يجلس مع القط البرى، يلعب معه، يقوم بإطعامه، بعدها يتركه ليلقى نظرة على ثعبان الكوبرا السام، ثم يذهب للاطمئنان على الأسد، فالأسد يعرفه جيداً، ويأخذ من يده الطعام كل يوم، حب محمد طلبة الأول والأخير هو الحيوانات: «أنا اتولدت لقيت نفسى عايش وسط الحيوانات، المفترسة والأليفة، ولقيتنى باحبهم وبيحبونى»، هكذا ورث الشاب الثلاثينى حب الحيوانات عن أبيه وجده، حيث يعملون فى تجارة وتربية الحيوانات المختلفة منذ سنوات عديدة بمنطقة أبورواش. «التعامل مع الحيوانات المفترسة بيقوى الإنسان، إلا إنه بيخلى عنده مشاعر وحُب تجاه كل شىء وأى شىء»، قالها «طلبة» مؤكداً أن الحيوانات المفترسة تحب من يحنو عليها، وقد تكون أحن من البشر، تحب وتكره حسب حُسن أو سوء تعامل الشخص معها. «الأسد على الرغم من شراسته وخوف الناس منه، عمره ما ضرنى، يعنى هيضر اللى بيأكّله ويشرّبه ويحمّيه؟».. هكذا وضح «طلبة» تعامله مع الأسود التى تفهم وتشعر بمن يعتنى بها: «أهم حاجة ماحدش يستغبى الحيوان اللى بيتعامل معاه، لأنه لو حس إنك بتستهتر بيه ومش بتحترم وجوده، هيكرهك». أكثر الحيوانات ذكاء هو النسناس، حسب «طلبة» وأقربها إلى قلبه هو «القط البرى» أو كما يطقون عليه فى مصر «الفهد المصرى» وهو شبيه بالقطط الأليفة، ولكنه حاد الملامح وقوى الجسد: «على قد ما باحبه، لكنه أحياناً بيكون غدّار وشرس جداً خاصة مع الغريب، ومش أى حد يعرف يتعامل معاه»، أما الثعابين فهى دون مشاعر ولها طريقة معينة فى التعامل يدركها «طلبة» جيداً. يتعامل الشاب الثلاثينى مع 36 نوعاً من الثعابين، 16 منها غير سامة، و8 سامة، أخطرها وأغلاها الكوبرا الذى يتغذى على السحالى والضفادع، ويصل سعره إلى 200 جنيه: «على الرغم من إن أكتر حاجة باتعامل معاها هى التعابين، فإنها أقل الحيوانات مشاعر، باحس إنها حجر، يعنى مثلاً أن باقعد أكلم القرد، وبأكّله وباحس إنه قريب من البنى آدم جداً، ولما بازعّق له بيفهم، وكمان النسر بيفهم ويهدى وبيستجيب وبيسمع الكلام كمان»، مؤكداً أن أكثر الحيوانات التى تأخذها جمعيات البحث العلمى، وكليات الطب والصيدلة للقيام بعمليات التشريح والتجارب عليها هى الضفادع تليها الفئران.