يستعد المشير عبدالفتاح السيسى لدخول الانتخابات الرئاسية، محملاً بأعباء كثيرة، قد لا يكون له دخل فى بعضها، أما البعض الآخر فقد تحمله راضياً مؤمناً بدوره الذى قام به وهو يعرف أن الثمن الذى سيظل مطالباً بدفعه هو عمره!! «السيسى» لا يكتفى بما يحمله وفيه من الألم الكثير، ولكنه مطالب وهو يتقدم للترشح أن يحمل للشعب الأمل ببرنامج يواجه حالة الفقر والانهيار الاقتصادى والاجتماعى والأمنى فى مصر، فهل سنرى برنامجاً قابلاً للتنفيذ، أم سيكون أفكاراً على ورق يطير فى الهواء وهو يواجه رياح الواقع؟!! أعباء الماضى القريب بدأت بقرار «السيسى» الانحياز إلى الشعب فى 30 يونيو، متحدياً قوة التنظيم الدولى المغزول فى شبكة المصالح العالمية، مسقطاً نظام الإخوان فى مصر بعد أن ذاق حلاوة السلطة، وأحس بأن مشروع الخلافة على مرمى البصر، ولو استدعى الأمر أن تقسم البلاد وتفتح الحدود للإرهابيين من كل صوب، لذا فإن رأس «السيسى» وتدمير الجيش المصرى هما الثمن الذى يرتضيه الإخوان ومن خلفهم القوى الدولية، التى لم تفقد الأمل فى تحقيق مشروعها التفكيكى فى المنطقة حتى الآن!! بعض محبى «السيسى» أيضاً كانوا عبئاً عليه، كالإعلام الذى بالغ فى نفاق الرجل، مما استفز البعض الذى رأى فى ذلك صناعة للفرعون فيما لم يطلب الرجل هذا، ولكن كل شىء فى مصر أصبح يتحمل «السيسى» مسئوليته؛ قانون التظاهر، مواجهة إرهاب طلاب الجامعة من الإخوان، أى تجاوز من عسكرى أو أمين أو ضابط شرطة، زحمة المرور، إضرابات واعتصامات العمال والأطباء و.. و.. حتى جهاز علاج فيروسى سى والإيدز، أياً كان رأيك فيه، وكأنه مخترعه!! هكذا تم تحميل الرجل كل شىء يحدث فى مصر بعد الثورتين، وكأنه يلام أو يعاقب على وقوفه مع الشعب! وها هو يخرج من كل هذا إلى حلبة المنافسة الرئاسية، وعليه أن يعد الناس بالاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادى، فى وقت يصعب فيه الوعد بشىء إلا إذا كان كلام انتخابات.. ماذا سيفعل «السيسى»، وبماذا سيعد الناس وهو محاصر دولياً؟! لا يراهن أحد على الدعم المطلق لدول الخليج التى وقفت بجوار مصر، فهذه الدول قدمت الكثير، ولكن لديها مشكلاتها وأزماتها التى قد تجعل من الدعم مرحلياً والاستثمار مرهوناً بأمن مصر! هل يواجه «السيسى» الشعب بواقعنا، ويعلن إلغاء الدعم عن كل السلع، ليكون مقصوراً على الفقراء؟ هل يكون برنامجه الانتخابى معتمداً على وفاء رجال الأعمال لوطنهم، هؤلاء الذين يزينون قوائم أثرياء العالم؟! هل سيتضمن برنامج «السيسى» طريقاً للمصالحة والمسامحة وتعويض عائلات الضحايا، أيا كانت جرائمهم، فبالقانون وحده لن تصفو النفوس!! لا أعرف ماذا سيكون برنامج «السيسى» الانتخابى، وإن كانت كل الطرق تؤدى به إلى الرئاسة، ولكن ما أعرفه وأثق به أن «السيسى» فى موقف صعب ومسئولية كبيرة وابتلاء هائل، ويحتاج إلى الدعاء والمساندة؛ لأنه فى قادم الأيام لن ينام!!