صداقة منذ الطفولة، لم تفرقها الظروف الاجتماعية والحياة الصعبة، على العكس، قربت بينهما المعاناة، ولقمة العيش التى لا تأتى سهلة على الإطلاق، ما سهل عليهما الأمر، ليتحول الكد والألم والصبر إلى مفردات مشتركة، يؤمن بها ويعيش عليها كلا الصديقين عبدالعزيز وجمال. طقوس الصباح واحدة عند الصديقين، الاستيقاظ مبكراً، والخروج بحثاً عن لقمة عيش تأتيهما من عرق جبينهما، شرط أن تكون بالحلال. «السيسى يبقى رئيس مصر» أمل جمع الصديقين، قررا من أجله التضحية بيومية يوم كامل، قضاه كلاهما فى الشهر العقارى لتحرير توكيل للمشير السيسى «سيبنا شغلنا واليومية اللى بتطلع لينا منه عشان خاطر السيسى، مسيره يعرف إن اللى زينا يفوت فى الحديد، بس يبقى عنده شغلانة تؤمّنه» حسب عبدالعزيز. الشاب العشرينى وصديقه قررا أنهما لن يعودا إلا بعد تحرير التوكيلين، وتسليمهما إلى أقرب مقر لحملة المشير. أزمة عامل اليومية هى الخوف من أن يصيبه مرض يقعده يوماً فى بيته أو يمنعه عن العمل، وقتها لا يدرى «عبدالعزيز» وصديقه كيف سينفقان على أسرتيهما «كل اللى بطلبه شغلانة محترمة تخلينى لو عطلت يوم أضمن رزق عيالى، ما حلتناش غير شوية صحة وضمير، الصحة بتفنى، والضمير ما بيوكلش عيش».