أطلقت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، في قطاع غزة أمس، أكثر من 50 صاروخا على جنوب إسرائيل، ردا على مقتل ثلاثة من عناصرها، في غارة جوية إسرائيلية، أول أمس، وهو ما دفع الدولة العبرية إلى الرد ليلا، عبر شن نحو 30 غارة جوية على غزة. ووعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، ب:"مواصلة ضرب من يريدون إلحاق الضرر بنا"، مؤكدا أن "إسرائيل، ستتحرك ضد هؤلاء، في شكل قوي جدا"، كما نقل عنه متحدث باسمه. وحذر نتانياهو إذا لم يكن ثمة هدوء، في جنوب إسرائيل، فستكون هناك ضجة في غزة. وندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والذي يقوم بأول زيارة رسمية لإسرائيل، ب"الهجمات من غزة"، معتبرا أنها:"همجية، كونها تستهدف السكان المدنيين"، وفق بيان للرئاسة الإسرائيلية. وبدورها، نددت الخارجية الأمريكية، بما اعتبرته "هجمات إرهابية"، مؤكدة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". وقال شهود في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، إن: "طائرات الاحتلال، شنت أربع غارات، على الأقل على المدينة، استهدفت إحداها موقعا لسرايا القدس (الجناح المسلح للجهاد الإسلامي)". كذلك، قال شهود في بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع إن:"الطائرات الإسرائيلية، أطلقت صواريخ عدة، على موقع يتبع لسرايا القدس". وأكد الجيش الإسرائيلي، أنه استهدف 29 موقعا إرهابيا في قطاع غزة، وكانت دبابات اسرائيلية على الحدود قصفت موقعين. وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، بإغلاق معبري كرم أبو سالم و إيريز، مع القطاع، حتى إشعار آخر، مستثنيا في قراره الحالات الإنسانية. وذكر الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق بأن "هذا أكبر هجوم على إسرائيل، منذ عملية (عمود السحاب)، العسكرية الإسرائيلية في نوفمبر 2012، على قطاع غزة ، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأكد الجيش أن: "آلاف الإسرائيليين، الذين يقيمون في المنطقة الجنوبية، توجهوا إلى الملاجىء"، وأكد أن "حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، مسؤولة عن الهجمات القادمة من قطاع غزة"، ولم ترد معلومات عن وقوع أي إصابات. ومن جانبها، حملت حكومة حماس، أمس، إسرائيل مسؤولية التصعيد في غزة، محذرة من:"تداعيات هذا الأمر. وقال إيهاب الغصين، المتحدث باسم حكومة حماس، في بيان:"نحمل الاحتلال المسؤولية، ونحذر من تداعيات أي تصعيد، ونؤكد أن المقاومة حق للشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه". وأكد أن"الفصائل الفلسطينية، فصائل حكيمة، وتبحث عن مصلحة الشعب الفلسطيني، وتنطلق في قراراتها من هذا المنطلق، وترى أن التهدئة مصلحة والاحتلال يقوم باختراقها". كما طالبت حماس، في بيان أمس، بوقف هذه التهديدات الإسرائيلية، ووقف أي عدوان على قطاع غزة، وطالبت المقاومة الفلسطينية، والأذرع العسكرية بإدارة الميدان بحكمة ووعي، وفهم واقتدار، وبما يضمن الحفاظ على دماء أهلنا ومصالح شعبنا"، فيما يبدو إشارة إلى عدم رغبتها في التصعيد مع إسرائيل، أو المشاركة فيه. وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن:"نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ، قام باعتراض ثلاثة صواريخ". ورفعت الشرطة الإسرائيلية، حالة التأهب في جنوب إسرائيل، وقالت إن:"الصواريخ سقطت على طول الحدود ، مع قطاع غزة، حيث سقط واحد منها، بالقرب من مكتبة عامة، في بلدة سديروت، وآخر بالقرب من محطة وقود". وقالت (سرايا القدس)، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان مقتضب:"سرايا القدس ترد على العدوان، برشقات من الصواريخ"، وذلك بعد مقتل ثلاثة من عناصرها، أول أمس، في غارة جوية إسرائيلية، جنوب قطاع غزة، مشيرة إلى أنها أطلقت أكثر من 130 صاروخا و قذيفة. وأكد أبو أحمد المتحدث باسم السرايا، في بيان صحفي، على الموقع الإلكتروني لكتائبه إن:"السرايا ستوسع نطاق الرد، في حال استمر العدوان الصهيوني، وإنها جاهزة لتقديم التضحيات، في سبيل الله، مهما كلف ذلك من ثمن". ومن جهته، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، في قطاع غزة، داود شهاب:"الجهاد لم يكن معنيا بالتصعيد، لكن إسرائيل ارتكبت انتهاكات كبيرة إلى حين وصلت هذه الانتهاكات، إلى مستوى تنصل إسرائيل من البند، الذي يلزمها بعدم العودة إلى سياسة الاغتيالات". وأضاف:"كان يجب أن تصل رسالة، مفادها أن إسرائيل إذا ما استمرت بسياسية الاغتيالات، فإنها ستقابل برد فلسطيني قوي"، معتبرا أن "إسرائيل هي من تقوض التهدئة الآن". ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، إلى "إعادة احتلال قطاع غزة، بعد إطلاق الصواريخ". وقال ليبرمان للقناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية:"بعد هجوم كهذا، لا يوجد بديل عن إعادة احتلال كل قطاع غزة، بشكل كامل". وانسحبت إسرائيل، في صيف 2005، من قطاع غزة، من دون اتفاق مع الفلسطينيين. هذا، وقتل ثلاثة ناشطين ينتمون إلى (سرايا القدس)، في غارة جوية، شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، أول أمس، جنوب قطاع غزة. وشارك العشرات من مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى آلاف من الفلسطينيين في تشييعهم، وسط دعوات إلى الانتقام. من جهتهما، قالت بعثتا الاتحاد الأوروبي، في القدسالشرقية و رام الله، أمس، في تقريرهما أن:"حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، ما زالت تشكل أقوى تهديد داخلي لحركة حماس، سياسيا وعسكريا، حيث ما زال التمويل الإيراني، يتدفق للجهاد الاسلامي".