انتهت محكمة جنايات أمن الدولة العليا برئاسة المستشار شعبان الشامي، والمنعقدة بأكاديمية الشرطة، من سماع مرافعة النيابة العامة في محاكمة 26 متهما من أعضاء "خلية مدينة نصر الإرهابية"، والمتهمين فيها بالتخطيط لارتكاب عمليات إرهابية ضد منشآت الدولة الحيوية، وتأسيس وإدارة جماعة تنظيمية على خلاف أحكام القانون، والدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الإجتماعي. وطالبت النيابة العامة توقيع أقصى عقوبة على المتهمين وهي الإعدام شنقا، وكشفت عن عدة مفاجآت خلال مرافعتها من بينها لقاء زعيم الخلية "المتهم الأول" وعدد من المتهمين، مع "أيمن الظواهري"، زعيم تنظيم القاعدة في دولة أفغانستان لتحديد دور كل منهم في ارتكاب جرائمهم فى مصر. وأبدى ضياء عابد، وكيل نيابة أمن الدولة العليا، مرافعة النيابة العامة في القضية حيث بدأها بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وقال للمحكمة: "جئناكم اليوم حاملين رسالة الحق والعدل التي حُمّلنا بها ممثلين لمجتمع تألم طويلا وبكي كثيرا على عزيز فُقد، وعلي غالٍ سقط، ممثلين عن مجتمع يُعتدي عليه تارة باسم الدين و تارة باسم القانون، وتارة أخرى باسم السياسة، حيث أن هؤلاء المتهمين حين أتوا جرمهم مدعين أن دينهم هو من أمرهم بذلك لم يتدبروا أول آيه نزلت في كتاب الله، إقرأ، ظنوا أن الله يُعبد بجهل، ولكن الله لا يُعبد إلا بعلم". ووصف ممثل النيابة المتهمين بأنهم "أناس ادعوا الدين فتعبدوا إلى الله بعبادات ما أنزل الله بها من سلطان، فاغتسلوا بدماء الأبرياء وتوضأوا بماء الخيانة والغدر ليتطهروا من الإنسانية، واتخذوا من صناعة القنابل والمتفجرات عبادة، حتى أصبح لهم في كل البلاد قتلى وجرحي وتربى على أيديهم العديد من الإرهابيين والسفاحين، فاختلفت أشكالهم و دروبهم، وأتقنوا إسالة الدماء ونهب الأموال واجتمعوا في مجلس تحُفّه الشياطين". وتابع: "المتهمون رسموا خيوط إجرامهم ولكنها كانت هشة وتعاهدوا على الحرق والقتل، فادّعوا الإيمان و نسوا أن الإسلام دين يأمر بالعدل وينهى عن الفحشاء، ولم يروا إلا هواهم وعهدهم للشيطان، فالمتهم الأول طارق طه أبو العزم، هو رأس الأفعى ورأس التنظيم، استغل ما لديه من خلفية عسكرية وكانت مهمة المتهم الثاني جلب السلاح و تدريب الإرهابيين عليه بينما كان دور المتهم الثالث عادل شحتو، أن يستخدم كلامه الحلو المعسول في جلب عناصر جديدة للتنظيم، فكانوا قادة الضلال". أضاف ممثل أن المتهمين جلسوا في حمى الشرطة بالسجون لتخطيط تنظيمهم الإرهابى واغتيال رؤوس الجيش ، تلك الشبكة التي أخذوها خلف القضبان بعد أن تواعدوا مع الشيطان، يقولون أن قتل البشر من عند الله، ولكنه كان من عند أنفسهم، زرعوا بذرة التنظيم الخبيثة حتى وصلت إلى شجرة تتفرع فروعها في إيذاء البشر، حتى الشيطان لم يرض بما فعلوا بل طلب منهم المزيد، فنفذوا مخططاتهم بعد هروبهم من السجون فى ثورة 25 يناير". وأضافت النيابة أن رئيس التنظيم قام بتسفير عدد من أعضاء التنظيم إلى المعسكر الذى أعده في ليبيا لتدريبهم على القتال وظلوا يتباحثون ويتشاورن في حضور إبليس الملعون، وخرجوا بأفكار تعلم منها إبليس، ودُوّن هذا بملزمة ضبطت بشقة المتوفى كريم البديوي في مدينة نصر وقت إقتحامها. وكشفت النيابة عن وثيقة "فتح مصر" التي سطر فيها المتهمون التخطيط للمعركة، والتي اعتبروا فيها أن مصر جسدا، ومدن القاهرة والاسكندرية وبورسعيد هي نقاط القوة فيها، وأن نقطة ضعفها هي نهر النيل . وتبين من الوثيقة المضبوطة أن المتهمين حصروا أماكن التجمع وخططوا لتفجيرها في دوران شبرا، واستهدفوا كبار الأطباء الذين يمثلوا الأقباط في الدولة، كما خططوا لتفجير المنشآت في وادى النطرون، لعدم وجود تأمينات كافية، واستهداف الجيش وقياداته ، وكتبوا في الوثيقة: "إن جيوش المسلمين لا يتبعها وطن ولكن يتبعها الإسلام، وتهديد التجارة الدولية في قناة السويس وبالتحديد المنطقة النفطية، وتقسيم مصر باتخاذ سيناء ومنطقة البحر الأحمر لإقامة دولتهم وإنشاء جهاز داخل التنظيم لتنفيذ الإغتيالات التي ذكرها كاتب المذكرة". وأوضح ممثل النيابة أنه تم تكليف المتهمين محمد جمال عبده وكريم البديوي بجلب البنادق الآلية والذخيرة والمفرقعات وكانت تلك الأسلحة والذخيرة كافية لتسليح جيش بأكمله، ووضعوها فى الأماكن التي استأجروها في مدينة نصر ووادي الملوك، وهؤلاء المتهمون الثلاث عاطلين لا يمتلكون أموالا لشراء تلك المضبوطات. وقالت النيابة إن المتهمين استأجروا إحدى السيارات لتجربة المتفجرات وصدفت مرور سيارة دورية، فوجهوا سلاحهم تجاه الشرطة بعد شعورهم بالخطر، وأطلقوا الرصاص فأصابوا الشاهد "محمد محمود أحمد سلامة"، لتتعثر السيارة ويهربوا وتسقط بطاقة المتهم الثالث لتنطق باسمه، وهربوا واختبئوا بمسجد المدينة الجامعية الأزهرية، بجامعة الأزهر، وتساءل: "كيف تدخلوا بيوت الله وأيديكم ملوثة بالدماء، وفى حالة دخول الشرطة للقبض عليكم تقولون أنهم دنسوا بيوت الله؟ .. أنتم دنستم بيوت الله وهذه القضية أبيحت فيها كل الحرمات على أيدي المتهمين. وتحدثت النيابة عن المتهم الذي سقط قتيلا وقت إقتحام شقة مدينة نصر، فقالت: "مات كريم البديوي الذى كان يعيش وسط أسرة مصرية من أب ضابط بالقوات المسلحة وأم مسيحية، طلبت استلام جثمان ابنها وصلت عليه صلاة الجنازة وراعت دينه وهو جثة هامدة، وأتخيلها اليوم وهى تدعو له بالرحمة، ورأس الأفعى لم يحضر جنازة المتهم القتيل". وأضاف ممثل النيابة أن الأمن عثر في شقة المتهم "محمد جمال"، على رسالة موجهة منه إلى أيمن الظواهري في عام 2012 ذكره فيها بمجهوداته من أجل الجهاد وعرض عليه فيها إنشاء كيان جهادى في مصر، واشتكى من قلة المال، وذكر له أن تكلفة نقل الأسلحة مرتفعة جدا، فنقل قطعة كلاشنكوف من ليبيا إلى مصر تكلف 1000 جنيه، ونقل الصاروخ يكلف ألفي جنيه، وأنهم كانوا يخططون لاستهداف قناة السويس ومساكن الأقباط بمنطقة دوران شبرا، ووادى النطرون ودير الأنبا بيشوى والكنيسة المعلقة بمصر القديمة ونهر النيل.