قال الدكتور محمد جمال حشمت، عضو مجلس شورى الإخوان والهارب إلى تركيا، إنهم لن يخوضوا أية مفاوضات مع المشير عبدالفتاح السيسي إلا اذا وصل الجميع إلى لحظة حرجة، وعندما تتشكل "كتلة" حرجة، من المعارضين للسيسي والجيش، ويوجد في الطرف الآخر مَن يتمتع بالمنطق والعقل. وأضاف حشمت، في تصريحات صحفية، أن من الأخطاء التي كان على الإخوان تداركها أثناء وجودهم في الحكم، هي ألا يتركوا مؤسسة الرئاسة ترعى الحوار بين القوي السياسية، وأن يتولى حزب الحرية والعدالة الحوار، مضيفا: "حزب الحرية والعدالة كان يجب عليه قيادة الحوار مع القوى السياسية، وليس الرئاسة، التي لطالما فتحت بابها ولم يتجاوب معها أحد، فنحن الإخوان لطالما تحاورنا مع الجميع، في عهد مبارك، وكان بيننا تنسيق في الانتخابات، وكثير من هؤلاء لم يعرفوا جماهيرًا إلا عبر منصات الإخوان، ولكن المشكلة الكبيرة هي أن هؤلاء يتحركون بمحرك خارجي، وهم طامحون إلى مناصب أعلى منهم". وأوضح حشمت أن التحالف الوطني لدعم الإخوان يعكف على وضع رؤية متكاملة لما بعد "الانقلاب"، على حد وصفه، كما يدرس توسيع التحالف ليضم المزيد من القوى السياسية. وأضاف: "الدولة تُدار وفق تصوّر أمني، وأصبح لدينا مخبرين في مهام عليا، فلدينا مخبرين بدرجة رئيس حكومة ورئيس برلمان وغير ذلك، فمَن يريد تغيير هذه المنظومة بإرداة حرة، فسيقابل بكل هذا العنف". وحول رغبة الإخوان في التراجع إلى الوراء لإنقاذ الوطن، قال حشمت: "إذا رأينا أنه من المصلحة الوطنية الرجوع خطوة إلى الوراء، نرجع، فلا مانع، لكن لا مجال للتنازل عن القصاص للشهداء وعودة المسار الديموقراطي، فالثوار يريدون عودة الشرعية ووقف الاعتقالات والقصاص للشهداء وإبعاد الجيش عن السياسية، أما الحديث عن عودة مرسي، فهي عودة مؤقتة يحدّد خلالها هل سيستقيل أم يدعو لاستفتاء أم يفوّض الحكومة بصلاحياته والدعوة لانتخابات مبكرة، وكل ذلك في إطار عودة المسار الديموقراطي". وزعم حشمت أن الجيش حاول إدارة الرئيس محمد مرسي والتحكم فيه، من أجل تنفيذ ما تريده القوات المسلحة وليس مرسي، ولما فشل الجيش في ذلك حاول الزج بالولاياتالمتحدة في المشهد، مضيفًا: "وجد الجيش نفسه أمام كتلة مثالية نظيفة، غير متورطة في السرقة وتقسيم الأدوار، وحاولوا إدارة الرئيس مرسي، فوقف لهم بالمرصاد، وعندما حاولوا إدارته عن طريق الولاياتالمتحدة، فشلوا، فقرروا تصدّر المشهد بقتل المصريين". من جانبهم، أشار بعض شباب الإخوان إلى أن تصريحات حشمت مرفوضة، وأن الصدام مع الجيش مستمر إلى ما لانهاية، حتى القصاص لدماء من ماتوا في رابعة العدوية والنهضة وكافة الصدامات مع الدولة. وقال أشرف مصطفى، أحد كوادر الشباب في تنظيم الإخوان، إن حشمت يحاول "جس" نبض شباب الإخوان بتصريحاته حول رغبة التنظيم في التصالح مع الدولة، في ظل تعقد المشهد الحالي، نافيًا في الوقت ذاته أن يكون لدى قواعد الجماعة أية نوايا للتصالح مع الدولة. وأوضح أن قيادات الاخوان بالخارج لا تراعي الظرف الداخلي، ولا تسمع إلى مقترحات الإخوان بالداخل حول حلحلة الأزمة الحالية وتتخذ قراراتها دون الرجوع إلى شباب الجماعة وهو ما يعقد الأمور، مهددًا قيادات الخارج بالتصعيد حال الإعلان عن قبول التصالح مع الدولة تحت أي ظرف.