ملابسه المرتبة التى تفرضها عليه وظيفته الحكومية لم تمنع يديه من التلطخ برواسب الزيت والشحم الناتج عن ملامسة إطارات الدراجات أثناء ممارسته لعمله الإضافى ك«عجلاتى» فى شارع السكة الجديدة بمدينة المنصورة. عم «مجدى المحمدى»، رجل خمسينى، يستيقظ فى الصباح الباكر متجهاً لعملة الحكومى، كموظف فى إحدى الهيئات الحكومية بمحافظة الدقهلية، وما إن ينتهى من عمله، يذهب لمحله الذى ورثه عن أبيه وجده، ليمارس المهنة الأقرب لقلبه، التى لم يخجل منها يوماً: «المحل هنا عمرة 40 سنة، من أيام ما كانت المنصورة عمارتين وشارع». لا يخلُ محل «العجلاتى» من الزائرين، فأغلبهم من فئة الشباب: «شباب الجامعة عندنا بيستسهل يركب عجلة أحسن ما يقف ساعتين فى الشارع، منها بيوصل بسرعة وبيلعب رياضة كمان». «المحمدى» كغيره لم يسلم من التكدس والزحام المرورى، فقرر بيع سيارته الخاصة، واستبدالها بعجلة لقضاء حاجته، فلم يخجل من ركوب دراجة والدخول بها إلى مقر عمله الحكومى بعد أن كان صاحب سيارة: «كان معايا عربية محندقة بعتها، وبقيت أروح شغلى كل يوم بالعجلة، ما هو اللى ما يشفش من الغربال يبقى أعمى»، ويستكمل: «البلد عاملة زى الجراج الكبير لا اللى معاه عارف يتحرك، ولا اللى ماشى على رجله عارف يمشى». بسخريته التى عرفها عنه الجميع، يعلق «المحمدى» على انتشار صور المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى وهو يقود «عجلة» فى شوارع القاهرة: «البسكلته مزعلاهم أوى، طب البسكلته البسكلته، واللى مش عاجبه يقلدنا».