هل فكرت يومًا التخلي عن سيارتك واللجوء إلى ركوب الدراجة أو وسائل النقل النظيفة؟ هل تخيلت الشوارع هادئة لا تعج بضجيج السيارات والزحام والضوضاء الذي يعكر صفو الصباح الهادئ؟ يصادف اليوم، الموافق 22 سبتمبر، الاحتفال ب"اليوم العالمي بلا سيارات". تعود أولى المبادرات ل اليوم العالمي بلا سيارات"، إلى عام 1956 حينما اضطرت عدد من الدول إلى اتخاذ إجراءات صارمة من أجل الحد من استعمال السيارات، ولجأت بلجيكا وهولندا وسويسرا إلى إقرار يوم واحد أسبوعيًا دون سيارة في الفترة من نوفمبر 1956 إلى يناير 1957، كمحاولة لتخفيف استهلاك النفط واستخدام السيارات بعد قرار تأميم قناة السويس في مصر، وكذلك لتخفيف الزحام والحفاظ على البيئة ومواجهة الضجيج والضوضاء. وفي عام 1998 أُطلقت مبادرة اليوم العالمي دون سيارات في أوروبا، في إطار ما سُمي ب"أسبوع النقل"، ولكن صعوبة تطبيق القرار جعلتهم يحددون يوم واحد هو 22 سبتمبر للاحتفال بذلك اليوم. الهدف من ذلك اليوم، بحسب ما تشير صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، هو "تشجيع تحسين النقل الجماعي واستخدام الدراجات والمشي وتطوير المجتمعات التي تكون فيها الوظائف قريبة من المنزل وبحيث يكون التسوق ضمن مسافات يمكن قطعها سيرا على الأقدام". تلك الأزمة انطلقت تحديدًا بسبب أزمة النفط العالمية التي حدثت في عام 1973 بعد أن كان سبق وتم إجراء تلك التجربة في عدة بلدان أوروبية في سنوات الخمسينيات، ولكن بدءً من عام 1994 أصبحت دعوة التخلي عن السيارات أكثر تنظيمًا، حتى انتهى الأمر بإقرارها رسميا كمبادرة عبر أوروبا في عام 2000. ومنذ عام 2000، بدأت دول عدة في الانضمام إلى ذلك الاحتفال، وسط دعوات متزايدة للتخلي عن السيارات وممارسة رياضة المشي خلال إجراء الأعمال اليومية الاعتيادية. وبحسب ما أشارت صحيفة "واشنطن بوست"، فقد اعتمدت الأممالمتحدة اليوم العالمي دون سيارات، باعتباره واحدا من الآليات الأساسية التي تتبناها الأممالمتحدة لتشجيع الوعي العالمي والعمل من أجل البيئة والتوعية بمخاطر التلوث والزحام والضجيج، إلا أن الأممالمتحدة تشير إلى أن الالتزام بتلك الدعوة لا يزال ضعيفا إلى حد كبير في الدول النامية، في وقت تشير فيه "واشنطن بوست" إلى أن عدم الالتزام ذلك يرجع إلى حد كبير إلى ندرة وسائل المواصلات الصديقة للبيئة أو انعدامها تماما في بعض الدول النامية. وأشارت وكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن عدد من المراقبين والمهتمين بالمجال البيئي أرجعوا غياب هذه المبادرة بالدول النامية إلى صعوبة تطبيقها لهشاشة بنية المواصلات بالمدن وانعدامها في أماكن أخرى، مشددين على دور الجمعيات ومنظمات حماية البيئة التي يجب أن تحمل على عاتقها تلك المواضيع الهامة، وتشجع الناس على الانخراط بكثافة في مبادرات من هذا القبيل.وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن "المنظمات البيئية تتفاعل مع ذلك الحدث، وتقوم عادة بعمل حملات توعوية تجاه أهمية التخلي عن المركبات واستخدم وسائل التنقل النظيفة داخل المدن من أجل الشعور بنقاء الهواء والتنفس بحرية. ويقوم بعض النشطاء في جميع أنحاء العالم أيضاً ببرامج تعليمية للأطفال خلال هذا اليوم في المدارس". وبحسب الوكالة المغربية، فإنه على الرغم من هذه المحاولات والطابع الاحتفالي ل"اليوم العالمي بدون سيارات"، فإن تلك المبادرات تضع المواطنين والسلطات على حد سواء، أمام مسؤولياتهم حول أهمية تعديل السلوك تجاه البيئة، لا سيما في ظل تأكيد الإحصائيات الأممية على أن النقل الحضري هو المصدر الرئيسي لثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، إذ يشكل 40% من إجمالي الانبعاثات.