كشف المهندس أحمد الحنفى، رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، فى تصريحات ل«الوطن»، مخطط تفجير أبراج الكهرباء باستخدام أنابيب بوتاجاز بالمناطق النائية بغرض إظلام مصر. أشار «الحنفى» إلى عدد من التفجيرات شهدتها أبراج الكهرباء حديثاً، بدأت أول الشهر الحالى بتفجير أحد الخطوط التى تصل دوائر الكهرباء بين الكريمات والتبين، وذلك بعد تثبيت أنبوبة بوتاجاز فى أحد أعمدة البرج الكهربى وإشعال النيران فى إطار سيارات بالقرب من الدائرة الرئيسية للبرج بهدف تسخين الأنبوبة وتفجيرها فى البرج. وأضاف: أيضاً تم استهداف الخطوط ذات الجهد العالى، وهو ما اتضح فى تفجير خط يغذى الشبكة القومية ب 800 ميجاوات ولم يلجأ لتفجير الخطوط الأخرى التى تجاوره بأحمال تصل إلى 300 ميجاوات، ما يؤكد أن هؤلاء الأشخاص يستعينون بمهندسى كهرباء وفنيين على دراية بهذه الخطوط جيداً. «لدينا مهندسون وفنيون داخل القطاع ينتمون لجماعات مختلفة»، أجاب «الحنفى» على تساؤل «الوطن» بشأن إمكانية انتماء المهندسين المشاركين فى التفجيرات لقطاع شركات النقل المصرية. موضحاً أن تدمير الأبراج لا يستهدف السرقة بل يتعمد إحداث ضرر كبير بالشبكة القومية للكهرباء يمكن أن يتسبب فى إظلام تام ومفاجئ فى جميع المحافظات. ورصدت الشركة تفجيراً آخر بعد حادث التبين، كما ذكر «الحنفى»، وقع فى سيناء منذ أيام بطريقة التفجير نفسها باستخدام أنبوبة بوتاجاز مربوطة بأعمدة البرج، إلا أن التدمير لم يتعدَّ حريقاً فى إحدى زوايا البرج دون تدميره. أشار «الحنفى» لحادث أخير وقع الثلاثاء الماضى فى أحد أبراج المحمودية وسط وجود سكانى بإحدى القرى بطريقة التفجير نفسها أدى لانهيار برج بقدرة 300 ميجاوات تعمل الشركة على إصلاحه فى الوقت الحالى. وفيما يتعلق بتأمين أبراج الكهرباء، أوضح «الحنفى» أن الأشخاص وراء مخطط تفجير أبراج الكهرباء يعملون فى مناطق نائية، فبالنظر للمسافة بين برج الكريمات والتبين نجدها 70 كيلومتراً، ولا تستطيع الحراسات المكلفة من شرطة الكهرباء تغطية 11 ألف كيلومتر إجمالى مساحة خطوط النقل بجميع المحافظات، وعندما يشاهد المواطنون أفراداً بجوار خطوط النقل يظنون بأنهم عمال كهرباء يحاولون صيانتها. وأضاف: رغم هذه التفجيرات لم تتأثر الشبكة القومية للكهرباء، وهذه «معجزة»، مشيراً إلى أن انهيار برج كهرباء يمكن أن يتسبب فى إظلام تام Blackout بجميع المحافظات، وهو ما لا تُحمد عقباه. وفى تصريحات سابقة للدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء، أكد أن تنظيم الإخوان الإرهابى يستهدف أبراج الكهرباء بالمناطق النائية لإحداث ضرر بالشبكة القومية وإظلام تام للكهرباء فى مصر. وقال الدكتور محمود متولى، رئيس قسم الهندسة السابق بجامعة القاهرة وخبير الشبكات الكهربائية، إن «الإظلام التام (Blackout) ذروة أزمات قطاع الكهرباء فى أى دولة على مستوى العالم، وواجهته مصر فى السبعينات، مشيراً لإمكانية وقوع الإظلام فى غضون دقائق بعد تأثر أحد خطوط نقل الكهرباء وإحداث ضرر بمحطات الكهرباء ينجم عنه خلل بالشبكة القومية وإطفاء للمحطات الكهربائية أشبه بقطع الدومينو. وأشار متولى إلى أن تبعات الإظلام التام تتمثل فى وقوع شلل تام بجميع المرافق الحيوية مثل تعطل القطارات ووسائل المواصلات العامة وانتشار الجرائم. فى الوقت الذى اقترح فيه الدكتور عصام الدين محمد، رئيس قسم هندسة القوى الكهربائية السابق بجامعة طنطا، إضافة محطات توليد داخل شبكات مصغرة micro grid لمواجهة وقوع أى إظلام متوقع للشبكة القومية المصرية وتعمل هذه الشبكات على ربط الأحمال من محطات الطاقة التقليدية وأخرى تعتمد على طاقة (رياح - شمس)، لمنع انهيار الشبكة المفاجئ. أضاف عصام الدين أن عدداً من الدول المتقدمة مثل أمريكا شهدت إظلاماً تاماً للشبكة الكهربائية نتيجة وقوع تلف فى أحد خطوط نقل الكهرباء عام 2003 أدى لوقف الحياة تماماً فى شمال أمريكا وجنوب كندا لمدة يومين عانوا من خلالها من انتشار الجرائم والفوضى بجميع الأحياء. وكان السبب الرئيس فى انهيار الشبكة الأمريكية، كما ذكر عصام الدين، وقوع أحد أغصان الأشجار على خط نقل كهربائى تسبب فى خروجه من الخدمة، ما أدى لإطفاء عدد من المحطات على التوالى فى غضون دقائق.