أخبار القبض على خلايا إرهابية، التى تنتشر بشكل شبه يومى فى وسائل الإعلام المختلفة تكاد تكون أكثر من العمليات الإرهابية نفسها، وهو ما يشير إلى انتشار وتوغل هذه الخلايا فى المجتمع المصرى وعدم اقتصارها على سيناء فقط كما كان فى عهد الأنظمة السابقة. مدينة نصر وحدائق القبة و6 أكتوبر وبعض المناطق فى الدقهلية والشرقية والإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد والجيزة والمنوفية وغيرها، أماكن أصبحت مخبأ للخلايا الإرهابية يتم الكشف عنها يومياً حتى يكاد يصل الأمر إلى خلية إرهابية لكل محافظة. «هروب» هو تعليق اللواء مدحت المنشاوى، مساعد أول وزير الداخلية رئيس قطاع العمليات الخاصة، على هذا الكم من الخلايا الإرهابية مؤخراً، فالضربات الأمنية المتتالية لتلك الجماعات فى سيناء -التى تعد المعقل الأول لها- دفع معظمها إلى الهروب والاختباء فى محافظات الدلتا، معتقدين بذلك أنهم فى منأى عن عيون الشرطة: «عدد الخلايا الكبير الذى تم القبض عليه خصوصاً فى (عرب شركس) يدل على أنهم لم ينجحوا فى الوصول إلى مآربهم بتخريب الوطن». وأكد «المنشاوى» أنه يرفض شعار أن هناك «خلية إرهابية لكل محافظة» فأعداد الخلايا قليل مقارنة بحجم الوجود الأمنى، كما أن عددهم بدأ يقل تدريجياً منذ 30 يونيو بسبب الملاحقة الأمنية رغم كل الدعم المادى الذى تحظى به تلك الجماعات لشراء سلاح، قائلاً «نريد أن نبعث رسالة تطمين للشعب المصرى لأن 90% من الإرهاب تحت السيطرة الأمنية». أما حرق سيارات الشرطة فهو «من رحم الإخوان» بحسب «المنشاوى» بعد ضبطهم لخلية إرهابية فى المنوفية متخصصة فيها قائلاً: «معنوياتنا لا تتأثر ومهما حدث لن نتوقف عن الخط الذى بدأنا فيه». دكتور يسرى العزباوى، أستاذ العلوم السياسية، اعتبر أن وجود كتلة تصويتية للإخوان فى 15 محافظة على الأقل سبب فى انتشار الخلايا الإرهابية، حيث تعمل تلك الكتل على تقديم المساعدات للجماعة، كما أن معظم هذه الخلايا المنتمية للإخوان، تنتهج نفس أسلوب اللامركزية فى القيام بعملياتها كالتشبه بأسلوب «القاعدة»، فقرار الانتشار فى المحافظات ليس عشوائياً. وانتقد «عزباوى» الشرطة، معتبراً أن لجوءهم للأسلوب القديم فى التعامل -رغم مرور ثلاث سنوات على الثورة- أحد الأسباب: «الناس دى عايزة أسلوب احترافى أبسطها يبقى فى سيطرة أكبر على المناطق الشعبية، كما أن حالة اللادولة المسيطرة على ليبيا أسهمت أيضاً فى مرور العديد من الأسلحة وأعضاء من تنظيم القاعدة للقيام بعمليات إرهابية فى مصر.