يعتاد بعض المراهقين بعد بلوغهم، على مشاهدة الأفلام الجنسية المتداولة بين أصدقائه وعلى مواقع الإنترنت، والتي تؤثر بدورها عليه وتجعله يمارس ما يسمى ب"العادة السرية"، مستخدما وسائل متنوعة محركة للشهوة كالخيال الجنسي أو مشاهدة الأفعال الجنسية، وذلك من أجل الوصول إلى القذف أو الاستمناء. وتختلف ممارسة العادة السرية بين البالغين، من حيث طريقة التعود أو معدل الممارسة، فمنهم من يمارسها بشكل منتظم يوميا، أو غير منتظم أو عند الوقوع على أمر محرك للشهوة بقصد أو بدون قصد، إلا أن هناك العديد من التساؤلات تتوارد في ذهن ممارسي هذه العادة، هل لها آثار ضارة؟ وما هي هذه الآثار؟ وهل التخلص منها أمر مهم؟ وكيف تكون الوقاية منها قبل الوقوع فيها؟ وكيفية الإقلاع عنها؟ توضح الدكتورة هبة العيسوي ، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، الأثار السلبية لممارسة العادة السرية، الظاهرة والملموسة والتي تتمثل في: 1- الضعف الجنسي: فالإفراط في ممارسة العادة السرية تؤدي إلى تناقص القدرات الجنسية للرجل من حيث قوة الانتصاب وعدد مرات الجماع وسرعة القذف، و من الآثار شديدة الخطورة أن ممارسة العادة يوميا قبل الزواج، تؤدي إلى أضرار زوجية منها تقلص الرغبة في الجماع وعدم الاستمتاع به سواء للذكور أو الإناث، إلا أن هذا العجز قد لا يظهر في مرحلة الشباب إنما يبدو واضحا كلما تقدم العمر، ويلاحظ ذلك من خلال استعمال المنشطات الجنسية في مراحل متقدمة من أعمار الرجل. 2- الإنهاك والآلام والضعف: بعد ممارسة العادة الجنسية، يشعر الشخص بالإنهاك القوي للجسم، وخصوصا آلام الظهر والمفاصل والركبتين، إضافة إلى الرعشة و ضعف البصر، وقد أظهرت الدراسات الطبية أن مرة قذف واحدة تعادل مجهود من ركض ركضا متواصلا لمسافة عدة كيلومترات. 3- تشتت الانتباه وضعف الذاكرة: ممارس العادة السرية يفقد القدرة على التركيز الذهني، وتتناقص لديه قدرات الحفظ والفهم والاستيعاب، حتى ينتج عن ذلك تشتت الانتباه وضعف الذاكرة، ويعود السبب في ذلك إلى شعور القلق والشعور بالذنب الذي يلاحق الشخص بعد ممارسة العادة السرية، فينخفض مستواه التعليمي والذهني. 4- استمرار ممارستها بعد الزواج : يظن البعض أن ممارسة العادة السرية يقتصر على مرحلة المراهقة والشباب، أو أنه يحمي نفسة من الزنا قبل الزواج، وقد أثبتت الدراسات أن إدمان العادة السرية يوميا لا يختفي بعد الزواج، فلن يستطيع التخلص منها بعد الزواج. ويشعر كل من الزوجين بنقص معين ولا يتمكنا من تحقيق الإشباع الجنسي الكامل، مما يؤدي إلى نفور بين الأزواج ومشاكل زوجية قد تصل إلى الطلاق، فقد يتكيف كل منهما على ممارسة العادة السرية بعلم أو بدون الطرف الآخر، حتى يكمل كل منهما الجزء الناقص في حياته الزوجية. 5- شعور الندم وتأنيب الضمير: من الآثار النفسية التي تخلفها هذه العادة السيئة، الإحساس الدائم بالألم والحسرة، حيث يؤكد أغلب ممارسيها على أنها وإن كانت عادة لها لذة وقتية "لمدة ثوان"، تعوّد عليها الممارس وغرق في بحورها دون أن يشعر بأضرارها وما يترتب عليها، إلا أنها تترك لممارسها شعورا بالندم والألم والحسرة فورا، بعد الوصول أو القذف وانتهاء النشوة، لأنها على الأقل لم تضف للممارس جديدا. 6- أزمات نفسية: الرغبة الدائمة في النوم، أو النوم غير المنتظم وضياع معظم الوقت ما بين ممارسة للعادة السرية، وبين النوم لتعويض مجهودها مما يترتب عليه الانطواء في معزل عن الآخرين، وكذلك التوتر والقلق النفسي. وتنصح العيسوي بضرورة الاهتمام بالنشوة العقلية، والتي تحدث عندما يقوم المرء بالإنجاز في مهام يتمني تحقيقها، وأن يهتم بالإثارة العقلية أكثر من الجسدية وتفريغ طاقات الشباب عن طريق ممارسة الرياضة.