وقعت قلعة "الحصن" بمدينة حمص السورية، ضحية في براثن الحرب الأهلية السورية القائمة بين القوات النظامية التابعة للرئيس بشار الأسد من جهة، وبين الجيش السوري الحر من جهة أخرى، حيث تم تدمير جزء كبير من جدرانها الخارجية. القلعة التي يتجاوز عمرها 900 عام، اعتبرتها منظمة "اليونسكو" قلعة تاريخية هامة، نظرًا لما تحتويه من تراث إنساني فريد، وتم تسجيلها في لائحة التراث العالمي عام 2006 مع قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة. كانت القلعة ملاذا للمتمردين والكثير من سكان منطقة الحصن للاختباء بها أثناء القصف في الشتاء الماضي، حيث قررت قوات بشار الأسد فجأة قصفها بالمدفعية الثقيلة والطيران، ما أدى إلى هدم بعض من الجدران والسقف، بحجة اختباء متشددين بالقلعة يهددون سكان المناطق المجاورة والمسيحيين، وذلك على الرغم من أن القوات النظامية هي التي أجبرت السكان، من رجال ونساء وأطفال، على الذهاب للقلعة واتخاذها مكان للحماية لهم بعد الحصار الذي فرضته على نحو أكثر من 9 آلاف شخص منذ عدة أشهر. قلعة "الحصن" هي واحدة من أكبر القلاع وأثمنها في العالم، وهي تقع على سلسلة جبال الساحل السوري، وتم بنائها بشكلها الحالي في القرون الوسطى، وعاش فيها الأكراد عند بدء بنائها. شيدت القلعة على عدة مراحل، وهي نموذج ممتاز للقلاع العسكرية المحصنة جيدًا، حيث تعد أكبر قلعة عسكرية في العالم، وبنيت من الحجر الكلسي الأبيض على مساحة أكثر من 30 ألف فدان، وبارتفاع حوالي 750 مترًا عن مستوى سطح البحر.