متفرغا من عمله ومحددا مقصده حمل مطالبه وحزم متاعه واصطحب أولاده إلى رحلة اغتراب مؤقتة إلى العاصمة للتظاهر فى ثورة 24 أغسطس وإسقاط الإخوان «محمد عبدالعزيز أحمد هبة»، من مدينة السنطة بمحافظة الغربية، جاء للمشاركة فى التظاهر ضد حكم الإخوان المسلمين كعادته منذ أربعة شهور، وصل ركابه أمام منصة «الجندى المجهول»، «هبة» لم يأت وحيدا للمشاركة فى مليونية المنصة.. فكان بصحبته أولاده الخمسة وعدد من أصدقائه، جاءوا معه من البلدة نفسها ومن مدن ومحافظات أخرى. لا يريد «عبدالعزيز هبة» مطلبا شخصيا؛ فهو نقيب شرف متقاعد من القوات المسلحة ولديه ما يكفيه من أموال واحتياجات -حسب قوله- موضحا: «جيت لأنى لقيت الأمور غامضة والدنيا خربانة وكل حاجة ماشية بالعكس ولا شىء ماشى عدل». جالسا على «سجادة» فى ناحية بعيدة عن فعاليات المنصة، يراقب الهتافات ويدير مناقشات مع رفاقه، آراؤهم التى يتبادلونها ووجهات نظرهم جميعا تتجه للهجوم و«نشر غسيل» الإخوان المسلمين، يقول «الضابط المتقاعد»: «بيقولوا إحنا مسلمين وهما بيتاجروا بالدين». أحد مصادر استفزاز «عبدالعزيز هبة» وعائلته وأصدقائه الرجال المقربون من الرئيس محمد مرسى، والحديث باسمه وإطلاقهم تصريحات على لسان الرئيس -حسبما أوضح- ضاربا المثل بصفوت حجازى وعصام العريان وخيرت الشاطر، يقول منفعلا: «150 واحد بيتكلموا باسم مرسى، حتى بياع المسامير عندنا فى البلد بيتكلم باسمه.. هو مين الرئيس بالظبط؟»، أبناؤه فى مراحل تعليمية متفاوتة من الإعدادية وحتى الجامعة: «جيت أنا وولادى عشان خاطرهم وعشان البلد، لأنى أنا خلاص على المعاش، لا هبقى فى منصب ولا هكون ولا منتظر حاجة». أبناؤه الخمسة تركوه عند المنصة ومعه والدتهم وأصدقاؤه، يقول «هبة»: «ما رضيوش يقعدوا وركبوا عربيات بتنادى قصر الاتحادية وراحوا يتظاهروا هناك»، جمال الفقى -أحد أصدقائه- يقول، مهاجما سلوكيات وأفعال الإخوان: «لا جاز ولا بنزين ولا نور ولا صدق حتى»، معترضا على عدم التزامهم بما يقولون: «أنا مش ضد مرسى شخصيا ولا أى حد منهم، أنا خدمت 29 سنة فى الجيش وأعرف البلد دى إيه». «هبة» وصديقه «الفقى» يكشفان عن عدائهما الشديد للإخوان بالاستعانة بخزائن من المواقف المتراكمة، كان آخرها قيام أحد الشيوخ بالدعاء على «جمال الفقى» وذكره بالاسم على منبر مسجد «الصحابة» بالسنطة؛ لأنه كان مسئولا عن حملة أحمد شفيق الانتخابية فى السنطة وزفتى -حسب كلام «الفقى»- مملوءا غضبا منهم يقول: «هيعملولى إيه يعنى؟ قعدوا يدعوا على إسرائيل عشرين سنة، وفى الآخر زادت قوة وطغيان»، يؤكد «جمال الفقى» أنه معروف لدى الإخوان بالاسم، منتقدا الفوضى المرورية وتراكم القمامة ونقص الخدمات واتهام الفلول بها، مدافعا عنهم: «لو الفلول بالقوة دى كانت البلد اتهدّت من زمان». ورغم انتهاء فعالية المنصة وانصراف الموجودين جميعا إلى قصر الاتحادية، يصر «الضابط المتقاعد» فى كلامه على البقاء معتصما لحين سقوط الرئيس وإزاحة الإخوان عن الحكم -وفقا لقوله- قائلا: «أنا مستعد أقعد طول عمرى هنا.. عشان عاوز عيالى تعيش»، خوفه على ابنتيه «نبيلة وماجدة» دفعه لأن يرضى بأى رئيس يوفر لهم الأمن والأمان: «مش شرط اسم الرئيس عندى.. أى واحد يفهم قيمة الدولة»، مؤكدا أنه أجبر ابنته «نبيلة» على الاعتذار عن امتحانات العام الماضى بجامعة كفر الشيخ، بسبب غياب الأمن، زوجة «هبة» وجهت رسالة للرئيس تطالبه بالتجرد من «النخبة» الإخوانية: «مين بتوع النخبة دول؟»، موضحة: «ورينى إصلاح وحاجة كويسة وأنا أحبك»، متابعة أن كل مافعله الإخوان منذ مجيئهم «غلط».
