«كلنا إيد واحدة وقت الشدائد، والأهالى كانوا بيساعدونا فى نقل المرضى من الغرف القريبة من الانفجار».. بتلك الكلمات عبر عدد من المرضى والأهالى الذين شاركوا فى نقل المرضى المحجوزين بالغرف القريبة من موقع حادث التصادم أمام معهد أورام القاهرة، إلى سيارات الإسعاف لنقلهم إلى أقرب مستشفى بها أقسام للأورام. يقول محمد أحمد عثمان، الممرض بالمعهد بقسم الطوارئ: «فوجئنا بصوت ضخم وهزة قوية بالمعهد، فذهبنا إلى الخارج وفوجئنا بحريق ضخم بعدد من السيارات وتحطم الواجهة الأمامية للمعهد، أسرعنا إلى الغرف القريبة لموقع الحادث ونقلنا المرضى إلى سيارات الإسعاف التى تقلهم إلى أقرب مستشفى بها أقسام للأورام». "شهامة وجدعنة".. الأهالى يساعدون فى نقل المرضى إلى سيارات الإسعاف «الشعب المصرى أصله طيب وشهم»، بتلك الكلمات عبر «عثمان» عن تقديره للمواطنين لوجودهم على الفور بعد وقوع الحادث، وسعيهم الدؤوب لمساعدة الأطباء والممرضين والعمال فى نقل المرضى وإسعافهم، فضلاً عن نقل المصابين والمتوفين إلى المستشفيات الجامعية. وقال على محمود، المقيم بحى فم الخليج، إنه فور سماعه صوت الانفجار توجه إلى محيط المعهد: «سمعت صوت صراخ أحد أهالى المرضى يطلب المساعدة لإخراج أخيه من المعهد، وبالفعل تعاون الجميع فى نقل المريض إلى سيارة الإسعاف». كما رصدت «الوطن»، خلال جولتها بالمنطقة المحيطة بالمعهد سقوط جميع الواجهات الأسمنتية وأعمال التطوير التى يجريها المعهد، وتهشم زجاج النوافذ، بالإضافة إلى تلفيات فى عدد كبير من الأجهزة الطبية. وأكد الدكتور حاتم أبوالقاسم، عميد معهد الأورام التابع لجامعة القاهرة، أن جميع المرضى والعاملين فى معهد الأورام القومى بخير، مشيراً إلى أن آثار الحريق الضخم الذى اندلع، أمس، خارج المعهد لم تمتد آثاره إلى داخل المعهد ومستشفياته، موضحاً أن الحادث وقع ناحية المبنى الإدارى بعيداً عن غرف المرضى. عميد "المعهد": جميع عياداتنا تعمل بشكل طبيعى وأضاف «أبوالقاسم» ل«الوطن» أنه فور وقوع الحادث تم تشكيل غرفة طوارئ وعمليات برئاسة رئيس الجامعة لمتابعة جميع التطورات وأبعاد الحريق بالكامل، لافتاً إلى أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات والاستعدادات داخل مستشفيات قصر العينى لاستقبال أى مصابين من مصابى الحادث وقتها. وأوضح عميد معهد الأورام، أن جميع العيادات الخارجية بالمعهد مارست عملها دون أدنى مشاكل فى اليوم التالى للحريق، مؤكداً أنه لم يتم غلقها أمام المواطنين، بسبب الحادث، مؤكداً أن جميع التلفيات والخسائر كانت فى الواجهة الرئيسية للمعهد ولم يتأثر بها المعهد من الداخل، موضحاً أن واجهات المعهد تضررت ضرراً بالغاً وبعض الغرف على الواجهات. وأكد «أبوالقاسم» أنه لم يصب فى الحادث أى من المرضى المحجوزين بالمعهد خاصة الموجودين بالقرب من الأماكن التى تأثرت بالحادث، موضحاً أنه تم نقلهم إلى فرع المعهد فى التجمع الخامس والجزء التابع للمعهد القومى للأورام بمستشفى السلام هرمل، ونقل المصابين إلى مستشفى الطوارئ بقصر العينى ومستشفى قصر العينى التعليمى الجديد ومعهد ناصر. وتفقد وزير التعليم العالى، يرافقه المهندس محمد محسن صلاح، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، اليوم، مبنى المعهد القومى للأورام ومعاينة الآثار الناجمة عن الحادث لواجهات المبنى الإدارى للمعهد، وذلك للبدء فوراً فى إجراءات إعادة تأهيل وترميم المبنى الإدارى، ومعالجة الآثار الناجمة عن الحادث.