رجل ينتمى لجيل المثقفين، أثبت أن الموهبة وحدها لا تكفى، وتحتاج إلى شخصية قوية تدافع عنها، استطاع أن يهزم ظروفه الصعبة ليُكتب اسم «فاروق الفيشاوى» كبطل أول على «أفيشات» الأفلام وتترات الأعمال الدرامية، كونه على درجة عالية من الوعى الثقافى، أهَّله لاختيار أعماله الدرامية والسينمائية بعناية واضحة، حيث لم يتوقف إبداعه الفنى عند هذا الحد، إلا أنه اتجه إلى إنتاج عمل سينمائى، وهو «مشوار عمر» من تأليف وإخراج محمد خان، وكان هذا العمل مميزاً، وفكرة تقديمه فى ذلك الوقت مغامرة كبيرة. يُعتبر مسلسل «حافة الهاوية» من أهم أعمال الفنان الراحل، وكذلك «مخلوق اسمه المرأة» و«حضرات السادة الكدابين» و«رجال فى المصيدة» و«أولاد آدم» و«غوايش» و«على الزيبق» و«عصفور فى القفص» و«أبناء العطش» و«ليلة القبض على فاطمة». وترك «الفيشاوى» بصمات واضحة فى عالم السينما، إذ شارك فى أعمال عدة، منها «المشبوه» و«سوق المتعة» و«حبيبتى مَن تكون» و«نور ونار» و«أحلام مسروقة» و«فتاة من إسرائيل» و«أرض أرض» و«حائط البطولات» و«48 ساعة فى إسرائيل» و«الأنثى الدبور». محمود عبدالشكور: نجاح "المشبوه" كان سببه "الفيشاوى".. وكان ممثلاً مجتهداً يدعم موهبته بالثقافة والعلم من جانبه، قال الناقد محمود عبدالشكور، ل«الوطن»: «هناك مجموعة من الأعمال المميزة التى قدمها خلال مشواره الدرامى بدأها عندما كان وجهاً شاباً بمسلسل (السفينة التائهة) مع الفنان يحيى شاهين، بينما كانت محطة مسلسل (أبنائى الأعزاء.. شكراً) بمثابة علامة مميزة فى مشواره، ودوره بمسلسل (ليلة القبض على فاطمة)، ومسلسل (الحاوى) مع يحيى العلمى»، مضيفاً: «من علاماته الفارقة فى السينما فيلم (المشبوه) وكانت صعوبته بالنسبة له تمثيله أمام عادل إمام وسعاد حسنى، إلا أنه كان على مستوى هذا العمل وكان سبباً فى نجاحه». وتابع حديثه: «كان ممثلاً مجتهداً يدعم موهبته بالثقافة والعلم ويتميز بشخصية شجاعة يواجه مرضه ومشكلاته الخاصة وعيوبه ويعترف باستمرار بأخطائه.