اليوم بدا عادياً، الجلسة الثانية فى قضية ما زال أمامها كثير من الإجراءات وسماع الشهود ومرافعات الدفاع لأكثر من 500 متهم، تجمع أهالى المتهمين خارج المحكمة بناءً على أمر القاضى الذى اكتفى بهيئة الدفاع فقط، دقائق قليلة وخرج المحامى واجماً، ليُطمئن عائلة «حسام عبدالفتاح» المعيد بكلية طب المنيا، كما اتفقا سابقاً، «حسام خد إعدام»، ثلاث كلمات أنهت الصمت ليبدأ الصراخ. صدمة أصابت الأب الذى انتظر طويلاً لكى يرتدى ابنه «البالطو الأبيض» طبيباً مشهوراً، لكنه فى النهاية فوجئ بحكم «البدلة الحمرا» على ابنه الشاب، ليسقط هو ووالدته مغشياً عليهما من هول الصدمة، بينما صرخ الأخ الأصغر «إزاى كده». صدفة لم تكن سعيدة، تلك التى وضعت «حسام» فى موقع حادث الشغب دون قصد منه ليجد نفسه متهماً فى أحداث شغب وعنف وحرق مقار شرطية فى أحداث مطاى بالمنيا، «أنا هاتجنن»، قالها «أحمد» شقيق المتهم: «أنا أخويا عمره ما كان إخوان، ولا ليه علاقة بيهم خالص، طول عمره ماشى جنب الحيط، كل ذنبه إنه وقف فى الشارع يتفرج على المتهمين وهما بيحرقوا القسم، واتلم مع اللى اتلموا»، مضيفاً «حسام طول عمره متفوق، وأهالى المركز كلهم ممكن يشهدوا إنه عمره ما كان إخوان ولا له علاقة بيهم». «توصيلة تاكسى» كانت سبباً فى إيصال متهم آخر إلى حبل المشنقة، «محمد عبداللطيف» ابن قرية العدوة، الذى يعمل سائقاً لتاكسى أجرة «كل ذنبه أنه وصل واحد لمطاى واتقبض عليه من جوه التاكسى يوم الأحداث»، يقولها الحاج «سيد» خال المتهم «محمد»، مضيفاً: «مافيش تهمة واضحة ومحددة موجهة لابن أختى، وهو لا إخوان، ولا عمره كان معاهم، إزاى يتحكم عليه من أول جلسة كده». منطوق الحكم يصفه محمد نجيب، محامى خمسة من المحكوم عليهم بالإعدام، ب«الغريب»، ويحكى تفاصيل استقباله الحكم: «وقفت بره القاعة فترة طويلة، رغم أننى من هيئة الدفاع والمفروض أن القضية نُظرت الخميس وخلال 48 ساعة حُكم فيها، لازم المتهم يدافع عن نفسه، وناخد فرصة كهيئة دفاع، قصاد تحريات المباحث اللى معظمها باطلة».