طوال أيام الأسبوع يجلس يوميًا في حديقة منزله شاردًا في الأحداث الجارية، يفكّر في طريقة يعبّر من خلالها عن حبه الجارف لوطنه، يبكي على أرواح الشهداء الذين اعتاد أن يرى مشاهد من الأسى لأهاليهم عقب سماع كارثة ما حدثت في مصر عبر شاشات التليفزيون، يضع نفسه في أماكنهم قائلاً "شباب مصر بقى يموتوا على إيد إرهابيين ومن جوه بلدهم، رحمتك يا رب". محمد خيري، مواطن مصري، قرر أن يضع أعلام مصر على أطراف حديقة منزله من الخارج، مقسمًا 20 علمًا بينه وبين حديقة جيرانه، "دي أقل حاجة ممكن أعملها عشان أنا مصري وبحب بلدي، مش عايز حاجة من حد غير إنهم يسيبوني في حالي، كل ما حد يعدّي ويشوف أعلام مصر وأنا حاططهم جنب بعض، يفتكرني طمعان في مجلس شعب ولا عيني على منصب"، متسائلاً: "هي الناس بقت أفكارها كلها وحشة ليه.. حصلكوا إيه يا ولاد بلدي؟"، مضيفًا "أنا راجل كبير ومش بإيدي حاجة أعملها غير إني أساعد الناس اللي محتاجة من اللي ربنا رزقني بيه في الدنيا، وأعبّر عن حبي لمصر بطرقتي، أنا زي كل الناس اللي بتحب بلادها من قلبها ومكسورين من شبابنا اللي بيروحوا هدر". يرى الرجل الخمسيني، أن التصدي للإرهاب يأتي بالوقوف أمام الإرهابيين بعلم مصر فقط، "عشان نواجه الإرهاب في بلدنا ولا هنمسك سلاح ولا هنبقى إرهابيين زيهم، احنا نمتلك الأقوى وهو علم مصر اللي هيفضل رافع راسنا قدام أي عدو، كل واحد فينا يحط قدام بيته وفي البلكونة وفي الشوارع وفي كل مكان بدل العلم اتنين وتلاتة، بالطريقة دي مش هيلاقوا مكان بينا، عشان دول مغيبين وليهم يوم يعرفوا فيه إن علم مصر مش مجرد حتة قماشة يحرقوا فيها زي ما أعدائنا بيعملوا، هيعرفوا إن مصر قد الدنيا كلها ومفيش حاجة هتوقعها".