كل ما يتعلق بها يدل على أنها اختارت أن تكون شخصية لا تشبه الآخرين، شعرها الأحمر القصير من أحد أطرافه وطويل من الطرف الآخر، ملابسها الشبابية، مشيتها سريعة متحمسة، وجيتارها الذى لا يفارقها حتى فى مكان عملها. شيرين عمرو.. المغنية ولاعبة الجيتار بفرقة «ماسكرا»، اختارت أن تتميز، فاتجهت إلى نوع موسيقى يدور حوله جدل واسع لا ينتهى. اختارت مجال الدعايا والإعلان للدراسة والعمل، بعد أن كانت طالبة بكلية الحقوق لمدة 3 سنوات، حيث قررت أن تتنازل عنها وتنتقل لدراسة التسويق لحبها له، شيرين اقتربت من أن تتم عقدها الثالث، وسط كثير من الانتقادات التى تعودت أن تتعرض لها بسبب «الميتال». منذ 7 سنوات، اختارت شيرين احتراف موسيقى الميتال، رغم كونها فى مدرسة كاثوليكية شديدة الصرامة، واستطاعت أن تكسر القواعد وتحيا داخل الشخصية التى تحبها. «أنا بحب النشاط والسرعة والموسيقى السريعة، حسيت أن الميتال موسيقى شبهى»، كلمات قالتها، شيرين عندما تعرفت للمرة الأولى على الميتال من صديقتها فى المدرسة بسبب أغنية. وجدت شيرين نفسها فى عالم الميتال بسبب أغنية، فمنذ أن كان عمرها 16 عاما بدأت فى الاستماع لموسيقى الميتال، وبدأت أولى خطواتها بشراء جيتار لتبدأ حياتها الفنية من هذا الجيتار. «حبيت صوت الجيتار، حسيت فيه قوة وغضب، عشان كده اتعلمت العزف عليه»، بهذه الكلمات تحكى شيرين قصتها مع الميتال، الصدفة هى التى جعلت من شيرين مغنية، لم يكن فى ترتيبها أن تصبح مغنية فهى تحب العزف، لكن عندما شجعها أصدقاؤها على الغناء وجدته طريقة جديدة للتعبير عما تؤمن به، فبدأت فى الغناء والعزف معا، وازدادت شهرتها بعد غنائها الأغنية الرئيسية لفيلم ميكرفون. العائلة هى المشكلة الرئيسية التى واجهت شيرين منذ بدء مشوارها الفنى، فبين أم رافضة لنوعية الفن الذى تريده الابنة وشقيقة تراه «بيئة» وعم متدين ومتشدد، اضطرت شيرين أن تخفى ممارستها للون «الميتال» عن عائلتها حتى تستطيع أن تفعل ما تحب. المشكلة بدأت من والدتها «مرضتش تخلينى أروح البروفة الأولى ليّا إلا وهى معايا، وقالت لى إيه الأرف ده بس بعد كده اقتنعت»، استطاعت شيرين أن تقنع والدتها بفنها، كانت الوحيدة من أفراد العائلة التى تعرف بذلك، أما شقيقتها فمنذ طرح الفكرة عليها رفضتها «يعنى إيه تغنى صوات وصريخ وتلبسى جينز وإنتى رايحة حفلة؟ دى حاجة بيئة»، وظلت شقيقتها لا تعرف أن شيرين أحد أعضاء فرقة «ماسكرا»، حتى استمعت لغنائها فى فيلم «ميكرفون» فاقتنعت بالفن الذى تمارسه شيرين، أما العم فما زال حتى الآن لا يعرف شيئا عن ممارسة شيرين للغناء. حتى عملها.. واجهت فيه المشكلات بسبب مظهرها وغنائها، «واحد سلفى معايا فى الشغل قالى استغفر الله العظيم، ماسكتش، قلت له استغفر الله العظيم عليك أنت وتفكيرك المتخلف»، وأكدت شيرين أنها غير مضطرة لتبرير مظهرها وغنائها واختيارها للموسيقى التى تحبها لجميع الناس «أنا بعمل اللى أنا بحبه مش اللى الناس بتحبه». تقول شيرين «الانطلاقة الكبيرة لينا كفرقة ماسكرا كانت بعد فيلم ميكرفون»، رغم أن فن الميتال ليس من الفنون المعروفة والمنتشرة فى مصر، فإن فرقة ماسكرا استطاعت أن تثبت نجاحها وشاركت فى الكثير من المهرجانات، «أول مهرجان سافرناه كان سويدان روك، والناس هناك أعجبوا بينا جدا، فتمت دعوتنا لمهرجان تانى فى أمريكا». الشائعات والاتهامات للاعبى موسيقى «الميتال» بمصر هو أكثر ما يزعج شيرين، وترى أن اتهامهم بعبدة الشيطان هو «اتهام ساذج، سببه رغبة مقدم البلاغ فى الحصول على شهرة»، وأكدت أن الميتال فن راقٍ، ولكن سبب كل هذه الاتهامات هو أنه فن غير متعارف عليه. «إحنا أصلا ممعناش فلوس عشان نعمل حفلات فى الصحرا دى الحفلة الواحدة ممكن تكلفنا 50 ألف»، كان هذا تعليق شيرين على اتهام فرق الميتال بإقامة حفلاتهم فى أماكن بعيدة ومنعزلة مثل الصحراء، وأكدت أن فرقة «ماسكرا» لا تقيم حفلاتها إلا فى «ساقية الصاوى» أو ساحة «روابط»، وذلك بسبب وجودهما فى مكان منعزل نسبيا حتى لا يعترض أحد على ارتفاع الصوت.