انتهيت لتوي من سنة الامتياز، إحساس رهيب بأنك أصبحت طبيبا.. يااااااه ياعبد الصمد، أخيرًا اتخرجت ومحدش له عندي حاجة (طبعا عبط السنين لأنك لسه ياما هاتشوف في مجاهل الدراسات العليا). تتصارع في ذهنك أفكار من نوعية: أنا هساعد المرضى.. أنا هاعمل اللى ما اتعملش... إلخ، وهي طبعًا أفكار حالمة تجول في أذهاننا جميعًا فور الانتهاء من سنة الامتياز ولكنها سرعان ما ترتطم بالواقع الأليم. بدأنا في كتابة الرغبات أنا وزملاء الكفاح، وطبعا كخريجين أوفياء من طب المنصورة كنا عارفين إننا رايحين في ستين داهية بالتراكمي الخاص بكل واحد فينا الذي يكفي بالكاد ليكون تكليفك في دولة مالي أو على أحسن تقدير السودان. هناك قاعدة رياضية شهيرة تفيد بأن مجموع كل 5 من خريجي المنصورة أقل من أو يساوي مجموع طبيب واحد من خريجي طنطا أو شبين أو قصر العيني.. المهم بدأنا في كتابة رغبات التكليف على موقع الوزارة الإلكتروني، وكانوا حوالي 200 وحاجة رغبة مش فاكر تحديدًا، بدأت بكتابة الأماكن الأقرب وهكذا لغاية آخر رغبة كانت تقريبًا حلايب وشلاتين، وبعد حوالي شهر من الانتظار.. وتخمينات وضرب أخماس في أسداس ومراجعة التوزيع الجغرافي الخاص بالسنين الماضية.. ظهرت نتيجة التكليف.. وكانت المفاجأة.