الحلم الذى رسمه على ورق، وصار يلهث وراءه، أصبح حقيقة، لم يعد الشاب مجرد فتى يربط كفه الصغير بطرف طائرة ورقية، أضحى كابتن طيار محمد سامى. «فضلت طول عمرى أحلم إنى أبقى طيار، وبجرة قلم بعد ما اتخرجت وقدمت فى الشركة ونجحت فى الاختبار، راحت كل حاجة عشان خاطر الواسطة والفساد فى عهد مرسى»، قالها «سامى» ليؤكد حقيقة ما حدث معه، يروى الطيار الشاب «شركات الطيران بتعمل سنوياً إعلانين لاختبار المتقدمين، فى السنة السودة بتاعة مرسى عملوا إعلان واحد، بناء على أوامر عليا، حتى يتسنى لهم رفض عدد كبير، وقبول اللى منهم». خرج «سامى» وما يقرب من ألف خريج آخر من الاختبارات، بسبب ما وصفه الشباب بأنه «فساد» لإفساح المجال أمام أبناء وأقارب الإخوان، يوضح «سامى» أن الاختبار الذى يمرون به لقبولهم كطيارين، من المفترض أن يجريه خبير أجنبى وفق ما هو متعارف عليه، «وقتها خلوا ناس معينة بس هى اللى يختبرها الخبير الأجنبى وهما دول اللى اتقبلوا طبعاً من ضمن 55 طالب تبع الوسطة، والباقى واللى كنت منهم اختبرنا المضيفين بتوع الطيارة اللى عمرها ما حصلت فى مصر ولا فى العالم كله، عشان مفيش حاجة اسمها كده»، مشيراً «يعنى فيه أهالى دفعت دم قلبها عشان يدخلوا أولادهم الأكاديمية ويشوفوهم بس طيارين، وكل واحد عنده حاجة باعها عشان بس نحقق حلمنا وكنا بندفع فى السنة 70 ألف دولار»، متسائلاً «بعد كل ده خلاص الحلم راح عشان خاطر مين؟». أما زياد محمد، فور تخرجه من أكاديمية طيران مدنى عام 2010، قدم فى شركة الطيران ووافقت عليه رسمياً بنشر اسمه وسط الطيارين الاحتياطيين فى الجرائد، حتى فوجئ الشاب العشرينى وأصدقاؤه عام 2012 بتعديل النتائج «فيه ناس ملقتش أساميها وإحنا قاعدين بقالنا سنتين منتظرين».