سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية الكويتي يلمح إلى انفراج وشيك في الأزمة بين دول الخليج وقطر رئيس الشؤون الخارجية بالشورى السعودي ل «الوطن»: لا عودة للسفراء إلى الدوحة إلا بمراجعة ملفي التدخل في شؤون الخليج ومساندة الإخوان
لفت النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح الخالد الصباح، أمس الأول، إلى انفراج وشيك فى العلاقات الخليجية الخليجية، في إشارة إلى الوساطة الكويتية بين السعودية والإمارات والبحرين من جانب وقطر من جانب آخر، لاحتواء وإنهاء الأزمة السياسية بين الجانبين التي دفعت الدول الثلاث إلى سحب سفرائهم من الدوحة. ووفق قناة «العربية»، فإن الشيخ «صباح الخالد» أشار إلى انفراج وشيك في الأزمة دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل، خلال حديثه أمام مجلس أمناء مجلس العلاقات العربية والدولية في اجتماعه الثالث فى الكويت. وناقش الاجتماع تصاعد الإرهاب والاستقطاب الطائفى الذى يهدد عدداً من الدول والمجتمعات العربية في المشرق والمغرب العربي ومنطقة الساحل، وتابع المجلس باهتمام الانتخابات المقبلة فى كل من مصر والعراق ولبنان والجزائر. في اتصاله مع «الوطن»، قال الدكتور «عبدالله العسكر»، رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشورى السعودي، إن هناك تسريبات تدور حول العلاقات مع قطر والقرار الثلاثى بسحب السفراء من الدوحة، لكن كلها مبهمة وغير واضحة، وهنا يمكن أن أقول إنه لا عودة للسفراء إلى الدوحة إلا بتراجعها عن سياساتها تماماً. وأضاف «العسكر» أن هناك مساع لحلحلة الأزمة، وهي مساع داخل البيت الخليجي الواحد ولا قبول لأي وساطات غير خليجية، ونحن ليس لدينا شروط، فقط على قطر أن تتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي، وأن تتوقف عن مساندة جماعة الإخوان وإتاحة المنابر السياسية والإعلامية لهم، وقال العسكر «قطر تستضيف عدداً من قيادات جماعة الإخوان، وهذا ليس أزمة بالنسبة لنا، فمن حق أي دولة أن تستضيف من شاءت وتمنح لهم اللجوء، لكن المشكلة تكمن في أنه من المعروف أن اللاجئين إلى أي دولة يحترمون سياساتها العامة، وعليهم كذلك أن يحترموا سياسة دول الخليج العربي، لكن قطر تستضيفهم وتفتح لهم المجال الإعلامي لمهاجمة كل الدول الأخرى والتدخل فى سياساتها». وتابع: «نحن على سبيل المثال فى السعودية نستضيف الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على، لكنه لا يدلي بأي تصريحات سياسية، ولا يشارك في أي عمل سياسي، ومختف تماماً، أما قطر فتستضيف الإخوان ومؤسسات خارجية تهاجم دول الخليج العربى»، وفي ختام تصريحاته ل«الوطن»، قال «العسكر»: «حتى تعود المياه إلى مجاريها مع قطر، وتكون هناك مصالحة مع دول الخليج، عليها أن تراجع سياساتها، ومعالجة ملفى التدخل فى شئون دول الخليج، والإخوان، أى شىء غير ذلك أعتقد أنه من الصعب أن يكون هناك انفراج للأزمة». فى سياق متصل، قال عضو مجلس الشورى السعودي، عيسى الغيث، إن قطر دولة مراهقة، تلعب بالنار فى الوقت الذي تسعى فيه إلى التحالف مع المعارضة في دول الخليج، وأضاف الغيث، في تصريحات صحفية له نقلتها شبكة «سي إن إن» الأمريكية، مساء أمس الأول، أن «قطر مراهقة وتلعب بالنار وتسعى للتحالف مع المعارضة فى دول الخليج، وعلاقاتها بالإخوان وحتى القاعدة مكشوفة، وستدفع الثمن غالياً، فلن ينفعها أمريكا ولا إسرائيل ولا إيران ولا تجار الدين والإرهابيون، وستحرق يديها كما أحرقت الوئام الخليجي على مدى عشرين عاماً منذ الانقلاب المشئوم»، وتابع قائلاً «لا يعنينى قطر بقدر ما يعنينى عملاؤها بيننا والذين يحجون إلى الدوحة ويعتمرون فى فنادقها لتنفيذ خططها ضد الدول والشعوب الخليجية بكل مكر وانتهازية وارتزاق»، معتبراً أن قرار سحب السفراء جاء متأخراً وغير كافٍ. في سياق آخر، قالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، إن «أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، استقبل صباح أمس الأول، الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي السوداني المعارض»، دون أن تذكر مزيداً من التفاصيل حول الزيارة، ومن جهته، قال الدكتور «صفوت فانوس» أستاذ العلوم السياسية بجامعة «الخرطوم»، إن «قطر تسعى لدعم حوار شامل بين كل الفصائل السودانية، والدور القطرى للمصالحة بين الإسلاميين فى السودان ليس جديداً، وقد كانت هناك زيارات عديدة للدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين إلى السودان لنفس الغرض، لكن الرغبة تزايدت هذه الفترة نظراً للمخاطر التى تحاصر جماعة الإخوان فى الدول الكبيرة بالمنطقة، وبدأت تتجه إلى أوروبا». وأضاف «فانوس»، فى اتصاله مع «الوطن»، أن «جماعة الإخوان تعانى الآن في مصر والسعودية وعدد من دول الخليج العربي، وتم حظرها، وبدأت دول أوروبية تناقش الأمر ذاته وتقيّم نشاط الإخوان، ما يجعل الإسلاميين في السودان يدركون أن الخطر سيلحق بهم أيضاً إذا لم يتوحدوا». وقال «فانوس»: «أعتقد أنه سيكون هناك حل قريب، وبنسبة كبيرة ستنجح المساعى القطرية للمصالحة بين الإسلاميين في السودان، لأنهم بدأوا يشعرون أن الانقسام يعني أن كل الأطراف ستخسر».