رغم أن الزمن زمانهم والبلد أصبحت تحت حكمهم، فإن بعض ممارسات التمييز التى كانت متبعة ضدهم أيام مبارك لا تزال قائمة، فالإسلاميون طوال فترة حكم مبارك للبلاد، كانوا ممنوعين من دخول كل المؤسسات والجهات التابعة للقوات المسلحة، بما فيها المستشفيات والأندية، وبعد سقوط النظام وسيطرة الإسلاميين على المشهد السياسى وانتخاب أحد الإسلاميين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ليكون رئيساً للبلاد، لم يتغير الحال وبقيت لافتة «ممنوع دخول القطط والكلاب والأسلحة والمنتقبات والملتحين» معلقة فى مدخل كل منشأة تابعة للقوات المسلحة. هى قضية أصبحت شائكة ويمكن اعتبارها شوكة فى ظهر الدكتور محمد مرسى، باعتباره واحداً من الملتحين الممنوع عليهم دخول هذه الأماكن، ورغم اعتراض المنتقبات والملتحين على هذه السياسة خاصة بعد تولى «مرسى» فإن شيئاً لم يتغير. مبادرات ووقفات كثيرة نظمها إسلاميون بعنوان «ضد منع المنتقبات والملتحين من دخول المستشفيات والنوادى العسكرية»، مؤكدين أن «العدالة الاجتماعية» أهم شعارات ثورة 25 يناير، ومن هؤلاء عبدالرحمن عز الذى يعمل مذيعاً بقناة «مصر 25» التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، الذى قام بتحرير محضر ضد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ومدير دار «الإشارة» التابعة للقوات المسلحة، بصفتهم الشخصية بعد منع والدته من دخول الدار لأنها منتقبة، وقال: «شعرت والدتى بإهانة بعد منعها من الدخول، ورغم أننا طلبنا سيدة للاطلاع على وجهها فإنهم أصروا على الرفض». «دى تعليمات بتجيلنا من فوق وما علينا إلا التنفيذ».. قالها منير الذى يعمل موظف أمن بدار الدفاع الجوى بمدينة نصر، مشيراً إلى أن هذه التعليمات بدأت تتغير وأصبح مسموحاً للملتحين بالدخول لكن المنتقبات مازلن ممنوعات. «هذا الموضوع حله دينياً وليس سياسياً».. اللواء فؤاد علام الخبير الأمنى وصف قرار منع المنتقبات أو الملتحين من الدخول إلى المنشآت العسكرية بالقضية الشائكة التى تحتاج إلى حوار مجتمعى وفتوى من الأزهر تبيح مدى قانونية ارتداء هذا الزى، وتكون هذه الفتوى ملزمة لكل الجهات. المرسوم الذى أصدره المجلس العسكرى فى أكتوبر الماضى الخاص بقانون مكافحة التمييز الذى يمنع التمييز بين الأفراد بسبب الجنس أو اللغة أو الأصل أو الدين أو العقيدة، لم يعرف طريقه إلى التطبيق كما قالت شيرين موظفة الاستقبال بدار الدفاع، حيث يسمح بدخول المنتقبات بشرط واحد فقط وهو خلع النقاب وارتداء كمامة طوال فترة وجودها بالدار وإذا شوهدت مرتدية النقاب يتم طردها.