عام 1988، كان اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة للمباحث، برتبة مقدم شرطة، وكان يشغل آنذاك منصب رئيس مباحث قسم إمبابة لا يزال يتذكر تلك الجريمة التى أطلق عليها اسم الجريمة الضاحكة «المتهم اعترف بجريمة قتل.. والمجنى عليها دخلت عليه القسم أثناء شرحه لتفاصيل الجريمة». اللواء فاروق قال ل«الوطن» عن تفاصيل الواقعة «تلقيت بلاغاً من ربة منزل تتهم فيها طليقها بقتل نجلتها.. وحكت تفاصيل الواقعة وقالت للواء فاروق إنها تزوجت من طليقها منذ حوالى 16 سنة، وهو من سوهاج ولديهم محلات أقمشة فى منطقة إمبابة، وتعرفت عليه وتزوجت منه لمدة عام وعقب ذلك بدأت خلافات بينهما وهى حامل فى ابنتهما التى اتهمته بقتلها وانتهى الخلاف بالطلاق». وأضافت أثناء بلاغها للواء فاروق أنها اتفقت معه على أن يحضر لها البنت كل شهر مرة واستمر الوضع حتى بلغت الطفلة قرابة 16 عاماً وأثناء زيارة الفتاة لوالدتها بمنطقة إمبابة أخبرها أحد تجار الدواجن الموجودين بالمنطقة أنه يرغب فى الزواج من ابنتها.. وقالت إنها وافقت عليه إلا أن والدها رفض وأنها استغلت وجود ابنتها لزيارتها فى إحدى المرات وتمت خطبتها على ذلك الشخص، وعندما علم والدها بذلك أخذ منها ابنتها ولم يحضرها لمدة شهرين وأن طليقها حضر من سوهاج بعد ذلك وأشاع فى المنطقة أنه قتلها. وتابع اللواء «فاروق» أنه عقب الانتهاء من سماع أقوال المبلغة انتقل بصحبة قوة من المباحث إلى محل والد الفتاة وألقى القبض عليه واصطحابه إلى قسم شرطة إمبابة، وبدأ فى مناقشته حول اتهام طليقته له بقتل ابنتهما. ويضيف «فاروق» قائلاً «أنا لسه ماتكلمتش ولقيت المتهم اعترف بقتل نجلته وقال له إنه ارتكب الواقعة بسبب موافقتها على خطوبتها من أحد الأشخاص دون علمه وقال إنه عار وأنه غسل عاره أمام الناس وعائلته بسوهاج.. وشرح المتهم أنه قام بذبح نجلته ودفنها فى الصحراء بعد أن استدرجها بحجة السفر إلى القاهرة لزيارة والدتها. يستكمل فاروق قائلاً «والله أنا بعد كده طلبت من المتهم أن يدلنا على مكان الجثة.. وفجأة تردد المتهم فى أقواله وقال: أنا مش فاكر حاجة، وبعد كده قال إن شقيقه هو الذى قتلها قائلا: دى بنتى حد يقتل بنته يا باشا». يتابع فاروق قائلاً «أخذت المتهم وذهبنا إلى شقيقه فى منطقة بولاق أبوالعلا ورحت بيه على القسم.. وبعد ما وصلنا قلت له أنا محمود فاروق رئيس مباحث إمبابة إنت متهم بقتل نجلة شقيقك، وقف أمامى المتهم فى حالة ذهول ثم ضحك بشكل هستيرى وقال لى: يا باشا ممكن أقعد على الكرسى وأحكى لحضرتك تفاصيل الواقعة». يضيف فاروق «أنا كنت مستغرب جداً من طريقة المتهم فى الكلام «يقصد عم الفتاة» وبدأ فى شرح الواقعة وقال: يا بيه أنا ماقتلتش حد.. بنت أخويا عايشة وزى الفل ومتزوجة فى الإسكندرية وعندها محل فراخ هناك.. اللواء فاروق فى حالة ذهول وطلب حضورها من الإسكندرية وفى الصباح حضرت الفتاة وزوجها إلى ديوان القسم بإمبابة وسقط والدها فى حالة إغماء من الذهول بعد أن أقنعه شقيقه بأنه قتلها ودفنها فى الصحراء بسوهاج.. ينهى «فاروق» كلامه قائلاً «أنا كنت فى فيلم سينما اشتغلت على القضية 3 أيام ومفيش متهم ومفيش قتيل».