أحد الإرهابيين أثناء تلقيه تدريبات عسكرية واجهت مصر خلال الشهور الماضية ومنذ عزل الرئيس السابق محمدمرسي في 30 يونيو أخطر هجمة إرهابية يشهدها الوطن استهدفت إشاعة الفوضي وعدم الاستقرار، حيث قام تنظيم الإخوان بدعمٍ وتمويلٍ من التنظيم الدولي بحشد عدد من العناصر الإرهابية المتطرفة التي تعتنق الفكر التكفيري المتطرف من مختلف التنظيمات والتي يرتبط بعضها بتنظيم «القاعدة» وعدد من التنظيمات والعناصر المتشددة بقطاع غزة ودفعهم عقب ثورة 30 يونيو إلي القيام بسلسلةٍ من الأعمال الإرهابية في مصر، لكن رجال الشرطة والجيش كشفوا مخططاتهم وقاموا بتصفية العديد من تلك الخلايا الإرهابية. أعلن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أنه تم القبض علي 15خلية إرهابية ضمت أكثر من 94 متطرفاً خلال الفترة التي أعقبت ثورة 30 يونيو، وأضاف في تصريحات إعلامية الأسبوع الماضي أن عناصر تلك الخلايا ارتكبوا العديد من العمليات الإرهابية والتفجيرات وحوادث استهداف ضباط وأفراد الشرطة والجيش بعدد من المحافظات، موضحاً أنه من بين المضبوطين المتهمون بتفجير مبني مديريتي أمن المنصورة والقاهرة وواقعة اغتيال مدير المكتب الفني بوزارة الداخلية اللواء محمد السعيد، والهجوم المسلح علي كنيسة الوراق واستهداف مباني المخابرات الحربية بإنشاص والإسماعيلية وذلك فضلاً عن ضبط 12من أخطر العناصر الإرهابية المنتمية إلي جماعة أنصار بيت المقدس المتمركزة في سيناء . وكانت أجهزة الأمن نشطت بشكل كبير خلال شهر فبراير الماضي ووجهت ضربات أمنية قوية للتنظيمات الإرهابية ، حيث تم ضبط أكثر من خمس خلايا في أكثر من محافظة خلال ذلك الشهر فقط، ففي محافظة الدقهلية نجحت أجهزة الأمن في ضبط تنظيم إرهابي يضم 11 متهماً تبين أنهم وراء واقعة استشهاد رقيب الشرطة عبدالله عبدالله إبراهيم المكلف بحراسة المستشار حسين قنديل وهو أحد قضاة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي واعترفوا بأنهم وراء الواقعة بالفعل وضبط بحوزتهم العديد من الذخائر والأسلحة النارية وتراوحت أعمار عناصر التنظيم بين 21 إلي 28سنة، كما تمكنت أجهزة الأمن بالإسكندرية من ضبط خلية إرهابية تضم سبعة عناصر تقوم بإرتكاب جرائم استهداف رجال الشرطة والجيش وعائلاتهم، كما تمكنت أجهزة الأمن من ضبط خلية إرهابية أخري بالشرقية تخصصت في استهداف أمناء الشرطة، كما تم ضبط أربعة عناصر ومقتل آخر بعد تبادل إطلاق النار مع الشرطة في خلية إرهابية أخري كانت تستهدف أفراد الشرطة ببني سويف، كما تم ضبط خلية بالمنوفية تضم 12متهما يقومون بحرق سيارات الشرطة. أكد مصدر أمني مسئول بوزارة الداخلية في تصريح ل"آخر ساعة" أن قدرة جهاز الشرطة في ضبط أفراد خمس خلايا إرهابية خلال شهر يؤكد قوة أجهزة المعلومات بها، فهذه الأجهزة تأتي بالمعلومة ثم تبدأ التحريات للتأكد من صحة المعلومة وبعد ذلك يتم القبض علي عناصر هذه الخلايا بعد مداهمة بؤرها. يقول الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي العميد حسين حمودة مصطفي: نعيش الآن في عصر الجيل الثاني والثالث من أجيال الإرهاب، الجيل الثاني يمكن تشبيه عناصره بالإرهابي المحترف المتفرغ أو المتعولم وأبرز مثال لهذا الجيل هو تنظيم القاعدة فكل من ينتمي إلي هذا التنظيم يعلن انتماءه له، وهذا الجيل لديه فكر معين ويعتمد علي بنية تنظيمية ويتلقي تدريبات عسكرية. ويضيف العميد حمودة: أما الجيل الثالث يمكن تشبيه عناصره بالإرهابي بالصدفة أو الهاوي وإسمه جيل العنف الفردي المهيأ نفسياً للانتقام والقيام بعمليات إرهابية تتسم بالعشوائية وهو ما نعيشه الآن ، وهذا الجيل لا يتلقي تدريبات لكنه يحاكي أسلوب عمليات الجيل الثاني فحسب لكن ليس لديه عقيدة الجيل الثاني، ويسمي جيل العملية الجهادية الواحدة أي أنه قد ينفذ عملية واحدة طوال حياته تكون الأولي والأخيرة، ومعظم عناصر الجيل الثالث ينتمون إلي جيل الشباب وتكون عملياته بدافع الانتقام، وعلي سبيل المثال القائمون علي تفجيرات الحسين نفذها شاب اسمه بشندي وهو من أسرة فقيرة، وهؤلاء غالباً ما يتخذون الإنترنت وسيلة للحصول علي معلوماتهم كما إن عناصر هذا الجيل ليس لديها الإمكانيات المتوافرة لدي عناصر الجيل الثاني، ومعظم زعماء خلايا هذا الجيل طلاب أو شباب صغار السن من الذين يسهل إستثارتهم وتجنيدهم وغالباً ما يكون سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وإنغلاق الأفق حولهم مبرراً كافياً لقيامهم بهذه العمليات. ويوضح العميد حمودة الفرق بين الجيلين الثاني والثالث قائلاً: الجيل الثاني عملياته أكثر انتشاراً واستمرارية لكن الأجهزة الأمنية تستطيع اختراقه بسهولة ويسهل القبض علي زعمائه وعناصره حيث يوجد لهم تنظيم، أما الجيل الثالث فخطورته تكمن في عدم وجود سجل إجرامي لدي أجهزة الأمن عن عناصره لذلك يصعب تتبعه ورصده وإجهاض عملياته لكنه أقل حنكة في التدريب والإخفاء والتمويه، ووفقاً لما تم ضبطه من خلايا إرهابية للجيل الثالث نجد أن أغلبهم مصريون أما في الجيل الثاني غالباً تكون جنسياتهم مختلفة، وبالنسبة للعناصر الإرهابية حسب المحافظات ففي الفيوم مثلا توجد عناصر تكفيرية أشهرهم الشوقيون الذين ينتهجون فكر الاستحلال أي من ليس معهم فهو كافر حسب فكرهم، أما الإسكندرية فهي معقل للإخوان والسلفيين، أما الشرقيةوالمنصورة فهي معقل لقيادات تنظيم الجهاد والإخوان وتوجد عناصر جهادية نازحة من سيناء نتيجة الهروب من القبضة الأمنية. ويؤكد مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة وسط الصعيد اللواء أبوالقاسم أبوضيف أن كل من يشارك في مظاهرات مخالفة لقانون التظاهر ويقوم بأعمال عدائية ضد الشرطة والجيش يتم رصدهم من خلال تنشيط المصادر السرية ثم يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضبط هذه العناصر، موضحاً أن قوات الشرطة استطاعت خلال الشهور الماضية إحباط العديد من المخططات الإرهابية التي كانت تسعي إلي تدمير المباني والمنشآت الهامة واستهداف الشخصيات العامة وإشاعة الفوضي في البلاد،حيث تم القبض علي العديد من الخلايا الإرهابية وهذه الخلايا يتم بذل مجهود كبير من قبل أجهزة وزارة الداخلية لضبطها. يضيف اللواء أبوضيف: لا يستغرب أحد عندما يجد طالبا تجاوز عمره الخمسة والعشرين عاماً زعيماً لخلية إرهابية، فمعني أنه تجاوز هذه السن ومازال طالباً فهذا يؤكد فشله في العملية التعليمية وذلك يجعله يفكر في الانحراف ويسهل تجنيده من قبل المتطرفين، ولا ننسي أن هناك أطفالا أحداثا لا تزيد أعمارهم علي الخامسة والعشرين ونجدهم متزعمين خلايا إرهابية حيث يستغل الإرهابيون عدم وعي هؤلاء الأطفال ونقص الخبرة لديهم ويقومون بحشدهم وتوجيههم إلي الجهاد والأفكار العدوانية ويقنعونهم أن أفضل شيء يمكن أن يقدموه هو القيام بأعمال عدائية ضد رجال الجيش والشرطة.