نظم المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الحلقة العشرين لملتقى الفكر الإسلامي، وجاءت بعنوان "فضل العشر الأواخر من رمضان"، وحاضر فيها: الدكتور على الله شحاتة الجمال إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، والشيخ أحمد دسوقي مكي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، برعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وفي إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام، لنشر الفكر الإسلامي الصحيح، ومواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة. وفي كلمته، أكد الدكتور على الله شحاتة الجمال، أنّه إذا كان شهر رمضان تتجسد فيه معاني الرحمة والرأفة بالفقراء والمساكين، واليتامى والمحتاجين، والعملِ على إطعام الجائعين، وإفطار الصائمين، فأيام العشر الأواخر منه أيام عظيمة امتن الله تعالى بها على عباده بأن أعطاها نفحات ربانية، إذ تتضاعف فيها الحسنات، ويعظم فيها الأجر والثواب، ويغفر الله تعالى فيها الذنوب والسيئات. وتابع: "حثَّنا ديننا الحنيف على البذل والعطاء في سبيل إسعاد الآخرين، وإدخال السرور على قلوبهم ومساعدتهم، يقول نبينا حين سئل: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ، وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّه ِ؟ فَقَالَ النبي: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلَئِنْ أَمْشِي مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ شَهْرًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ.. وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثَبِّتَهَا لَهُ ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامُ). وقال الشيخ أحمد دسوقي مكي، خلال كلمته، إنّ الله اختص شهر رمضان بخصائص عظيمة دون غيره من الشهور، فهو شهر الصيام والقيام والقرآن، وشهر الانتصارات، شهر الجود والخيرات والبركات والنفحات، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله، ولله فيه عتقاء من النار وذلك في كل ليلة، ومن أفضل أيام وليالي هذا الشهر العشر الأواخر التي فيها ليلة القدر، والتي هي خير من ألف شهر. وأوضح أنّ الحق سبحانه وتعالى جعل العشر الأواخر من شهر رمضان فرصة للمحسن أن يتزود فيها من الخيرات، وللمقصر أن يستدرك ما فات، فهي أيام مليئة بالنفحات الإلهية والعطايا الربانية التي امتن الله بها على عباده الأتقياء، فحريٌّ بكلِّ مسلم أن يغتنم ليلها، وأن يستثمر نهارها، فهي موسم للطاعات والخيرات، إذ يقول نبينا: (إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا; لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ يُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا)؛ لذا كان النبيّ يخص العشر الأواخر من رمضان بمزيد من العبادة والطاعة، والإقبال على الله. وفي ختام كلمته، أكد أنّه إذا كان الدعاء في شهر رمضان مستحبًّا فهو في العشر الأواخر منه أشدُّ استحبابًا، لعله يقع في ليلة القدر، فعن أم المؤمنين عائشة قالت: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: "قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى"، نسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يبلغنا ليلة القدر وأن يجعلنا من عتقائه من النار ومن المقبولين.