وضعية المجلس العسكرى نقطة إيجاب أو سلب فى أغلب برامج مرشحى الرئاسة، خاصة مع عدم تحديد أغلب المرشحين طريقتهم فى التعامل مع المجلس بعد تسليم السلطة، فى ظل عدم وجود دستور يحكم هذه العلاقة، أو إعلان دستورى يحدد صلاحيات الرئيس. لا نملك سوى تحليل خطاباتهم.. هكذا يحاول د. عماد عبداللطيف، أستاذ تحليل الخطاب الإعلامى والبلاغة بجامعة القاهرة، قراءة مواقف المرشحين من المجلس العسكرى.. يقول: «أحمد شفيق إذا أصبح رئيساً لمصر سيحكمنا المجلس العسكرى وليس هو».. ويبرر هذا: «خطاب شفيق الإعلامى دائم الوئام مع خطابات (العسكرى)، وأغلب المفردات التى يستخدمها فى خطاباته تتوافق مع مفرادات (العسكرى)، خاصة فى الأحداث المشتعلة مثل (مخربين.. اتهام فئات معينة بأنها تهدف إلى انهيار مصر)، ودائماً فى خطاباته يعتقد شفيق أن المجلس العسكرى أحد المكونات الأساسية للبلاد». «الراقص على الحبال».. وصف أطلقه «عبد اللطيف» على عمرو موسى؛ حيث يتميز خطابه بالدبلوماسية ويحاول من خلاله أن يكون متوازنا، لكنه يحابى المجلس العسكرى، ويريد أن يظهر دئما أنه يمسك العصا من المنتصف ولكنه ليس كذلك، وخطابه قائم بشكل أساسى على إقناع الجماهير. الخطاب الأكثر توازناً كان من نصيب الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، ووفقاً لعبداللطيف، فهو خطاب شديد الانتقاد للمجلس العسكرى وفقاً لرؤيته الشخصية للأحداث، ومثال ذلك إعلان «أبوالفتوح» إنهاء دور المشير حسين طنطاوى وأعضاء المجلس العسكرى وعدم الإبقاء عليهم فى مناصبهم حال توليه رئاسة الجمهورية باعتبارهم قيادات مسنة تعدت السن القانونية. خطاب حمدين صباحى حصل على تقييم الأكثر وضوحاً وانتقاداً لإدارة المجلس العسكرى؛ فهو يحمله دائماً مسئولية تدهور الأوضاع، ووفقاً لعبداللطيف فإن خطابه مباشر، صريح وعدائى فى بعض الأحيان، وعلى سبيل المثال انتقد صباحى طريقة إدارة «العسكرى» للمرحلة الانتقالية وحمله مسئولية سقوط الشهداء، مؤكداً أنه سيحاسبه فى حال توليه رئاسة مصر، وفى اتجاه آخر أشاد المرشح بالعسكرى عندما قرر قطع الغاز عن إسرائيل. د. محمد مرسى لم يزد، فى رأى عبداللطيف، على كونه مجرد «أيقونة» لخطاب جماعة الإخوان المسلمين، ويمكن تقسيم تعامله مع المجلس فى حال أصبح رئيساً إلى 3 أقسام: الخطاب التأييدى للعسكرى، الخطاب الصامت، ويعنى الصمت فى مواجهة الأحداث وعدم إصدار بيانات أو تصريحات، وثالثهما هو الخطاب الانتقادى المرتبط ارتباطا شديدا بفكر وعلاقة الإخوان بالمجلس العسكرى -على حد قول أستاذ الخطاب الإعلامى- فهو لسان حال الجماعة، إذا انتُقدت الجماعة ينتقد، وإذا أُيدت يؤيد، ويمكن وصفه بأنه لا يخرج عن النص. «المتقلب» فى خطاباته هو الدكتور سليم العوا، ويوضح «عبداللطيف»: «العوا» بعد الثورة كان من المؤيدين للمجلس والمحافظين على مظهره، لكنه تحول فى تصريحاته إلى الانتقاد تحديدا بعد تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، فيدعو الناس تارة إلى أن يتقوا الله فى المجلس العسكرى ويشيد به، ومرة أخرى ينتقده بشدة، ويُضيف: «من الصعب الحكم على كيفية تعامل العوا مع المجلس العسكرى فى حال أصبح رئيساً». على النقيض من أحمد شفيق، يظل خالد على، المرشح الشاب، الأكثر حدة فى خطاباته تجاه «العسكرى»؛ لأنه -وفقاً ل«عبداللطيف»- يفند إدارة المجلس العسكرى تفنيداً، ومن خلال ذلك يوجه إليها الانتقاد الذى يكون واضحاً ومباشراً.