وسط ممرات ضيقة وباعة جائلين في رحاب مسجد الحسين، الآلاف جاءوا من شتى بقاع الأرض، لإحياء "الليلة الكبيرة" للمولد، مهللين ومكبرين في ليلة في حب الله وحب آل بيت رسوله الكريم. بعيدًا عن ازدحام الوافدين والمريدين، في ممر ضيق بالقرب من مسجد الحسين، وتحديدًا بمقهى "الفيشاوي" السياحي، جلس "محمود الهندي" لالتقاط أنفاسه، وسط بعض الرفاق، منشدًا ومبتهلاً، وقال "أنا ما حيلتي والعجز غاية قوتي.. نعم.. أنا ما حيلتي والعجز غاية قوتي وأمري جميعًا تحت حكم المشيئة فخلصني من آسر الطبيعة واهدني بنورك يا الله وواصل قطيعتي.. يا رب أنعم بتطهير الفؤاد من الهوى". هو فنان شعبي، "من محاسيب سيدنا النبي" بحسب هندي، منشد في مولد سيدنا الحسين، واشتهر بإتقانه الغناء باللغة الهندية، فهو ينشد ويبتهل بها، فأطلقوا عليه "محمود هندي"، "جاي في رحاب مولانا سيدنا الحسين بإذن الله الواحد القهار من محاسيب أهل مولانا سيدنا الحسين وكلنا بنحتفل بالمولد". غناء وابتهال "هندي" باللغة الهندية، خطف أسماع وأذهان المارة، وجميع المريدين الذين اتخذوا من مقهى "الفيشاوي" استراحة لمتابعة الاحتفال بالمولد، فصوته العذب، وإتقانه للهندية، وتعبيرات وجهه، تشكّل ملامح فنان شعبي موهوب، لابسًا جلبابه وشاله الأبيض، ويمتع جميع السامعين بكلماته في حب "رسول الله وآل بيته".