انتهت أمس، الخميس، الجولة الأخيرة من سباق الجنرالات على مقعد رئاسة مصر، بعد أن أعلن الفريق سامى عنان، رئيس الأركان السابق، عدم خوضه الانتخابات الرئاسية، فيما أثارت تسريبات لتصريحات الفريق أحمد شفيق جدلاً واسعاً، لتضمنها انتقادات صريحة للقوات المسلحة، وبالتزامن مع ذلك شارك المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، فى اجتماع مجلس الوزراء، وهو الاجتماع الذى وصفته مصادر بأنه الأخير للسيسى مع الحكومة. وكشفت مصادر مطلعة ل«الوطن» أن وفداً من الشخصيات العامة زار عنان فى منزله وجلسوا معه لمدة 6 ساعات، مساء أمس الأول، لإثنائه عن الترشح قبل أن يعلن عدم ترشحه للرئاسة فى مؤتمر صحفى عقده ظهر أمس. وضم الوفد اللواء حسن الروينى، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق، والكتاب الصحفيين مصطفى بكرى، وياسر رزق، ومحمود مسلم، إضافة إلى الدكتور سمير عنان، نجل الفريق. وأوضحت المصادر أن «عنان» رفض فى بداية الاجتماع، الاستجابة لمبادرة الوفد بعدم الترشح للرئاسة، حتى لا يخذل أنصاره، إضافة لغضبه من تعرضه لمحاولة اغتيال، والحملة ضده فى وسائل الإعلام، ثم دخل الوفد فى مناقشات معه لإقناعه بأن مصر تحتاج وحدة الصف وتماسك الجيش، وأن ترشحه فى ظل هذه الظروف الحرجة قد ينال من تاريخه العسكرى. وأضافت المصادر أن «عنان» طلب من الوفد فترة للتفكير ومراجعة أنصاره قبل اتخاذ القرار، إلا أن المجتمعين أصروا على حسم الأمر لأن الوقت ليس فى صالح الجميع، لكنه رفض أن يعلم أنصاره بقرار انسحابه من التليفزيون، بعد أن ساندوه خلال الفترة الماضية، وجرى التوافق على أن يحدثهم هاتفياً، ثم طلب الإعلان عن قراره غداً السبت، إلا أن الحضور أقنعوه بأن يكون الإعلان أمس، وشاركوا فى كتابة الأفكار الرئيسية للبيان، ثم راجعه «عنان»، وأضاف إليه عبارات إشادة بدور المشير حسين طنطاوى خلال الفترة الانتقالية الأولى، وانتهى الاجتماع فى الثانية صباحاً. وأعلن «عنان»، خلال المؤتمر الصحفى، أنه «قرر عدم خوض سباق الانتخابات الرئاسية، إعلاءً للمصلحة العليا للبلاد، وإدراكاً للمخاطر التى تحدق بالوطن، وتستهدف الدولة، التى تتطلب من الجميع الحرص على صلابة الصف الوطنى شعباً وجيشاً، وترفعاً منه أن يُزج به فى مخطط يراد منه الإضرار بمصر وقواتها المسلحة». وقال «عنان»، فى تصريحات عقب المؤتمر، إن الجميع فى المؤسسة العسكرية على قلب رجل واحد، وهم فرسان هذه الأمة، ومن يريد الاصطياد فى الماء العكر خاب أمله.