أدان مجلس الجامعة العربية بشدة، في بيان ختامي تحت عنوان "خطورة استمرار الاقتحامات والاعتداءات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك"، انتهاكات إسرائيل المستمرة والمتواصلة للعدوان على المسجد الأقصى المبارك، حيث صعدت المنظمات اليهودية المتطرفة دعواتها التحريضية والنعصرية للاعتداء على المسجد الأقصى المبارك لاقتحام جماعي له لإثبات أن الهيكل المزعوم أصبح بأيديهم حسب زعمهم، في الوقت الذي بدأ وزراء السلطة القائمة بالاحتلال وأعضاء الكنيست مناقشة مشروع مقدم ل"الكنيست" الإسرائيلي لبسط السيادة الإسرائيلية الكاملة على المسجد الأقصى لنزع الولاية الأردنية الهاشمية عنه، والمحاولات المتكررة لبناء كنيس أمام أبواب المصلى الأقصى المبارك جزءًا لا يتجزأ من أراضي إسرائيل. وجدد مجلس الجامعة تحذيره من خطورة هذه الانتهاكات العنصرية المتطرفة والممنهجة بحماية وتشجيع وحراسة من جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي والتي تؤكد جميعها على هدف إسرائيل إحكام السيطرة على المسجد الأقصى المبارك تمهيدًا لهدمه وبناء هيكلهم المزعوم. وحمل المجلس إسرائيل المسؤولية الكاملة على خطورة المس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية والمسجد الأقصى الذي هو جزء من عقيدة الأمة الإسلامية تشد الرحال إليه، وأن أي تداعيات لذلك ستهدد استقرار المنطقة وستؤدي إلى العنف والكراهية وتنذر بصراع ديني. وأكد أنه لن يكون هناك سلام دون قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القسد الرشقية، مشيرًا إلى أن ما تقوم به إسرائيل هي محاولات لإفشال عملية السلام ونسف جهود المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الجارية برعاية أمريكية ولنشر الفوضى في المنطقة. وأكد المجلس أن تصاعد العدوان الإسرائيلي على مدينة القدس (عاصمة فلسطين)، والاستمرار في الاستيطان وتهويد المدنية المقدسة والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتزييف تاريخها لطمس إرثها الحضاري والإنساني والتاريخي والثقافي والتغيير الديمغرافي والجغرافي للمدينة، تعتبر جميعها إجراءات باطلة ولاغية بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واتفاقية جنيف واتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية. وأكد على دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية وحماية وصيانة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في إطار الرعاية الهاشمية التاريخية التي يتولاها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك الأردن، مؤكدًا على القرارات الأخيرة الهامة التي اتخذتها لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي برئاسة جلالة ملك المغرب بشأن حماية القدس ودعم صمود المقدسيين. ودعا المجلس المجتمع الدولي وبخاصة مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وأعضاء اللجنة الرباعية ومنظمة اليونسكو لتحمل المسؤولية الكاملة في الحفاظ على المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى المبارك وحمايتها من اللتهديدات الإسرائيلية استنادًا إلى ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي واتفاقية جنيف. وطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية توجيه رسائل احتجاج عاجلة إلى الإدارة الأميركية والأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بهذا الشأن لشرح خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك، وضرورة إعمال القانون الدولي وإلزام إسرائيل باحترام قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي واتفاقية جنيف ذات العلاقة إذا أرادت السلام وإذا أرادت أن تكون جزءًا من الأسرة الدولية، وضرورة وقف هذه الانتهاكات للمقدسات والتأكيد على أن القدسالشرقية هي جزء لا يتجزأ من أراضي دولة فلسطين التي احتلت عام 1967. وطلب من منظمة التعاون الإسلامي التحرك الفوري لحشد الرأي العام ولشرح خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى، ودعوة المجموعة العربية في الأممالمتحدة مع المجموعات الجغرافية لدراسة تقديم شكوى إلى مجلس الأمن. وقرر المجلس أن يبقى في حالة انعقاد دائم وفي جلسة مستأنفة لمتابعة الموقف لرفع تقرير إلى مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية 141 لأخذ التدابير اللازمة والتحرك المناسب لخطورة الموقف.