بعد ثورة 30 يونيو، التى أطاحت بنظام الإخوان من حكم مصر عن طريق عزل رئيسها «محمد مرسى» نزولاً على إرادة الشعب، رفضت بعض الدول الاستجابة لإرادة الشعب المصرى واتخذت موقفاً معادياً للثورة، لما نتج عنها من إرباك لحساباتها فى المنطقة، التى اعتمدت على دعم نظام الإخوان، وكانت الولاياتالمتحدة -التى ترقى علاقاتها بمصر إلى مستوى التحالف الاستراتيجى- على رأس تلك الدول، ما أثر بدوره على مستوى التحالف الاستراتيجى، خصوصاً فى مجالات التعاون العسكرى، بعد التلويح الأمريكى بقطع المساعدات وتجميد صفقات السلاح.. فى تلك الأثناء لم تقف مصر مكتوفة الأيدى أمام محاولات «لى الذراع»، وأخذت على عاتقها تعديل سياساتها الخارجية لتقوم على أساس التوازن وتبادل المصالح، وبدأت توطيد علاقاتها القائمة بالفعل مع روسيا، التى تدرج «الإخوان» على قوائم الإرهاب، وكانت زيارة المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، لموسكو مفزعة ومخيفة للجانب الأمريكى، لما أُعلن من اتفاق على التعاون العسكرى وصفقات كبيرة للأسلحة بين البلدين، وهى كانت رسالة واضحة ومعلنة من مصر بأنها لن تخضع للضغوط الأمريكية أو تقبل بتهديدات تؤثر على علاقاتها. وكان من نتاج تلك الزيارة، التى لفتت أنظار العالم، أن تتزامن زيارة وفد من الكونجرس الأمريكى لمصر بقيادة رئيس اللجنة الدائمة للاستخبارات، مايك روجرز، مع زيارة وفد روسى رفيع برئاسة قائد القوات الجوية، فيكتور بونداريف، فى آن واحد، فيما أشبه بمباراة «أمريكية روسية» للفوز بعلاقات قوية مع مصر، خصوصاً فى المجال العسكرى، وهو ما اعتبره محللون وخبراء استراتيجيون دليلاً واضحاً على استعادة مصر هيبتها وريادتها فى المنطقة، بمحاولات استرضائها من القطبين الأقوى فى الميزان الدولى.