يرتبط اسم إياد نصار دائماً بأعمال فنية ذات جودة عالية تتناسب مع موهبته وإمكانياته الفنية، لهذا تكونت ثقة بينه وبين الجمهور.. «إياد» يعود للسينما بعد تجربته الأخيرة «مصور قتيل»، ويشارك فى فيلم «يوم للستات» مع نخبة كبيرة من النجوم على رأسهم محمود حميدة وإلهام شاهين ونيللى كريم وفاروق الفيشاوى وإخراج كاملة أبوذكرى، عن تجربته فى «يوم للستات» ومشاركاته السينمائية الأخيرة، ورأيه فى المستوى العام للسينما، ونجاحه التليفزيونى الكبير فى مسلسل «موجة حارة» ومشروعاته المقبلة.. تحدث «إياد» فى حوار خاص ل«الوطن». ■ حدثنا عن تجربتك فى فيلم «يوم للستات»، وما الذى جذبك إليه؟ - أرى أن الفيلم يمثل حالة فنية خاصة، فهو من الأفلام التى ستخلد فى ذاكرة السينما المصرية، لذا عندما عرض علىَّ قبلت على الفور دون تردد، خاصة أن العمل من إخراج كاملة أبوذكرى وهى مخرجة متميزة وذات حس فنى عالٍ، وتستطيع أن تستغل كل إمكانيات الممثل فى صورة جيدة ومعبرة فى أى عمل تقدمه، وكل أفلامها السابقة أعتبرها من علامات السينما المصرية. ■ وما دورك بالفيلم، والقصة التى تدور حولها الأحداث؟ - حكاية الفيلم وقضيته الأساسية هى أزمة وحياة المرأة المصرية التى تعانى من القهر فى المجتمع. ويبرز الفيلم بشكل خاص معاناة السيدات اللاتى يقطنَّ فى الحارات الشعبية ويرصد محاولاتهن للخروج من هذا العالم المكبوت إلى العالم الخارجى بكل ما فيه من انفتاح وتحضر. وأجسد فى الفيلم شخصية مدرب سباحة يعمل فى نادٍ راقٍ وخاصٍّ، ويقع فى حب إحدى السيدات المنتميات للحارة التى يتعرف عليها عن طريق المصادفة، وتجسد دورها الفنانة نيللى كريم، والمفاجأة أن نيللى تعمل بائعة بطاطا بالفيلم، وهى شخصية مؤثرة جداً وثرية وبسيطة فى نفس الوقت، وتتوالى الأحداث بين المدرب وبائعة البطاطا فى الفيلم. وأجمل ما فى الفيلم كله أنه بسيط وعميق جداً فى نفس الوقت، وكل الشخصيات بساطتها الشديدة هى سر صعوبتها فى الأداء. وسعيد أيضاً بالمجموعة الرائعة من أهم نجوم السينما الذين تحمسوا لهذا العمل، وعلى رأسهم إلهام شاهين ونيللى كريم ومحمود حميدة وفاروق الفيشاوى وهالة صدقى وسماح أنور وأحمد الفيشاوى وناهد السباعى. ■ هل صحيح أن هناك أزمة إنتاجية وراء تأجيل تصوير باقى مشاهد الفيلم أكثر من مرة؟ - لا أعتقد أن هناك أى مشكلة إنتاجية، لأنى أثق أن إلهام شاهين لن تتصدى لأى عمل وتتحمل مسئوليته الإنتاجية إلا وهى مستعدة تماماً، ولم أسمع عن وجود أى مشكلة فى تكاليف أو نفقات الفيلم، ويرجع السبب الرئيسى لتأجيل تصوير الفيلم لانشغال المخرجة كاملة أبوذكرى بتصوير مسلسلها الجديد الذى سيعرض فى رمضان المقبل «سجن النسا»، مع روبى ودرة ونيللى كريم، وأعتقد أن هذا السبب الرئيسى. وهناك سبب آخر حتم تأجيل التصوير وهو أن باقى مشاهد الفيلم كلها خارجية داخل حمام السباحة، وجو الشتاء غير مناسب للتصوير، لذا اضطرت المخرجة إلى تأجيل تلك المشاهد لفصل الصيف ولحين الانتهاء من تصوير مسلسلها الجديد. ■ وماذا عن تجربتك السينمائية الأخيرة «مصور قتيل»؟ وما رأيك فى مستوى السينما حالياً؟ - هذا الفيلم من أفضل الأعمال السينمائية التى شاركت فيها، وهى تجربة مميزة جداً وسعيد بها، وأعتقد أن مستوى السينما حاليا متأثر جداً بالأحداث السياسية الراهنة، ولهذا فمن الطبيعى أن يرتبك الإنتاج السينمائى. لكن أعتقد أن الأمور فى سبيلها للتحسن التدريجى، وهناك أفلام كثيرة يتم التحضير لها، وأفلام كبيرة على وشك العرض. ولكن هناك ملاحظة على السينما حالياً وهى أنها تفتقد وجود أنواع مختلفة من الأفلام، وهناك نوع واحد فقط سائد فى السينما رغم وجود عدة محاولات تريد أن تفرض نفسها مثل الأفلام المستقلة وغيرها. وأعتقد أنه من الضرورى أن نتحرك لإعادة الجمهور مرة أخرى إلى السينما من خلال أعمال ذات قيمة فنية بدلاً من النوعية التى تعرض حالياً. ■ على مستوى الدراما حققت نجاحاً كبيراً بمسلسل «موجة حارة» وحصلت على عدة جوائز، فهل توقعت تلك الجوائز؟ - كنت سعيد جداً أولاً باستقبال الناس الرائع للمسلسل، كما زاد من سعادتى الجوائز المتعددة التى حصلت عليها؛ كأفضل ممثل من مهرجان أوسكار art، ومهرجان الفضائيات العربية، خاصة أن كل الجوائز مبنية على استفتاءات جماهيرية، وليست جوائز فنية فقط. وفى اعتقادى أن الجوائز التى تأتى نتيجة الاستفتاء تعطى مؤشراً للفنان أنه يسير فى الطريق الصحيح، وأود التنبيه على أن فكرة السعى للحصول على جوائز لم تكن فى بالى ولم تشغل حيزاً كبيراً من تفكيرى، وما يشغلنى هو تقديم أدوار مختلفة ومتميزة، حتى لا أنحصر فى تحديد نوعى كممثل. ■ نقلك هذا العمل إلى منطقة مميزة فى الدراما، فما حساباتك فى الفترة المقبلة؟ - أعترف أن هذا المسلسل كان علامة فارقة فى مشوارى الفنى، وبكل صراحة توقعت أن يحقق نجاحاً كبيراً منذ قراءتى الأولى للسيناريو، فقد أدركت أنه عمل مختلف وجيد، بالإضافة إلى فريق العمل الذى استطاع أن يقدم أفضل ما لديه من إمكانيات، لذا أرى أن «موجه حارة» جعلنى أتحمل مسئولية كبيرة فى اختياراتى المقبلة، فلن أقدم أى عمل إلا بعد التأكد من جودته على كل المستويات حتى لا أخذل جمهورى. ■ وماذا عن مسلسل «نظرية آدم» الذى كنت تحضر له لرمضان المقبل؟ وما سبب تأجيله؟ - مفترض أن فكرة العمل كانت تدور فى الأساس حول النظريات التى يضعها الرجال فى علاقتهم مع المرأة، والتى يقيِّمون بها هل هى علاقة صحيحة أم لا. ويكشف المسلسل أن تلك النظريات تدفع فاتورتها النساء بسبب تعسف الرجل. ويرجع سبب التأجيل ثم الإلغاء إلى السيناريو، فقد قمت منذ فترة بعمل ورشة كتابة من بعض المؤلفين للوصول للمرحلة التى أريدها فى الفكرة العامة للمسلسل، ولكن لم أصل للنتيجة التى كنت أريدها، فالعمل يحتاج إلى حساسية معينة فى الكتابة لن يستطيع أحد الوصول إليها بسهولة، لذا قررت أن أتخلى عن هذا المشروع فى الوقت الحالى، بدلاً من أن أقدم عملاً لن يليق بى، فأنا مؤمن دائماً بمقولة «غياب محترم أفضل من وجود سخيف». ■ يبدو أنك غير حريص على البطولة المطلقة، ولا تمانع فى العودة للبطولات الجماعية؟ - لا أقتنع بمصطلح «البطولة المطلقة»، وأنا ضد هذه الكلمة لأن أى عمل من وجهة نظرى عبارة عن عناصر متكاملة، لذا فاهتمامى الأول هو الدور الذى أجسده لأن الشخصية هى التى تفرض نفسها على العمل فى النهاية، وقد نطلق عليها بطولة وإن كان الدور ليس بطولة بالمعنى الحرفى