سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«خليفة حفتر»: تحرك الجيش ليس انقلاباً عسكرياً وسيتم الإعلان عن خارطة طريق لإنقاذ ليبيا تأسيس هيئة رئاسية مؤقتة وتجميد الإعلان الدستورى وتعطيل المؤتمر الوطنى والحكومة
أكد اللواء «خليفة حفتر»، قائد عام القوات البرية السابق، الذى حارب من قبل ضد نظام العقيد الليبى «معمر القذافى» بعد انشقاقه فى الثمانينات، أن تحرك الجيش ليس انقلاباً عسكرياً، وليس مدخلاً لحكم العسكر، إنما من أجل إعداد المناخ الملائم والآمن لأن يحكم الشعب الليبى نفسه عن طريق الانتخابات، معلنا عن خارطة طريق أهم أسسها تعطيل المؤتمر الوطنى العام والحكومة والإعلان الدستورى، وتشكيل هيئة رئاسية. وقال حفتر، فى بيانه المصور الذى تناقلته وسائل الإعلام: «إلى الشعب الليبى الجدير بالحياة والحرية والكرامة فى وطن دفع الأجداد والأحفاد ثمنه الغالى مرتين خلال مائة عام أرواحاً طاهرة ودماء ذكية وتضحيات، المرة الأولى لتحريره من الغزاة، وفى المرة الثانية لتحريره من الاستبداد والطغيان». وأضاف: «يعلن الجيش الوطنى الليبى، جيش الشعب الليبى وحارس الوطن وطليعة الفداء، أنه حسم خياره واتخذ قراره النابع من ضميره الوطنى المسئول والمستمد من الإدراك واليقين والثقة فى قدراته بإذن الله، على وضع حد لانفلات المارقين عن السوية وتغول قوى الظلم والطغيان الجديد من مجرمين خارجين عن القانون ومفسدين محاربين للقيم العليا السامية وإرهابيين معادين للحقوق البشرية وحقوق الإنسان». وقال «حفتر»: «وفى إصراره على حفظ الحياة والحقوق المقدسة لأبناء الشعب الليبى والمحافظة على كيان الوطن من الانقسام والاضمحلال والضياع ولحماية وترسيخ الديمقراطية باعتبارها الوسيلة المثلى لحكم الشعب من خلال الانتخابات وتداول السلطة ومنع الاستبداد والاحتكار وترسيخ التنافسية العالية فى كل المجالات وتحقيق الفصل بين السلطات والتوازن بينهما وإعلاء شأن القانون وقيم العدالة وآلياتها وحماية حرية التعبير والإعلام والتظاهر وتأسيس المنظمات والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنى». وقال «حفتر»: «تحت نداء الحق (الله أكبر) وفى ظل راية الاستقلال وها قد حانت ساعة الانطلاق نحو غد حقيقى ليس متسربلا بالأكاذيب ولا متوشحا بالخداع ونحو أفق جديد تزول فيه المعوقات ويشفى فيه الوطن من أمراضه الموروثة والمستحدثة من انعدام الأمن والأمان وفوضى السلاح والتدخلات الخارجية والصراعات الجهوية والقبلية، والقتل وانعدام القانون والاغتيالات التى وصلت حتى الأطفال، وكذلك تطاول أفراد النظام السابق الذين يريدون عودة العائلات المتسلطة إلى القصور والإدارة واستنزاف طاقات الوطن وثرواته، وغيرها من مشاكل تنذر بزوال ليبيا». وقال «حفتر»: «لكل هذا فإن الجيش الوطنى الليبى مضطر لا مختار، لينقذ الوطن ويساهم مع جميع المواطنين الشرفاء والثوار فى فتح أبواب الحياة أمام ليبيا وشعبها، وإغلاق أبواب الخطر لا ليحكم ولا ليتحكم ولكن لتوفير المناخ الآمن والظروف الملائمة لأن يحكم الشعب الليبى من خلال الانتخابات الحديثة». وأضاف: «وليس هذا التحرك انقلابا عسكريا بالمعنى التقليدى ولا مدخلا لحكم عسكرى فذلك ما نرفضه وتجاوزه الزمن وما جعلته الثورات الشعبية ضربا من الخيال والمحال». وأضاف «حفتر»: «وتأكيداً لذلك تعلن القيادة العامة للجيش الوطنى الليبى عن مبادرتها بتقديم خارطة طريق سيتم تقديم تفاصيلها فى وقت لاحق خلال بضعة أيام بعد دراستها من كل القوى الوطنية ومناقشتها مجتمعيا تقوم على الأسس التالية: أولاً تأسيس هيئة رئاسية مؤقتة تمثل فيها كل القوى والأطراف الوطنية التى تنتهج العمل السلمى وترفض الاحتكام إلى السلاح يتم اختيارها بالتشاور بين الرموز الوطنية الثورية ويرأسها المستشار رئيس المجلس الأعلى للقضاء وتناط بها الاختصاصات ذات الصبغة السيادية، وكذلك الاختصاصات التشريعية ذات الطبيعة العاجلة التى تتطلبها المرحلة الانتقالية». وفى ثانى الأسس، تقوم الهيئة الرئاسية بتكليف شخصية وطنية لتشكيل حكومة مؤقتة غير موسعة تتولى الاختصاصات التنفيذية ذات الطبيعة الوطنية العامة مع إحالة كل الصلاحيات الإدارية والمالية ذات الطبيعة المكانية إلى الإدارة المحلية حسب التنظيم الذى يتم اعتماده. وثالث الأسس، يتم تشكيل مجلس الدفاع الوطنى ويتبع هيئة الرئاسة ويكون له كامل الاختصاصات ذات الطبيعة العسكرية ووضع وتنفيذ الخطط الأمنية لحماية الوطن والدولة وتنظيم عمل واستخدام السلاح وضبط العلاقة التكاملية بين الجيش النظامى وكتائب الثوار إلى حين إدماجها واستيعابها فى صفوف الحماية الوطنية الكاملة. ورابعاً، التفعيل الفورى للقضاء والمؤسسات القضائية وتنفيذ مقتضيات العدالة الانتقالية والظروف الملائمة للمصالحة الوطنية. وخامس الأسس، قال «حفتر»: «نعلن أن المؤتمر الوطنى العام والحكومة المؤقتة المنبثقة عنه فى حكم التوقيف عن أداء مهامهما واختصاصاتهما ويعد الإعلان الدستورى المؤقت الصادر عن المؤتمر الوطنى مجمداً إلى حين إيجاد الآليات المناسبة». ودعا «حفتر»، فى ختام بيانه، المواطنين إلى ممارسة حياتهم الطبيعية وأن يساندوا ويساهموا فى تنظيم الأمن، وأن يلتزم كل أفراد الجيش والشرطة بمعسكراتهم. وقاد حفتر القوات المسلحة الليبية خلال الحرب الليبية التشادية وانتصر هناك واحتل تشاد فى فترة قصيرة، وبعد أن طلب من القذافى الدعم المتوافر آنذاك لم ينفذ الطلب خوفاً من أن يرجع «حفتر» منتصراً ويستولى على حكم ليبيا. وأسر «حفتر» مع مئات الجنود الليبيين فى معركة وادى الدوم يوم 22 مارس 1987. وبعد الأسر انشق هو وبعض من رفاقه من الضباط على القذافى فى سجون تشاد وأفرج عنهم ليغادروا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ليكونوا جيشا وطنيا معارضا. وعاد من منفاه فى مارس 2011 لينضمّ إلى ثورة 17 فبراير وكان موجودا فى بنغازى أثناء دخول قوات القذافى حيث كان له الدور البارز فى دعم الثوار مادياً ومعنوياً فى الجبهات. وخلال إعادة تشكيل الجيش الوطنى الليبى فى نوفمبر 2011، توافق نحو 150 من الضباط وضباط الصف على تسمية خليفة حفتر رئيساً لأركان الجيش الليبى، إلى أن تم عزله.