انتصاراً للحق، وإعلاء لقيم العدالة والشفافية مع النفس أولاً لتنسحب بعدها على الآخرين، أؤكد أن المطربة -إذا ما جاز التعبير- هيفاء وهبى بريئة من كل ما نسب إليها فى إطار الهجوم على أحدث أفلامها «حلاوة روح». حمل النشطاء والمجتمع برمته الفيلم أكثر مما يحتمل، وألقوا بالجانب الأكبر من المسئولية على النجمة اللبنانية، التى لا تعرف عاداتنا وتقاليدنا -اللى إحنا أساساً ما نعرفهاش- معتبرين ما قدمته اللبنانية الفارعة إسفافاً، دون أن يقارن أحدهم إسفافها بالآخرين، أو يناقشها أحدهم أيضاً فى معنى الإسفاف من أساسه، لذا أقترح على نشطاء «تويتر» إطلاق هاشتاج يرد اعتبارها وليكن عنوانه «ظلمناك يا هيفا».. يشارك فيه ملايين المهتمين باللبنانية الصاروخ، صحيح أنهم لن يبرروا الهاشتاج ولا تضامنهم المفاجئ معها كما سأبرره أنا، فهيفاء فى حياة كل امرأة، كالعلة فى القلب لا تزول إلا بزوال الحياة عن الطرفين «المعتل والمعلول». لماذا تلومون هيفا على دورها فى الفيلم؟ هل يجد منصف فارقاً بين دورها المصطنع وبين حقيقتها، لا أرمى المحصنات، أو أدعى على «الطاهرة» أمراً ليس فيها، وحتى يتضح الأمر، أؤكد ثانية: لقد برعت هيفاء فى الدور لأنها لم تمثله، فأصعب أنواع التمثيل هو الذى ينطلق من حقيقة، وها هى هيفاء انطلقت من حقيقتها، جسد مثير وحركات أكثر إثارة، اعتادت أن تلاحقها العيون بنظرات وقحة ومقتحمة، وبما أنها «متعودة دايماً» فما عيب أن تتسع دائرة الملاحقة، وبدلاً من ملايين يتابعونها فى كليبات لا يزيد أطولها على 5 دقائق، تمنح الفرصة للملايين أنفسهم أن يتابعوها فى سياق درامى أكثر تشويقاً -جنسياً بالطبع- وعلى مدار ساعة ونصف الساعة. هل من مبرر لاختيار هيفاء فى دور بنت بلد تعيش فى حارة سوى أن «المنتج» بحث فى الأجساد الموجودة ولم يجد ضالته سوى فى جسد هيفاء؟ فالمقومات التى تمتلكها لا ينافسها فيها سوى غادة عبدالرازق، وهنا تكون المنافسة لصالح هيفاء بالطبع التى تحتل مساحة فى خيال كل مصرى، تارة بكليباتها، وأخرى بلقاءاتها التليفزيونية، وأخيراً بمشاهد أفلامها الساخنة، ولعل الفارق الوحيد بين فيلميها «دكان شحاتة» و«حلاوة روح» هو زيادة عدد الرجال الطامعين الراغبين فيها فى الفيلم الثانى عن الأول، وهو ما يمثل «قمة الإعجاز الفنى». عاب المجتمع المنفصم على هيفاء التعرى وبطولة فيلم يخلو من القصة لصالح المناظر، رغم أن ثقافتها تسمح لها بما هو أكثر من هذا، وبدايتها وملابسها وأداؤها كلها عوامل تصب فى الخانة نفسها، ولا يعيب المجتمع نفسه على المصرية الريفية سما المصرى كليباتها الفاضحة وتعريها الفج الذى يخلو للأسف من «القصة والمناظر».. عاب المجتمع على «السبكى» الاتجار فى اللحمة، سواء فى محلات الجزارة أو الأفلام التى ينتجها، ولم يعب الأمر نفسه على منتج الروائع محمد مختار، الذى أنتج لزوجته نجمة الجماهير -قبل ربع قرن- سلسلة أفلام بمشهد ثابت، يتم فيه اغتصابها وتقطيع ملابسها.. يعيب المجتمع على سامح عبدالعزيز إخراج «حلاوة روح»، ولا يعيب المواطن الذى نزل من بيته قاصداً السينما وحده أو بصحبة أصدقاء ليتابع تقلصات هيفاء فى وصلة الرقص، أو يستمتع بما لذ وطاب من لحمها تارة فى قميص النوم، وأخرى دونه حين يتمزق عنها بفعل أنياب الجياع. أخطأت هيفاء حين تجاوزت فى حق الحكومة، ما لها هى ونقد الحكومة؟! إنها حكومتنا ونحن أحق بنقدها وشتمها وسبها وقتما نشاء، وطنيتنا التى «نقحت» علينا تمنعنا أن يتطاول علينا أجنبى، مهما كان مقرباً أو محبباً، هنا يجب أن تظهر الملفات القديمة، والأصوات المعايرة «يالا يا لبنانية يا بتاعة أبوهشيمة».. «طب خلى واحدة غيرك تتكلم»، وفى نظرى: أخطأت هيفاء، وأخطأ السبكى، وقبلهما سامح عبدالعزيز، حين قرروا جميعاً عرض ما صوروه من «حلاوة هيفاء» فى دور العرض، فهم يعلمون أن ما تم تصويره محتوى يصلح بالدرجة الأولى للتحميل على الفلاشات وليس الشاشات، محتوى يعاقب القانون عليه، ليس فى تعريه فحسب، لكن فى دلالته ونتائجه، فلا ينتظرنا أفظع مما حدث لميادة وقبلها زينة.