اطلقت حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية في قطاع غزة الاربعاء اكثر من خمسين صاروخا على جنوب اسرائيل ردا على مقتل ثلاثة من عناصرها في غارة جوية اسرائيلية الثلاثاء، ما دفع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى التوعد برد "قوي للغاية". واكد نتانياهو في تصريحات نقلها احد المتحدثين باسمه "سنواصل ضرب كل من يعتدي علينا، وسيكون ردنا قويا للغاية". وذكر الجيش الاسرائيلي بان هذا اكبر هجوم على اسرائيل منذ عملية "عمود السحاب" العسكرية الاسرائيلية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2012 على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. وقال مصدر امني اسرائيلي لوكالة فرانس برس "لقد تجاوز عدد الصواريخ الخمسين الان وما زالوا يواصلون اطلاق المزيد"، ما يجعل عدد الصواريخ التي اطلقت الاربعاء يتجاوز عدد تلك التي اطلقت من قطاع غزة على اسرائيل منذ بداية العام 2014. واكد الجيش الاسرائيلي ان الاف الاسرائيليين الذين يقيمون في المنطقة الجنوبية توجهوا الى الملاجىء، واكد ان حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة "مسؤولة عن الهجمات القادمة من قطاع غزة". ولم ترد معلومات عن وقوع اي اصابات. من جانبها، حملت حكومة حماس الاربعاء اسرائيل مسؤولية "التصعيد" في غزة محذرة من "تداعيات" هذا الامر. وقال ايهاب الغصين المتحدث باسم حكومة حماس في بيان "نحمل الاحتلال المسؤولية ونحذر من تداعيات أي تصعيد ونؤكد ان المقاومة حق للشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه". وبحسب الجيش الاسرائيلي فان نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ قام باعتراض ثلاثة صواريخ. ورفعت الشرطة الاسرائيلية حالة التأهب في جنوب اسرائيل، وقالت ان الصواريخ سقطت على طول الحدود مع قطاع غزة حيث سقط واحد منها بالقرب من مكتبة عامة في بلدة سديروت واخر بالقرب من محطة وقود. وقالت سرايا القدس في بيان مقتضب "سرايا القدس ترد على العدوان برشقات من الصواريخ" بعد مقتل ثلاثة من عناصرها الثلاثاء في غارة جوية اسرائيلية جنوب قطاع غزة مشيرة الى انها اطلقت اكثر من تسعين صاروخا. من جهته، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة داود شهاب لوكالة فرانس برس "الجهاد لم يكن معنيا بالتصعيد لكن اسرائيل ارتكبت انتهاكات كبيرة (...) الى حين وصلت هذه الانتهاكات الى مستوى تنصل اسرائيل من البند الذي يلزمها بعدم العودة الى سياسة الاغتيالات". واضاف "كان يجب ان تصل رسالة مفادها ان اسرائيل اذا ما استمرت بسياسية الاغتيالات فانها ستقابل برد فلسطيني قوي" معتبرا ان اسرائيل "هي من تقوض التهدئة الان". ودعا وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الى "اعادة احتلال" قطاع غزة بعد اطلاق الصواريخ. وقال ليبرمان للقناة التلفزيونية الاسرائيلية الثانية "بعد هجوم كهذا، لا يوجد بديل عن اعادة احتلال كل قطاع غزة بشكل كامل". وانسحبت اسرائيل في صيف العام 2005 من قطاع غزة من دون اتفاق مع الفلسطينيين. وقتل ثلاثة ناشطين ينتمون الى سرايا القدس في غارة جوية شنتها الطائرات الحربية الاسرائيلية الثلاثاء في جنوب قطاع غزة. وشارك العشرات من مقاتلي حركة الجهاد الاسلامي بالاضافة الى الاف من الفلسطينيين في تشييعهم وسط دعوات الى "الانتقام". وكان المتحدث باسم سرايا القدس ابو احمد اكد الثلاثاء "ان "كل الخيارات باتت مفتوحة" لكنه تابع "لا نتنصل من التهدئة ولكن من حق سرايا القدس الرد على الاعتداء الصهيوني في المكان والزمان المناسبين". من جهتهما، قالت بعثتا الاتحاد الاوروبي في القدسالشرقية ورام الله في تقرير حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه الاربعاء ان "حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية ما زالت تشكل اقوى تهديد داخلي لحركة حماس سياسيا وعسكريا حيث ما زال التمويل الايراني يتدفق للجهاد الاسلامي".