الإخوان يقفون بين العسكرى أبو الفتوح.. ويتشككون فى نوايا العوا.. وحمدين صباحى لا يشغلهم دخل السباق مرحلة الجد.. بعد شهور من المسرحية الكوميدية الطويلة التى عشناها فى ظلال من أطلقوا على أنفسهم المرشحين المحتملين للرئاسة.. سيتقدم من ثبتوا فى حلبة الصراع بأوراق ترشيحهم فى 10 مارس المقبل، وهو الموعد الذى حدده المجلس العسكرى. قبل شهور كان الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى الشهير قد رصد ظاهرة التسابق على الترشح للمنصب، وقال لى وقتها إن هناك حالة من التطلع لدى من لا يملكون القدرة، ليشغلوا منصباً أبعد ما يكون تكوينهم السياسى والنفسى يؤهلهم له.. لكن سهولة خلع الرئيس مبارك تقريباً بلا مقاومة طويلة، خدعت البعض فى أن كل مواطن يستطيع أن يفعل أى شىء. وقتها كان هناك أكثر من مائة مواطن على الأقل أعلنوا ترشحهم للرئاسة.. لكن الآن وبعد شهور عدة فإن من تبقوا على الساحة بشكل جاد يمكن أن نحصرهم فى ستة أسماء.. خاصة أن هناك أسماء شهيرة تراجعت بقوة ووصلت إلى ذيل القائمة.. على سبيل المثال دخل المستشار هشام بسطويسى مساحة ظل بعد أن عاد من إجازته إلى الكويت التى يعمل بها الآن.. بثينة كامل بعد أن بذلت مجهوداً كبيراً توارت فى الظل لأسباب فى الغالب خاصة بها، أيمن نور يعانى من مشكلاته الكثيرة التى ستحول بينه وبين أن يتقدم للترشح من الأساس، خاصة أنه يفتعل أزمات – معظمها كاذبة - مع المجلس العسكرى. كل ما يمكن أن تقرأه عن صفقات بين المجلس العسكرى وأى من المرشحين الكبار للرئاسة، يمكن أن يدخل فى مساحة النميمة السياسية، التى لا يوجد عليها أى دليل، فكل من أثيرت حولهم شبهات أنهم مرشحو المجلس نفوا ذلك تماما، ثم إن جنرالات المجلس أنفسهم يجزمون فى كل مرة يتحدثون فيها، أنهم على مساحة واحدة ومتساوية مع كل أطراف اللعبة السياسية فى مصر.عدم وجود صفقات واضحة أو معلنة لا يعنى بالطبع، أن المجلس ليس مهتماً بمن يطرحون أنفسهم للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، ولذلك فإن لدينا ما يمكننا اعتباره تقارير المجلس عن هؤلاء المرشحين، لا أتحدث عن تقارير رسمية، ولكن عن آراء واضحة ومحددة فيمن يطرحون أنفسهم للمنصب. قد تكون هناك ملاحظة أرغب فى التأكيد عليها، فعندما أشير إلى المجلس العسكرى، فنحن نتحدث على وجه التحديد عن المشير طنطاوى، وليس عن آراء وأفكار واتجاهات ال19 جنرالاً الذين يكونون قوام المجلس، فقد أثبتت التجارب أن المجلس هو المشير طنطاوى، وأن المشير طنطاوى هو المجلس.. وقد يكون هذا جديدا بعض الشىء على من يتابعون أخبار المجلس العسكرى، لكن فى واقع الحال حقيقى جداً.. فهذا ما يتم على الأرض دون زيادة أو نقصان.. قد يسمح لسامى عنان بأن يحتل جزءا من الصورة.. لكن الصورة تبقى فى النهاية ملكاً للمشير طنطاوى. الآن يمكن أن نشير إلى ما يراه المجلس فى المرشحين للرئاسة. :-أحمد شفيق ..رفيق السلاح الذى يبحث عن خلاصه فى تصريح خاص لجريدة «الجريدة» الكويتية قال أحمد شفيق إنه عندما خرج من رئاسة الحكومة فى مارس 2011 قرر أن يعتزل العمل العام، لكن تراجع الأوضاع الأمنية والاقتصادية فى مصر دفعه إلى التفكير فى خوض انتخابات الرئاسة مستنداً فى ذلك إلى تاريخه الطويل فى العمل العسكرى والمدنى». لكن ما لم يقله أحمد شفيق أنه وقبل أن يعلن ترشحه للرئاسة حاول أن يلتقى المشير طنطاوى أكثر من مرة، لأن المشير كان مشغولاً بإدارة أمور البلاد، فقد تأخر اللقاء، كان الفريق شفيق يرغب فى أن يستأذن المشير فى أمر ترشحه، وكان المفاجأة أن المشير قال له بصراحة: أنت حر فالقرار قرارك. أغلب الظن أن المشير طنطاوى اعتقد أن شفيق يطلب دعمه، ولذلك فضل ألا يتورط معه بأكثر مما قاله، وقد يكون هذا على وجه التحديد السبب فيما قاله شفيق عن المجلس العسكرى، فهو ليس مرشحهم، كما أن علاقته بأعضاء المجلس لا تخرج عن إطار الصداقة بين رفاق العمل القدامى.. وأن لقاءاته بهم – أهمها كان لقاؤه بالمشير – ليس لها طابع سياسى، ولم يتحدث معهم فى السياسة أبداً. أحمد شفيق يتحرك بقناعة أن رصيده فى الشارع المصرى يكفيه، وإن كانت رغبته فى خوض الصراع على منصب الرئيس يمكن أن يفسر بالأساس على أنه محاولة للبحث عن الخلاص، فالرجل حتى الآن يواجه عدداً من البلاغات التى تتهمه بإهدار المال العام والمشاركة فى فساد عصر مبارك، وهناك مطالبات للنائب العام بفتح التحقيق معه.. ولا أحد يعرف على وجه التحديد ما هو مصير هذه البلاغات ؟ المجلس العسكرى من ناحيته الذى رفض دعم أحمد شفيق بشكل مباشر، يرى أن شفيق سيكون ورقة محروقة، يمكن أن تكون عبئاً عليهم وخصما من رصيدهم، خاصة أن هناك من يتهمه بأنه كان مسئولاً عما جرى فى موقعة الجمل.. على الأقل سياسياً، فقد كان الرجل وقتها رئيس الوزراء المسئول.. وهو ما لا يقدم أحمد شفيق رداً مقنعاً أو منطقياً عليه. :-عمرو موسى.. رجل الدولة الذى يكرهه المشير سألت أحد المقربين من المجلس العسكرى عن رأيهم فى عمرو موسى الذين يجلس إليهم كثيراً، ويقدم لهم كثيراً من الاقتراحات والنصائح، حتى لو لم يطلبوها منه، فقال لى: إنهم لا يثقون فيه بما يكفى. العلاقة بين عمر موسى والمشير طنطاوى مرت بمراحل شد وجذب كثيرة، فقد تزاملا طويلا فى مجلس الوزراء.. ولأن عمرو موسى كان – ولا يزال – يتمتع بشخصية كاريزمية طاغية، فقد كان الوحيد الذى يعترض أحياناً على ما يطرحه المشير، أو على الأقل يمكن أن يناقشه فيما يقوله أو يذهب إليه. يؤمن المشير طنطاوى بأن عمرو موسى رجل دولة من الطراز الأول، وأنه الأنسب من بين من يطرحون أنفسهم للرئاسة، لكن ما يقف بينهما أن عمرو لا يمكن أن يرضى بالقليل، بل إن شخصيته الطاغية يمكن أن تحجب المشير ورجاله فى حال ما إن وصل إلى الرئاسة. قبل تعيين الدكتور كمال الجنزورى رئيسا للوزراء فى 25 نوفمبر الماضى، سرت شائعة تناولتها بعض الصحف بأن المجلس العسكرى قرر إسناد وزارة الإنقاذ الوطنى إلى عمرو موسى، لكن المجلس العسكرى وعلى صفحته الرسمية على الفيس بوك نفى الأمر تماماً، وأكد المجلس أنه سيتم الإعلان عن حكومة الإنقاذ الوطنى بالطرق الرسمية وفى كل وسائل الإعلام. من داخل حملة عمرو موسى الرئاسية وجدت من يؤكد أن المجلس عرض على موسى الوزارة لكنه رفض، لكن هذه فى النهاية لم تكن إلا محاولة لحفظ ماء الوجه، خاصة أن هناك تفسيراً آخر بأن المجلس لم يكلف عمرو موسى بالوزارة حتى لا يحرقه.. وأبقى عليه من أجل الإنتخابات الرئاسية التى يريدها منافسة قوية بين أقوياء بصرف النظر عمن سيصل إلى خطها الأخير. حاول عمرو موسى كثيراً أن يثبت حسن نيته بالنسبة للمجلس، فهو من بين من يرفضون ما يسمى بالخروج الآمن للمجلس العسكرى، لأنه بالنسبة له ليس متهماً.. لكن هذا وحده لا يكفى ليرضى المجلس عن عمرو موسى، فالخوف منه ليس بسبب أفكاره أو ما يمكن أن يفعله، ولكن بسبب شخصيته الفارقة التى لا يستطيع أحد أن يحتويها أو يقف أمامها بسهولة. سليم العوا.. الصديق المراوغ يرقص على السلم من أكثر المرشحين الذى حامت حولهم شبهات أنهم مرشح المجلس العسكرى للرئاسة كان الدكتور محمد سليم العوا.. الرجل الذى ظل ناعما جدا فى تعامله مع المجلس، وحتى يتخلص مما يقال عنه، أكد أن الانطباع عن أنه يمكن أن يكون مرشح المجلس العسكرى يأتى من أنه يحاول قدر المستطاع أن يقول الحق، فعندما يتصرف المجلس العسكرى بشكل جيد فإنه يثنى عليه ويقول ذلك، وعندما تكون تصرفات المجلس غير مناسبة فى نظره ينتقدها علنا ودون خوف. الحق الذى يقصد إليه الدكتور محمد سليم العوا هو مدحه للمجلس العسكرى ودفاعه عنه طوال الوقت، فقد رأى فى 13 يناير الماضى وفى تصريح لجريدة المدينة السعودية أن المجلس العسكرى مؤسسة وطنية شريفة، وأخذ موقفاً حاداً ممن يدعون إلى الخروج الآمن للمجلس العسكرى، حيث قال إن الخروج الآمن يكون لمن آذى وتريد للتخلص منه أن تعفيه من هذه الجرائم.. وهم لم يفعلوا ذلك. لكن حالة الود هذه لا تدوم طويلاً بين العوا والمجلس العسكرى، فبعد أحداث بورسعيد قال إن المجلس العسكرى هو المسئول الأولى عن المذبحة، وأنه لا سلطة بدون مسئولية، وأن المشير طنطاوى ليس فوق المحاسبة، كما أنه فى حالة فوزه بالمنصب الرئاسى فلن يستثنى أى شخص أو جهة ارتكبت جرائم ضد المصريين خلال ال30 عاماً الأخيرة من المسئولية خاصة جرائم قتل المتظاهرين لأنها جرائم لا تسقط بالتقادم، حتى لو كان المرتكب قيادات القوات المسلحة طالما ثبتت إدانتهم. العوا لم يعول كثيراً على أن يكون مرشح المجلس العسكرى، فقد حذر أعضاءه أكثر من مرة من ثورة جديدة عليهم، بل سخر من طرف خفى من تأييد المجلس لأى مرشح قائلاً فى مقابلة تليفزيونية مع عمرو أديب على قناة أوربت أن المجلس العسكرى حتى لو أعلن أنه يؤيد أحد المرشحين فهذا لا يعنى فوز المرشح. حالة مراجيح الهواء هذه التى يبدو عليها العوا مع المجلس العسكرى جعلتهم لا يثقون فى نواياه كثيراً، فهم لا يعرفون له وجهة محددة، ولا يعرفون إلى أى فصيل يمكن أن ينحاز، فهو دائم الثناء على المجلس، لكن رأيه هذا لا يصمد فى مواجهة الجماهير التى يتحدث معها فى المؤتمرات العامة، فبمجرد أن يهاجموا المجلس العسكرى تجده يتجاوب معهم، بل ويزايد عليهم. عبدالمنعم أبو الفتوح.. الرقم الصعب فى المعادلة يتعامل عبدالمنعم أبوالفتوح باعتدال شديد مع المجلس العسكرى، فرغم أنه وفى تصريحات معلنة ومنشورة يعتبر أن المجلس هو المسئول بشكل كامل عما تم فى أحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود وماسبيرو من قتل للمتظاهرين، إلا أنه وفى مؤتمر عام بنقابة محامى البحيرة – عقد فى 31 يناير الماضى – أعلن قناعته بأن المجلس العسكرى ليس امتدادا لنظام مبارك، ولا يجب تخوينه. انحياز أبو الفتوح للمجلس بهذا الشكل لم يمنعه من أن يقول إن هناك بعض التحفظات على ممارسة أعضاء المجلس خاصة فى سوء إدارة الفترة الانتقالية والبطء فى المحاكمات. عبد المنعم فى الشهور الأخيرة حمل على المجلس العسكرى حملة ضخمة جدا، مع حسين عبدالغنى فى قناة النهار قال إنه فى عهد المجلس العسكرى قتل أكثر ممن قتلوا فى موقعة الجمل، وأن هناك أخطاء سياسية يحب أن يحاسب عليها المجلس. المجلس يتعامل بتحفظ مع عبدالمنعم أبو الفتوح، رغم أن فرصه فى الشارع المصرى تتزايد يوما بعد يوم.. خاصة أنه رجل صاحب مواقف فارقة قبل الثورة وبعدها، فبينما كان يتصارع البعض على تشكيل حكومة الإنقاذ، ترك أبو الفتوح الجميع وارتدى البالطو الأبيض ونزل إلى المستشفى الميدانى ليعالج جرحى معركة محمد محمود. المجلس العسكرى الذى لا يخفى تنسيقه مع الإخوان المسلمين يعتبر أن العلاقة مع أبو الفتوح لغم يمكن أن ينفجر فى أى وقت، وذلك على خلفية علاقة عبدالمنعم بجماعة الإخوان المسلمين، والتى تقف فى طريقه كحجر عثرة، وتعلن بشكل مؤكد أنها لن تقف إلى جواره فى الانتخابات الرئاسية، بل عبدالمنعم خرج من الجماعة بسبب إعلان ترشح نفسه، وهو ما رفضته الجماعة واعترضت عليه. حازم صلاح أبو اسماعيل يعلن الحرب المقدسة ضد العسكرى لا يخفى حازم صلاح أبوإسماعيل خصومته ومعارضته الواضحة للمجلس العسكرى، بل إنه – فيما يعتقد هو بالطبع – من كشف المجلس عندما أعلن أن العسكرى لن يترك السلطة إلا إذا حصل على حصانة، وقد يكون هذا ما جعل أبو إسماعيل وفى مرة من مرات إحساسه بالنشوة لفرط تأييد البعض له يقول إنه يمكن أن يفكر فيما بعد فى العفو عن أعضاء المجلس العسكرى إذا بادروا بتسليم السلطة. أبو إسماعيل من بين مرشحى الرئاسة الذين لم يظهروا على خريطة المجلس العسكرى، لا أنفى أن هناك اتصالات وربما لقاءات جرت بينه وبين بعض أعضاء المجلس، لكن فى النهاية لا يهتم المجلس كثيراً لشأن أبو إسماعيل الذين يرون أنه ظاهرة صوتية أكثر منه ظاهرة قوية فاعلة يمكن أن يكون لها تأثير على الأرض. كان أبو إسماعيل ولا يزال الأكثر هجوما ونقدا للمجلس العسكرى، وهو النقد الذى يتحول فى بعض المناسبات إلى ما يمكن أن نعتبره تحريضاً مباشراً.. إنه يعتبر أن المجلس العسكرى سرق الثورة، فهو يرى أن الجيش لم يهاجم المتظاهرين فى بداية الثورة خوفاً على هيبته فقط، وأنه لم يحم الثورة كما يزعم الكثيرون.. فالمجلس العسكرى لم يكن أمامه أى خيار سوى إسقاط حسنى مبارك وذلك ليبقى النظام على ما هو عليه. من بين تصريحات أبوإسماعيل المضحكة أنه قال إن المجلس العسكرى مالوش عندنا إلا 24 ساعة، وبعدها هايبقى فيه كلام تانى.. دون أن يحدد ماهية ولا أهمية هذا الكلام التانى، بل إنه تقمص شخصية المناضلين الكبار عندما طالب الثوار بالتصميم على رحيل المجلس العسكرى قائلا لهم: إما الرحيل التام أو الموت الزؤام.. وحتى يؤكد موقفه من المجلس العسكرى فإنه يعلن أنه خصمه طالما يحيل المدنيين للمحاكم العسكرية. فى أحد مستويات الرؤية لتصريحات حازم أبوإسماعيل، فإنها يمكن أن تكون استعراضية أكثر من كونها معبرة عن حالة حقيقية من المعارضة أو العمل السياسى، ولذلك فإن المجلس العسكرى لا يثق كثيراً فى قدرات أو مواهب أبوإسماعيل السياسية، ولذلك فهم لا يأخذون تصريحاته أو تحركاته على محمل الجد. حمدين صباحى.. الثائر فى مواجهة الجنرالات كان حمدين صباحى صاحب الاقتراح الأنضج فى كل ما قيل وتردد عن مصير المجلس العسكرى، ففى مواجهة ما قيل عن الخروج الآمن لأعضاء المجلس، تحدث حمدين عن الخروج العادل، فهو يعترف بوجود أخطاء ارتكبت أثناء مسئولية المجلس السياسية، ومن ثم يجب تقديم من أخطأوا للمساءلة والحساب، بغض النظر عن سهولة أو صعوبة هذا الإجراء.. ويستند حمدين فى ذلك إلى أن الجيش طوال عمره يحاسب من يخطئ من بين صفوفه، ولذلك فلا يجب المرور على الأخطاء التى وقع فيها المجلس العسكرى مرور الكرام. حمدين صباحى لا يعترف بأخطاء المجلس العسكرى السياسية فقط، بل يجزم بفشله فى إدارة شئون البلاد، فكما قال هو إن المجلس فشل فى إدارة مصر، وأنه ليس على رأسه ريشة كى لا ننتقده حتى يقوم نفسه، ولذلك لم يكن غريباً أن يطالب حمدين بمحاسبة المجلس العسكرى من زاوية أنه عجز وفشل فى إدارة البلاد. حمدين صباحى ولأنه أكثر وعياً من كثير من مرشحى الرئاسة، فإنه يفصل دائما بين ما يفعله الجيش وما يقع فيه المجلس العسكرى من أخطاء، قال بعد موقعة مجلس الوزراء التى راح ضحيتها 17 شهيداً إن المجلس العسكرى هو المسئول وليس الجيش. لم يتخل حمدين صباحى عن رومانسية الثائر التى لايزال يحملها ويتحرك بها وهو يواجه المجلس العسكرى، فبعد المؤتمر الصحفى الذى تحدث فيه اللواء عادل عمارة عما جرى فى موقعة مجلس الوزراء.. رد عليهم حمدين بأبيات لعبد الرحمن الأبنودى قال فيها :«شهدا وجرحى والحساب يتقل.. وبهية حالة شعرها بتسأل.. كل العباد ع اللى قتل ياسين».. وعلى حسابه الخاص بتويتر قال حمدين: « جريمة فى الفجر وإنكار فى الظهر.. لا يستقيم أن يكون المجلس خصماً وحكماً.. نطالب بلجنة تحقيق مستقلة». المفاجأة أنه رغم تأثير حمدين صباحى البادى فى الشارع السياسى، إلا أن المجلس العسكرى لا يلتفت له كثيراً، بل هناك من يعتبر أن عمرو موسى يأخذ من أرضه، خاصة أن عمر هو الآخر يتحدث بحس عروبى قومى، وهو ما يأخذ منه حمدين شرعيته، لا أقول إن المجلس العسكرى يتجاهل حمدين صباحى.. لكن على الأقل وحتى الآن لم يعامله المعاملة التى يمكن أن تليق به.. فهو أيضاً بالنسبة للمجلس ظاهرة صوتية دويها كبير لكن تأثيرها محدود جداً فى الشارع المصرى. السنة الخامسة - العدد 341 – الاثنين – 13/02/2012