سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الوطن" تكشف مزاعم "عبادة الشيطان" فى ساقية الصاوى 7 فرق وموسيقى «الميتال» شاركت فى الحفل.. وأعضاؤها لم يرتدوا السواد بل كانت ملابسهم «كاروهات وزيتى وأحمر»
يمسك الغطاء الجلدى للجيتار خاصته، يزيل الأتربة العالقة عليه، ويعزف على أوتاره بعشوائية من يتأكد من عمله. يلقى التحية على والديه، يهاتف أصدقاءه، مؤكداً عليهم موعد الحفل المزمع إقامته فى ساقية الصاوى، يذهب إلى هناك متأنقاً. يبدأ الحفل، يندمج فيه، يتمايل مع النغمات، وهتافات الجمهور. تنتهى الحفلة، ويعود للمنزل مغتبطاً، فخوراً بما قدم فى ذلك اليوم من أداء لموسيقى «الميتال» التى يحبها. ينام فى عمق، ثم يستيقظ مواصلاً حياته بشكل طبيعى، لكنه يصطدم عقبها بيوم واحد، حيث يبدأ الجيران فى الحديث مع والدته، سائلين إياها عما يفعله الابن الذى لم يتم تربيته كما يجب. تذهل الأم، ويبهت الابن. يسترجع بذاكرته حوادث الأيام الأخيرة، فلا يجد ما يشينه. يفكرونه بيوم الجمعة. يمر شريط يوم الجمعة أمامه، فلا يعثر على حدث سوى الحفلة، يهتفون: هى الحفلة، التى مارستم فيها طقوس عبادة الشيطان. لا يكاد يصدق، وتتحول حياته إلى جحيم. بداية القصة، ترجع إلى إسماعيل الوشاحى، محامى حزب الحرية والعدالة فى مصر الجديدة، الذى قدم بلاغاً، اتهم فيه طالبين جامعيين، بتهديد الأمن القومى من خلال ممارستهما طقوس عبدة الشيطان، فى حفل بدأ يوم الجمعة الماضى الذى وافق 31 أغسطس، واستمر من السادسة للحادية عشرة مساءً. محمد سعيد عبدالجواد، الذى تم اتهامه بأنه الرئيس والعقل المدبر لهذا الأمر، يبلغ من العمر 23 عاماً، وطالب فى عامه الأخير بكلية الفنون التطبيقية، قسم الديكور. محمد يقوم بالعزف، لكنه اتجه مؤخراً إلى تنظيم الحفلات، وكان هو منظم حفل الجمعة (الأزمة). تحدث ل«الوطن»، فى بداية الحديث مازحاً: «صلِّ على النبى.. أنا مسلم أهو». وشرح محمد طريقة تنظيم الحفل، قائلاً إنه كان مقرراً عقده فى الجمعة الموافق 24 أغسطس، لكنهم خشوا من المليونية التى كانت معدة لإسقاط الإخوان، ومن تبعاتها، لذا آثروا السلامة، وأرجأوها ليوم الجمعة الماضى. ولفت إلى أن الحفل لم يكن يضم فرقة واحدة، وإنما سبع فرق تقوم بعزف موسيقى الميتال، وكان مخصصاً لهم خمس ساعات، من السادسة للحادية عشرة. يندهش محمد من الأزمة التى أثيرت، ويتساءل عن توقيت إثارتها، شاكراً ساقية الصاوى التى دعمتهم وأتاحت لهم المكان والفرصة لتقديم فنهم، مؤكداً على أن صرحاً كالساقية لن يفتح أبوابه لأشخاص غير محترمين، لافتاً إلى أنه دفع غرامة 400 جنيه، على تدخين 4 سجائر فى الحفل، فكيف يسمح بطقوس عبادة شيطان، التى حسبما يصف المنظم، يكون فيها ذبح لقطط، وممارسات مشينة. كما أبدى استياءه من بعض الوسائل الإعلامية التى تناولت إشارات بأيديهم، ووصفتها بغير اللائقة، مؤكداً أن تلك الإشارات التى يتحدثون عنها، فعلها أوباما وحمدين صباحى وأحمد شفيق، ومفادها علامة الصواب باليد. كما طالب حزب الحرية والعدالة (المتحدثين بالقرآن والسنة) بتذكر الآية الكريمة: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ». وأنهى حديثه بالحزن من ردة الفعل، التى أثرت على أسرته وأصدقائه، إذ إن الجميع يقول لوالدته: «شوفى ابنك بيعمل إيه». وهو الأمر الذى يسبب غصة أليمة لها. إيلى النجار، هو مطرب فرقة Tom cats، والتى كانت إحدى الفرق المشاركة فى حفلة الجمعة، ويدرس الإدارة فى الجامعة العربية المفتوحة، ويبلغ من العمر 21 عاماً. تحدث «إيلى» ل«الوطن» عن فرقته التى تأسست منذ خمسة أشهر، وعن غنائه منذ أكثر من ذلك بكثير، قائلا إنه يستغرب من إثارة الموضوع، مؤكداً أن البلد يحتوى على ما هو أهم من ذلك بكثير. وبسؤاله عن مدى معرفته عن طقوس عبادة الشيطان: «معرفش إيه الطقوس. وطالما اللى قدم البيان قال إنه شاف طقوس يبقى أكيد شافها قبل كدا أو مارسها». وعن البلاغ الذى قال إن الجميع كان يرتدى «تى شرتات» سوداء اللون، علق واصفاً ذلك بالمزاح السخيف، فألوان الملابس كانت مختلفة بين الأحمر والزيتى والفرق الأخرى كان أغلبها يرتدى «الكاروهات». وتساءل: «هما يعنى خلاص عاوزين يقفلوا الساقية عشان هى المنفذ الفنى والثقافى الوحيد، فما لاقوش غير إنهم يرجّعوا عبدة الشيطان، وإحنا كفرقة غنينا فى الحفلة أساساً أغنية للأطفال». أما «درامر» الفرقة محمد هشام شريف، فيدرس هندسة الكمبيوتر فى الأكاديمية البحرية، ويبلغ من العمر 23 عاماً، ويعمل مدرساً للموسيقى فى مدرسة بمصر الجديدة. يتحدث محمد ل«الوطن» عن الدرامز وعشقه إياها، قائلاً إنه يلعب عليها منذ 14 عاماً. وبسؤاله عن يوم الحفلة، أوضح أنه كان يوماً كأى يوم، ذهب إلى الحفلة، وأدى مهمته، وانتشى مع أصدقائه بلعب الموسيقى. وبعد الحفلة ذهب لتوصيل أصدقائه بمدينة الشروق. ثم نام وكأن شيئاً لم يكن. ثم كانت الزوبعة التى أثيرت، وتحول كل شىء من العادى للخارق للعادة. «أنا ما أظنش إن فيه حاجة أصلاً اسمها طقوس عبدة الشيطان، أنا رحت أمريكا وأوروبا ومشفتش حاجة زى كدا. هو واحد مش فاهم مزيكا، فقال عليها دوشة». لكنه يضيف أنه لكى يتسق مع نفسه، لا يعجبه بعض تصرفات القائمين على موسيقى الميتال فى مصر، لكنه يعود بالقول إن ذلك لا يبرر ما قيل عنهم، لأن الوضع أصبح لا يطاق، وأهالى هؤلاء الأشخاص باتوا فى ورطة من العدم، على حد وصفه.