لست من أنصار إختصار الجيش المصرى فى شخص وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى كما يتعمد الكثيرون الان؛ وأؤمن ان ما حدث فى 30 يونيو هو إنحياز من المؤسسة العسكرية كلها لإرادة الأغلبية الكاسحه من الشعب المصرى . ولكن الكثيرون نسوا كل المؤسسه العسكرية أو اختصروها فى شخص السيسى ؛ إنها عادتنا القديمه والمزمنه فى التعامل مع كل شخص اقترب ولو خطوة نحو الكرسى الكبير.. ورغم ان الرجل لم يعلن صراحة ترشحه لمنصب رئيس الجمهوريه حتى الآن ؛ ولكن الكثيرين راحوا يروجون له بل ويستعطفونه كى يترشح ؛ وبعضهم راح يعلن دعمه له ويحث الناس على التصوت له قبل ان يطرح الرجل برنامجه الانتخابى ؛ وقبل ان نقرأ هذا البرنامج ونحكم عليه وعلى جدواه وامكانية تنفيذه ؛ وانه ليس مجرد شعارات او امانى غير قابلة للتنفيذ .. ولان الشىء بالشىء يذكر ؛ فان اعلان البعض تأيدهم ودعمهم للسيسى قبل طرح برنامجه بل قبل اعلانه لترشحه اصلا ؛ يذكرنى بتظاهرة الاخوان دعماً لقرارات مرسى التى كانت لم تصدر بعد ولا احد من المتظاهرين يعرف ما هى تلك القرارات التى نزل لتأييدها !! نحن متخصصون فى ارتكاب نفس الاخطاء وبنفس الطريقه ؛ وكما كان التظاهر ضد مرسى كفر وعداء للدين غداً يصبح التظاهر ضد السيسى خيانه وعماله .. يرى الكثيرون ان ترشح المشير السيسى بات وشيكاً بعد ما استمع الجميع الى تسريباته ؛ وبعد بيان المجلس الاعلى للقوات المسلحه وبعد حواره مع جريدة السياسه الكويتيه ؛ ورغم اننى من الذين يقدرون دور السيسى فى 30 يونيو إلا اننى لم اكن اتمنى ان يترشح للرئاسه ؛ بل كنت اتمنى ان يستمر فى منصبه كقائد للجيش ؛ وحاميا لارادة الشعب ضد كل حاكم مستبد ؛ كنت اتمنى أن يظل السيسى محل اتفاق واجماع من اغلبية المصريين ؛ وان لا يكون محل اختلاف وجدل هو بلا شك مقدم عليه ان استقر به الحال على خوض الانتخابات . كنت اتمنى ان يحافظ على حب الشعب لجيشه وثقته فيه التى استردها فى 30 يونيو كنتى اتمنى ان ينأى بالمؤسسة العسكريه عن الصراعات السياسيه التى ستنال من ثقة الشعب فى اهم مؤسسات الدوله ؛ كنت اتمنى ان يأتى الرئيس القادم وهو مدرك انه سيحكم شعب يراقبة ويملى عليه ارادته وله جيش يحمى هذه الاراده .. كنت اتمنى ان نحافظ على هذا الترابط الذى جمعنا شعب وجيش فى 30 يونيو وأن لا ننقسم حول شخص واحد كلنا يقر دوره ووطنيته . جميعنا يدرك حجم المسؤلية والتحديات التى تنظر الرئيس القادم وانه اياً كان اسمه سيواجه انتقادات وصعوبات ؛ فطموحات الشعب ومتطلباته لا شك اكبر مما نملكه من امكانيات ؛ ونعلم جميعا ان الشعب صبر كثيرا ولم يعد لده صبر جديد على اى وعود براقه فقد سئم الاستماع اليها ولم يرى منها شىء .. كلنا يعلم ان الرئيس ايأ كان اسمه لن يكون ساحراً ليحقق هذه الامال والطموحات بين عشية وضحاها .. ارى ان الذين يدفعون السيسى الى الترشح فى هذا التوقيت وهذه الظروف لا يدركون حجم المخاطرة فى اختيار رئيس من المؤسسة العسكريه لتكون المؤسسة كلها محال اختلاف ونقد بعد شبه اتفاق واجماع لم نشبع منه بعد .. ان التوجه نحو اختيار رئيس ينتمى الى المؤسسة العسكريه يقودنا حتما نحو اسئلة كنا فى غنى عنها ؛ فماذا لو خرج الشعب على الرئيس السيسى يطلب رحيله ؟؟ ايكون ذلك اسقاط للمؤسسة العسكريه ؟؟ وماذا لو تمسك الجيش ببقائه ؟؟ واخيراً .. كنت اتمنى ان يهتف كل متظاهر ضاق صدره بمظلمة او فرغ صبره بانتظار حياة كريمة يرجوها اى هتاف اخر غير "يسقط حكم العسكر"