرعيتها الشعبية، والسيسى سيكون رئيسا بأصوات الشعب والدليل على ذلك التحقيقات التى تجريها السلطات البريطانية حول جماعة الإخوان وإعلانها لجماعة بيت المقدس جماعة إرهابية. وبالنسبة للولايات المتحدة فموقفها مازال متذبذبا، وهى لا ترغب فى وصول السيسى أو صباحى للحكم، لذلك فهناك مليارات الدولارات التى ستدعم إسقاط السيسى والتآمر عليه سواء عبر قطر أو تركيا.