إعداد : محمد الجرجاوى فى ظل حالة التدهور الأمنى التى تشهدها المدن الليبية عقب سقوط حكم الزعيم السابق للبلاد العقيد معمر القذافى، قام خليفة حفتر قائد القوات البرية والبحرية السابق بالانقلاب العسكرى وتجميد المؤتمر الوطنى والحكومة ،لكن المحاولة باءت بالفشل. وطالب حفتر الذى شارك فى الثورة الليبية وانشق عن الجيش بتشكيل هيئة رئاسية برئاسة المحكمة العليا ،وتعيين رئيس وزراء جديد. فى المقابل أكد عمر حميدان الناطق بإسم المؤتمر الوطني الليبى العامنفى عمر حميدان المتحدث الرسمى بإسم المؤتمر الليبى (البرلمان) ما تردد عن وجود انقلاب عسكرى قاده اللواء خليفة حفتر قائد القوات البرية والبحرية،موضحاً أن هذا الانقلاب مجرد تصريحات إعلامية. وذكر حميدان أن النائب العام الليبى أصدر قراراً بضبط حفتر وبعض الضباط رفاقه . وأوضح المتحدث بإسم البرلمان الليبى أن حفتر متقاعد ولن ينتمى حالياً للمنظمة العسكرية الليبية وبالتالى فقراراته غير مؤثره على باقى الضباط. وأشار حميدان إلى أن الانقلاب العسكرى من المستحيل أن يحدث داخل ليبيا إذ تشهد البلاد جماعات مسلحة متعددة ومنفصلة عن بعضها ،موضحاً أنه لا يوجد بليبيا جيش موحد. وأكد حميدان أنه لا يحق لحفتر الانقلاب ،وذلك فى ظل النظام الديمقراطى التى تعيشه ليبيا إذ له حق التعبير عن رأيه ، وأوضح المتحدث بإسم البرلمان الليبى أن المشهد السياسى ممزق فى الفترة الحالية. فى سياق متصل أكد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان ، أنه ليس هناك أي وجود لإنقلاب عسكري بالبلاد ، أو أي شيء من هذا القبيل في الشارع الليبي . وقال زيدان في مؤتمر صحفي :"إنه سيتم التعامل بحزم مع البيان الذي صدر اليوم على بعض القنوات العربية ، من قبل اللواء خليفة حفتر، القائد السابق للقوات البرية الليبية". ووجه زيدان نداء إلي الثوار للدفاع عن ثورتهم ، موكداً أنهم لن يسمحوا لأحد بان يعبث بثورة 17 فبراير المجيدة ،مضيفأ إن الشعب الليبي هو من يمنح الشرعية وهو من ينتزعها . وأشار رئيس الوزراء إلى أن ليبيا لن تعود إلى الحكم الديكتاتورى والاستبدادى ، مشدداً على عدم العودة إلى نظام العقيد معمر القذافى. وأكد زيدان على استمرار المؤتمر الوطنى الليبى رغم ما صرح به خليفة بن جاسم بن حفتر الضابط السابق بالجيش الليبى بلغة انقلابية. وأضاف رئيس الحكومة الليبية أن المؤتمر الوطنى مستمر فى ممارسة مهامه ، وأن الحكومة تمارس مهامها بكيفية طبيعية وعادية ، وأن الموقف فى البلاد تحت السيطرة والامور على مايرام. واشار زيدان إلى أن صدور تعليمات إلى وزارة الدفاع باتخاذ الإجراءات الحاسمة حيال ما صرح به حفتر،إذ أن تلك التصريحات تهدف الى إفساد المشهد الذي ستشهده ليبيا اليوم من خروج المواطنين للتعبير عن ارائهم بطريقة سلمية. يشار إلى أن خليفة بلقاسم حفتر،انشق عن نظام القذافي أواخر الثمانينيات وعاد إلى ليبيا عقب 20 عام قضاها فى المنفى بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وشارك حفتر فى حرب تحرير سيناء 1973 من العدوان الإسرائيلى و يملك نجمة العسكرية وحصل على العديد من الدورات العسكرية منها (قيادة الفرق) في روسيا بامتياز وله خبرة كبيرة في المجال العسكري . وقاد الحرب ضد تشاد التي خدع فيها معمر القذافي الليبيين وكان حفتر احتل اتشاد في فترة قصيرة التي استعانت بجيش فرنسي ، وبعد انتصاره طلب دعم لجيشه إلا أن معمر القذافي لم يدعمه وتركه بدون عتاد خوفاً من أن يعود حفتر منتصر وينقلب عليه وأسر مع مئات الجنود الليبيين في معركة وادي الدوم يوم 22 مارس 1987. وبعد الأسر انشق هو وبعض من رفاقه من الضباط على القذافي في سجون تشاد وفرج عليهم وغادروا إلى أمريكا ليكونوا جيش وطني معارض. وبدأ حفتر داخل سجون تشاد يبتعد عن نظام القذافي، حتى قرر فى نهاية 1987 ومجموعة من الضباط وضباط صف وجنود ومجندين الانخراط في صفوف الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا المعارضة، وأعلنوا في 21 يونيو 1988 عن إنشاء الجيش الوطني الليبي كجناح عسكري تابع لها تحت قيادة حفتر. وانتهى أمر الجيش الوطني الليبي، ورحّلت أعضائه مروحيّات أمريكية إلى داخل الولاياتالمتحدة إذ أقام، واستمر معارضا لنظام القذافي هناك مدّة 20 عاماً. وعاد حفتر من منفاه في مارس 2011 لينضمّ إلى ثورة 17 فبراير وكان متواجد في بنغازي قبل دخول رتل القذافي في 19-3-2011. وأثناء دخول الرتل كان متواجد في كوبري بنغازي مع الثوار،إذ كان له الدور البارز في دعم الثوار مادياً ومعنوياً في الجبهات. وخلال إعادة تشكيل الجيش الوطني الليبي في نوفمبر 2011، توافق نحو 150 من الضباط وضباط الصف على تسمية خليفة حفتر رئيساً لأركان الجيش، معتبرين أنّه الأحقّ بالمنصب نظراً لأقدميته وخبرته وتقديراً لجهوده من أجل الثورة، بينما نفيت جهات رسمية في طرابلس ،ذلك الشأن.