سمعنا كثيرا من "نشطاء السبوبة" أنه يجب على الجيش الابتعاد عن السياسة لأنه يخرّب الوطن ويقولون المثال الدال على ذلك هو ما حدث من أفعال المجلس العسكري في فترة توليه حكم البلاد المؤقت، والذي كان بمثابة تسيير الأمور ليس أكثر، وبالتطرق إلى المنظور العام ودون تشخيص، ولكن الاستعانة هنا بأسماء هي على سبيل المثال ليس أكثر، ودون التطرّق للشخص بعينه، هناك بعض الأسئلة التي تفرض نفسها للتوصل لإجابة، لكي تصبح هذه الإجابة دليلاً قاطعًا لإثبات صحة أو خطأ ما يدّعون: هل العشرون عاما تقريبا التي تولى فيها الحكم الرئيس جمال عبدالناصر ذو الخلفية العسكرية كانت مخرّبة للوطن؟! هل الأحد عشر عاما التي تولى فيها الحكم الرئيس محمد أنور السادات ذو الخلفية العسكرية كانت مخرّبة للوطن؟! هل الثلاثون عاما التي تولى فيها الحكم الرئيس مبارك ذو الخلفية العسكرية، ورغم تحفظنا على بعض الأخطاء ولكن هل كانت مخرّبة للوطن؟! هل المائة عاما تقريبا في عصر محمد علي وما بعده من ذوي الخلفية العسكرية كانت مخربة للوطن؟! هل في عهد الخلفاء الراشدين والفتوحات الإسلامية والخلفاء بعينهم كانوا ذا مرجعية عسكرية، فهل كانت مخربة للوطن؟! هل في العهد القديم تحت قيادة مينا موحّد القطرين كانت مخربة للوطن؟! عفوا، من يهاب الشرطة هو المجرم، ومن يهاب القانون هو من يعلم سلفا أنه خارج وسيخرج عن القانون، ومن يهاب الجيش هو العدو. اللي خربها هم المرتزقة والطابور الخامس والإخوان الإرهابيين وجهلاء يسقط حكم العسكر ومن استغلوا على الغلابة ماديا أو الغلابة فكريا لتخريب الوطن لإلصاقها في الجيش وجعل كثيرين يهتفون ويرددون يسقط حكم العسكر دون وعي أنها تطلق على العدو المحتل وينادون يجب على الجيش حماية حدود الوطن فقط وكأن الوطن هو حدود فقط، بل وجعلهم يسبون ويتهمون الذي حارب وضحى بدمه في حروب عدة لكي تظل مصر دائما مصر وحتى لو على حساب نفسه وأولاده وأسرته، وأبطال الحرب والسلام وقادة الجيش المصري البواسل الكثيرون، ومن وقفوا أمام القوى العظمى مؤخرا وقالوا لا لقواعد عسكرية أمريكية على أرض الوطن، واستطاعوا تحقيق ذلك، في حين أن هذه القواعد العسكرية موجودة في جميع الدول العربية دون استثناء عدا أرض الكنانة، ومع التحفظ على الأخطاء الملموسة فعليا ومتفق عليها دون جدال ولكنهم لم يخربوا الوطن للسعي للسلطة أو بيع الوطن لمن يدفع أكثر، وبالتالي فهذه الأخطاء لا ترتقي أو تستحق لأن يصنفوا كمجرمين و خونة، في حين أن الإرهابي المجرم المعترف بجرمه والذي يقتل أبرياء ويقتل في جنود وطنه ويسفك الدماء سعيًا للسلطة هو من يصبح وطنيا وشريفا ويتولى مسؤولية حكم الوطن ويؤتمن عليه. فعذرا أفيقوا، إن المدرسة العسكرية المصرية مصنع الرجال وخير جنود الأرض وإن رجالها أخطأوا، فلم ولن يخرج منها يوما خائن أو عميل يضحي بوطنه لمصلحته الشخصية والوصول للسلطة.