دبلوماسى بارز من الدرجة الأولى.. يشهد له من عاصره وتعامل معه ب«الحنكة» و«الدهاء».. برع فى قيادة بلاده فى كل المناصب التى تقلدها.. واستطاع أن يحفر اسمه فى ذاكرة كل المواطنين الكويتيين بصورته وهو يرفع علم بلاده أعلى مبنى الأممالمتحدة للمرة الأولى فى عام 1963، بعد أن انضمت الكويت رسمياً إلى المنظمة، ودائماً ما كانت خبراته ومصداقيته محط احترام كل من عاصروه من الدبلوماسيين الغربيين. أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قرر أن يتدخل للوساطة بين مصر وقطر لإنهاء الخلاف بينهما ووقف تدخلات «الدوحة» فى الشئون المصرية، ليخرج وزير خارجيته الشيخ صباح الخالد يعلن للمرة الأولى رسمياً أن تحركات يقودها أمير الكويت تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين قطر ومصر. مع بزوغ فجر يوم 4 يوليو الماضى بعد ساعات معدودة من الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى، بدأت حلقة من سلسلة صدامات مع دويلة قطر الصغيرة بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان واتهام الحكومة المؤقتة الجديدة بقمع معارضيها، فى تدخل واضح وفج فى الشئون المصرية الداخلية. ومع مرور الأيام زادت حدة الأزمة، وفى الخلف كان أمراء الخليج يبحثون عن مخرج لها لإنهاء الخلاف بين الجانبين ووقف قطر عن تدخلاتها فى مصر. لم تكن الجهود المبذولة معلنة حتى وقت قريب، حتى بدأت الشائعات تدور حول تدخل الكويت للوساطة بين مصر وقطر. الأمير البالغ من العمر 84 عاماً، قال فى تصريحات على لسان «الخالد»، وزير خارجيته، إنه حريص على لم الشمل والمصالحة بين الأشقاء وتعزيز مسيرة العمل الخليجى والعربى المشترك، خاصة فى ظل الأهمية القصوى التى تمثلها مصر بالنسبة لدول الخليج. الوزير أشار إلى أن جهود الأمير الكويتى نجحت سابقاً فى رأب الصدع بين دول الخليج وقطر على خلفية أزمة سحب السفراء الخليجيين من قطر، وهو ما يسعى إلى فعله فيما يتعلق بالأزمة المصرية القطرية. ولد «الصباح» فى يونيو من عام 1929، وتولى مقاليد الحكم فى يناير من عام 2006 بعد أن نقل إليه مجلس الأمة الكويتى سلطات الأمير سعد العبدالله السالم الصباح، بسبب أحواله الصحية. جهود «الصباح» لدعم مصر لم تكن وليدة الأزمة القطرية مع مصر فحسب، إنما كان لها تاريخ يؤكد مدى ارتباطه بمصر ودعمه الكامل لها، ففى أعقاب ثورة «30 يونيو»، أعلن تقديم 4 مليارات دولار كدعم للشعب المصرى.