«الإخوان» يعرضون على الثوار تقديم تنازلات مقابل التصالح.. والشباب: التخلى عن «مرسى» ونبذ العنف أولاً

«6 أبريل»: على التنظيم أن يعتذر للشعب ويقبل بمحاكمة قياداته

يسعى تنظيم الإخوان حالياً لاستقطاب القوى الثورية، للمشاركة فى فعالياته ضد النظام، وأطلق جمال حشمت، القيادى بالتنظيم، مبادرة تتضمن استعداد الإخوان للتراجع خطوتين إلى الخلف دون أن يحددهما، مقابل التصالح مع الثوار، وهو ما تحفظت عليه قوى ثورية وطالبت التنظيم بإبداء حسن النية أولاً من خلال التنازل عن فكرة عودة الرئيس المعزول محمد مرسى، والتوقف عن العنف والتظاهر، والاعتراف بخيانتهم لثورة يناير. وقال «حشمت»، فى تصريحات إعلامية، مساء أمس الأول، إن الإخوان تسعى إلى توافق سياسى على غرار ما نجح فيه راشد الغنوشى، فى تونس، حين تنازل عن السلطة، مضيفاً: «إذا كان ثمن تجمع المصريين المؤيدين للمسار الديمقراطى، تراجع الإخوان وحزب الحرية والعدالة خطوة أو خطوتين للوراء، فذلك أمر مقبول يمكن بدء الحوار عليه». وقال محمد السيسى، عضو اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة، إن تنظيم الإخوان لن يتنازل عن عودة محمد مرسى مرة أخرى إلى الحكم مهما كانت الضغوط، موضحاً أن تصريحات «حشمت» لا تصب فى هذا الاتجاه، مضيفاً: «الخطوة التى سوف يتراجعها الإخوان إلى الوراء تتعلق بمشاركة القوى الثورية فى إدارة الدولة عند العودة مرة أخرى للحكم».
وعما إذا كان الإخوان يدركون أن عودتهم إلى الحكم أمر بات أقرب للمستحيل، قال «السيسى» فى تصريحات خاصة: «نحن لا نريد الحكم مرة أخرى، ولكن تواصلنا مع القوى الثورية والشبابية من أجل توضيح أننا إذا عدنا للحكم مرة أخرى سيكون الصوت الأعلى واليد الطولى لما تريده هذه التيارات الثورية من خلال عدم منافسة الإخوان مرة أخرى على الحكم ودعم الاسم الذى تستقر عليه فى الانتخابات الرئاسية»، مشيراً إلى أن القوى الثورية اكتشفت مؤخراً أنه جرى التغرير بها من النظام الحالى للإطاحة بالمعزول، وأنهم الآن عدلوا عن مواقفهم.
فى المقابل، قالت شيماء حمدى، المسئول الإعلامى لجبهة طريق الثورة، ل«الوطن»: «إن كانت لدى تنظيم الإخوان نية حقيقية للرجوع إلى الثورة، فعليه أولاً أن يتنازل عن مصالحه الخاصة وفكرة عودة الرئيس المعزول، الذى أسقطه الشعب، ونبذ العنف والتوقف عنه بشكل كامل، والاعتراف بخيانته للثورة وتحالفه مع العسكر ضد ثورة يناير، مضيفة: «هناك ثقة مفقودة بين الثوار والإخوان الذين يقدمون مصالحهم قبل أى شىء، وفى حالة رجوعهم بالفعل للصف الوطنى سيكون هناك تحفظ عليهم من القوى الثورية، لحين التأكد من حسن نيتهم وعدم تحالفهم مع العسكر مجدداً ضد الثورة». وقال محمد فؤاد، المتحدث باسم حركة 6 أبريل «الجبهة الديمقراطية»: «من الضرورى محاسبة الإخوان على أخطائهم منذ انتخابات مجلسى الشعب والشورى، وصولاً إلى مشاهد العنف التى ارتكبوها بعد عزل محمد مرسى ولا سبيل للخروج من الأزمة الحالية سوى بتطبيق العدالة الانتقالية على الجميع، وتقديم كل من أخطأ من قيادات الإخوان للمحاكمة، مع الاعتذار للشعب عن هذه الأخطاء، ووقف أحداث العنف والتحريض ضد المصريين».