الوجع هو عصب الحياة، استحالة تكتب حاجة من غير وجع، بصرف النظر بقى الحاجة دي هتطلع تضحك الناس أو تبكيهم، بس لازم من جواك توجعك. كنا بنتكلم عن كتاب "عايزة اتجوز"، وقالتلي: ايه ده، هو ده حصلها بجد؟.. الله كان نفسي أشوف ده، رديت "بس على فكرة في الحقيقة مش بيضحك كده، اللي مر بنفس تجربة الوجع هو الإنسان الوحيد اللي هيفهم اللي كتبه، أو يحس هو وجعك أد ايه؛ عشان كده مش غريب إنك تقرأ كتاب أو تسمع أغنية أو تشوف فيلم، وفجأة حتة معينة تأثر فيك مع إنها مأثرتش فيك قبل كده. يمكن عشان في اللحظة دي جاءت على وجع.. عشان كده بخاف مني لما بحس بتفاعل مع مشاهد الرقص، ساعتها بحس إن من جوايا راقصة نفسها تظهر.. طيب ده مقبول.. أمُال لما بتفاعل مع مشاهد الغانية دي معناها ايه؟، على فكرة مابيخوفنيش الناس اللي بتتكلم بصوت عالي وتزعق، وترسم لنفسها صورة مخيفة، بيخوفني الناس اللي بملامح صامتة أو هادية. في رواية "دكتور جيكل ومستر هايد"؛ افتكر إن دكتور جيكل، لما خد مساحة لإظهار الشر بقى مستر هايد، وجع صدري ضاق من كتر الطموح اللي جوايا لدرجة كسر عضمي عشان يحرك جسدي الساكن، أكثر الناس طموح أكثرهم تعب. ازداد يقيني اللى كان جوايا إني أكيد لا أنتمي لفصيل النساء، لا عندي مهارتهن ولا حنكتهن، وكل يوم تتأكد المعلومة لما ابتديت أسمع خبرة النساء في التعامل مع الرجل بس مش هو ده الجديد الجديد بقى إن كمان لا أنتمي لعالم الرجال، لما سمعت نصيحة منه عن الستات المحنكات بعالم الرجال بيعملوا ايه، النصيحة مش جديدة، سمعتها قبل كده من واحدة، الغريب و اللي صعقني إن الرجالة عارفين دلع الستات ده وعاجبهم.. الآن أيقنت إني كائن فضائي، وجيت على كوكب الأرض غلط. وانا نازلة وقعت علّي شجرة مسحت ذاكرتي، وافتكرت إني من أهل هذا الكوكب، وده ينطبق مع كلام مامتي إن بابا لقاني على باب جامع ملفوفة في شال أحمر، أكيد ده زي كوكبي، رسالة إلى كوكبي: "أرجو إرسال مركبة فضائية، هذا الكوكب مش مستاهل كل الفترة دي من الحياة عليه، خلاص عرفته، استحالة الحياة عليه أكبر من استحالة الحياة على كوكب عطارد.