أعلن الفريق سامى عنان، رئيس أركان القوات المسلحة السابق، فى مؤتمر صحفى، أمس، بمكتبه الإعلامى، أنه قرر عدم خوض سباق الانتخابات الرئاسية، إعلاءً للمصلحة العليا للبلاد، وإدراكاً للمخاطر التى تحدق بالوطن، وتصدياً للمؤامرات التى تستهدف الدولة، واستشرافاً للتحديات المقبلة التى تتطلب من الجميع الحرص على صلابة الصف الوطنى شعباً وجيشاً، وترفعاً منه أن يُزَج به فى مخطط يراد منه الإضرار بمصر وقواتها المسلحة. وأضاف «عنان»: «فى هذه الظروف الدقيقة التى تمر بها البلاد، وما تفرضه علينا جميعاً من تحديات جسام، أجد نفسى جنباً إلى جنب مع كافة أبناء الشعب مدافعاً عن حقهم فى الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، والذود عن الدولة الوطنية فى مواجهة كافة المخاطر التى تتعرض لها من الداخل والخارج». وتابع: «بذلت مع زملائى فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة الرجل الوطنى الجسور المشير محمد حسين طنطاوى، فى الفترة الانتقالية الأولى، عقب ثورة يناير المجيدة، جهداً فوق طاقة البشر، وواصلنا العمل ليل نهار دون كلل حفاظاً على الوطن وأمنه واستقراره، وصوناً لمقدرات الشعب وحماية للجيش، وتلاحم صفوفه، وحملت مع كافة أعضاء المجلس الأعلى أمانة المسئولية بكل شرف وشجاعة وإيمان بالله والوطن، ملتزمين بالمصلحة العليا للبلاد، وباحترام إرادة الشعب، والحفاظ على مؤسسات الدولة، والوقوف بجانب الجماهير فى كل مكان». واستطرد «عنان»: بعد ثورة 30 يونيو، أجد نفسى فى خندق واحد مع جماهير الشعب، وهى تدافع عن حقها فى الحياة الكريمة، وتتطلع إلى حاضر أفضل، ومستقبل أزهى، وقد عاهدت نفسى دوماً على أن أبقى طيلة حياتى داعياً إلى وحدة الشعب وحريصاً على تماسك الجيش الذى ضرب أروع الأمثلة فى التضحية والفداء وهو يلبى نداء المصريين وتطلعاتهم فى ثورتين عظيمتين سعياً نحو التحرر والتقدم والنهوض، ورفضاً للفساد والاستبداد والإقصاء والاستحواذ ومحاولة العَبَث بهوية الوطن. وقال «عنان» فى تصريحات للصحفيين عقب المؤتمر، إن الجميع فى المؤسسة العسكرية على قلب رجل واحد، وإنهم فرسان هذه الأمة، ومن يريد الاصطياد فى «الماء العكر» خاب أمله. مضيفاً «مصر تتعرض لموجة من الإرهاب الأسود، لا تفرق بين شيخ وطفل أو رجل وامرأة، الأمر الذى يتطلب من الجميع التفانى، ومن فئات الشعب إعلاء مصلحة الوطن». ورداً على سؤال عن المرشح الذى سيؤيده فى الانتخابات، أكد «عنان» أنه سيدعم من يختاره الشعب. كانت حالة من الغضب والاستياء سادت بين الصحفيين والإعلاميين قبل دقائق من عقد المؤتمر الصحفى، بسبب مطالبة اللواء فتحى عمار، مدير حملة «عنان» الإعلاميين، عدم طرح أية أسئلة أو استفسارات على الفريق بعد إعلان بيانه، وطلبوا مراجعته فى هذا الأمر. وعلمت «الوطن» أن الفريق، اجتمع لما يقرب من 4 ساعات قبل بدء المؤتمر، مع كل من اللواء حسن الروينى، عضو المجلس العسكري السابق، والكاتب الصحفى مصطفى بكرى. من جانب آخر، قال نشطاء الإسكندرية فى تعقيبهم على انسحاب الفريق سامى عنان من انتخابات الرئاسة إن ذلك دليل على اتحاد المؤسسة العسكرية وراء مرشح واحد، متوقعين انضمام حملته لدعم المشير. وقالت مى محمود، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، إن باب الترشح للرئاسة وقانون الانتخابات الرئاسية لم ينته حتى الآن، لافتة إلى أن الحديث عن الانسحاب ليس له معنى قبل الدخول فى السباق الرئاسى من الأصل. وأضافت «مى» أن انسحاب الفريق سامى عنان من الانتخابات الرئاسية يدل على شىء واحد فقط، هو اتحاد أفراد المجلس العسكرى فى شخصية واحدة وهى المشير عبدالفتاح السيسى، وذلك لعدم تفتيت الأصوات.