أجمل ما فى يسرا اللوزى أنها لا تقيس الدور بحجمه بل بأهميته ولهذا وافقت على الظهور فى دور صغير فى مسلسل «خطوط حمراء» أمام أحمد السقا، وهو الدور الذى حقق نجاحا كبيرا، كما وافقت على المشاركة فى فيلم «ساعة ونصف» فى سبعة مشاهد فقط. وترفض يسرا اللوزى، التى بدأت أولى خطواتها الفنية مع المخرج الكبير يوسف شاهين، البطولة المطلقة وتعشق البطولة الجماعية التى تجعلها تقف أمام عدد أكبر من الفنانين لتستفيد من خبراتهم وتدخل فى منافسة أكبر. حول أدوارها هذا العام، وجديدها فنيا وإنسانيا يدور معها هذا الحوار. * ظهرت كضيفة شرف فى مسلسل «خطوط حمراء» لكن هذا الدور الصغير لاقى نجاحا كبيرا بين الجمهور؟ - عندما تحدثت مع المخرج أحمد شفيق عن دورى اقتنعت به وعلى الرغم من صغر حجمه فإننى توقعت أنه سيلاقى استحسان الجمهور وهو ما حدث بالفعل، حيث علق عليه البعض بشكل جيد، فى حين سخر منه البعض الآخر، وأعتبر هذا الدور من «السهل الممتنع» لقربه من شخصيتى. * وماذا عن كواليس العمل مع «السقا» فى أول عمل يجمعكما؟ - قابلت «السقا» مرة واحدة عندما قام بزيارتنا أثناء تصوير مسلسل «خاص جدا»، وكانت المرة الثانية هى عندما تقابلنا أثناء البدء فى الإعداد للمسلسل، والحقيقة أنه وقف بجانبى كثيرا أثناء التصوير، حتى أنه كان يوقف التصوير أحيانا عندما أكون مجهدة، وكان يهتم بجميع العاملين، من أصغرهم إلى أكبرهم، ولا أقول هذا مجاملة له، ولكنه فعلا فنان كبير. * شاركت فى عمل آخر وهو «فرتيجو» حدثينا عنه؟ - شخصية «نادية» التى جسدتها فى «فرتيجو» هى شخصية أضيفت على الرواية، وسعيدة بذلك لأن الجمهور لم يقارنى بشخصيات الرواية مثلما حدث مع باقى الفنانين، لكن هذه الشخصية ابتكرتها مع المخرج عثمان أبولبن ووضعنا تفاصيلها والدور كان صعبا للغاية، لأنها شخصية مختلفة تماما عن شخصيتى وتعتبر النقيض من «سلمى» فى «خطوط حمراء». * هل كنت قلقة من عرض عملين لك فى وقت واحد؟ - كنت قلقة جدا وكنت أحبذ ألا يعرضا فى وقت واحد، ولكن ما طمأننى قليلا هو اختلاف الشخصيتين تماما عن بعضهما. * وماذا عن فيلمك الجديد «ساعة ونصف»؟ - أقوم فيه بدور الدكتورة «سناء»، وهى امرأة صعيدية تزوجت من ابن عمها، الذى يؤدى دوره فتحى عبدالوهاب، وأصرت على أن تستكمل تعليمها ووقف بجانبها على الرغم من أنه ليس متعلما وكانت مشكلتها هى أنها متعلمة وأنه غير متعلم، وأحداث الفيلم كلها تدور خلال ساعة ونصف فى قطار أثناء العودة من القاهرة إلى الصعيد ويقوم ببطولة العمل أكثر من ثلاثين ممثلا جميعهم نجوم لأن لكل شخصيتين فى القطار قصة مختلفة، وهو فيلم يتحدث عن المصريين البسطاء ممن لديهم مشاكل وهموم يومية ومشاكل اجتماعية ونفسية، وجميع الشخصيات لديها بشكل أو بآخر يأس أو بؤس تعانى منه ولا يوجد بطل مطلق فى العمل، لأن البطل هو الموضوع، ولكل شخصية سبعة مشاهد فقط فى العمل. * أيهما أفضل من وجهة نظرك البطولة الجماعية أم المطلقة؟ - ما زلت خائفة من البطولة المطلقة، والجماعية حاليا أفضل بكثير لأن بها تحديا، حيث نتعامل مع ممثلين من مختلف الأعمار والخبرات، خاصة الفنانين الكبار، كما أن التنوع وتعدد التجارب يجعلنى أتعلم أكثر، علما بأننى أجيد التمثيل وفقا للممثل الذى أمامى، ولا أختار أعمالى بناء على بطولة جماعية أو فردية، ولكنى أختارها وفقا للمخرج والسيناريو والدور، ولا يمكن حسم الموضوع بالنجم الأوحد، لأنها لو حسبت كذلك ستكون أعمالا فاشلة، فنحن أمام منظومة كبيرة تضم جميع العاملين لأن التمثيل عمل جماعى. * هل ترين أن دور المخرج تراجع فى الفترة الحالية لحساب المنتج؟ - للأسف هناك بعض الأعمال التى أصبح المنتج هو المتحكم فيها ولكنها تختلف وفقا لشخصية المخرج، وأنا لو كنت مكان المخرج، وفُرض علىَّ ممثل معين سأرفض العمل لأنه يجب أن يكون للمخرج بصفة عامة تصور معين فى الدور، وأحيانا يأتى المنتج بفنان ويصر عليه لأنه أرخص فيؤثر على آراء المخرج وهذا خطأ، ويجب أن نسير لصالح العمل وليس لصالح التسويق، أو أى شىء آخر، فالمخرج هو مالك القرار ولا يمكن لأحد أن يعارضه فيه. * ما رأيك فى المسلسلات التركية وتشبيه البعض لك بالممثلة التركية «بيرين سات» الشهيرة ب«فاطمة»؟ - لا أرى تشابها بيننا ولا أشاهد المسلسلات التركية، وأعتقد أن الجمهور منبهر بها فقط للمظهر الجيد الذى يظهر به الممثلون وسط المناظر الطبيعية الخلابة، ولكنه لا يشاهد هذه المسلسلات من أجل متابعة الأحداث أو لواقعيتها، وهى أقرب لدراما المقاولات التى لا تحترم عقل المشاهد، والإخراج والتمثيل مستواهما سيئ جدا، كما أن معظمها بلا مضمون. * ولكن هناك من يرى أن هذه الأعمال ساعدت فى تنشيط السياحة فى تركيا؟ - السياحة لم تنشط بسبب هذه الأعمال، ولكن بسبب ما حدث فى البلاد العربية فى الفترة الأخيرة، مثل مصر وتونس ولبنان وعدة دول عربية، فقد أصبح السائح يخاف أن يأتى خشية أن يحدث أى شىء، فيذهب لدولة مثل تركيا لأن عاداتها والشكل العام قريب من البلاد العربية، وهى أيضا بالنسبة للعرب أرخص من الدول الأوروبية وأسهل من ناحية السفر. * كيف تستطيعين التوفيق بين حياتك كزوجة وفنك؟ - أواجه صعوبة، خاصة مع التصوير المتلاحق للأعمال والإرهاق من طول مدة التصوير، لكن زوجى يعلم جيدا طبيعة عملى وهو متفهم لذلك. * أخيرا ما أمنياتك على المستويين الشخصى والفنى فى الفترة المقبلة؟ - ليس لدى أى طموح للشهرة أو النجومية، لكنى أتمنى أن يحترمنى الجمهور لأننى أتطور كممثلة وأتمنى أن أقدم الأفضل باستمرار، وعلى المستوى الشخصى أتمنى أن أكون سعيدة دائما مع زوجى.